آخر الأخبار

Generic selectors
Exact matches only
....بحث
Search in content
Post Type Selectors

محاضرات مختارة

تهنئة لحلول شهر رمضان المبارك

المحاضرة التاسعة (إهدنا الصراط المستقيم)

الصراط المستقيم هو صراط التوحيد ومعالم الربوبية بما تحمل من العلم والعمل عدلا في كل أبعادها في كل شيء بداية بمكارم الأخلاق حيث أن التخلق بأخلاق الله للأخذ بكتابه المجيد هوأصل الأصول في كل شيء المتجسد ذلك الكتاب في مواطن الشهود بسيرة الرسول وآله الكرام حيث أنهم الأسوة لشهود الحق قولا وفعلا وتقريرا بما يلمسه العارف السالك مسالك ربه بما يتناسب مع كتاب الله تعالى بعد العرض عليه حتى لا تصاب الأمة بالأخذ بكل حديث صح سنده وإن خالف العقل السليم والعفة والكرامة كما أصيبت بذلك أبناء العامة والجماعة حينما راحوا لينسبوا إلى الرسول (ص) من النسب المخالفة للعقل والشرع والعفة والكرامة بل وكل القيم الإنسانية الكثير حينما لم يكن المقياس هو كتاب الله تعالى بعرض كل شيء عليه كقولهم بإرضاع الكبير وكون الله تعالى يظهر للخلائق يوم الحساب كأحسن شاب أمرد وإن من العدل في الخلق الكريم الإعتدال بين التهور والجبن الذي هو الشجاعة ومنه العدل بين الإسراف والبخل وهو الكرم وهلم جرى إلى مواطن الأعتدال في المعتقدات كالعدل بين الغلو والكفر وما هو السبيل الى الحق بما يشاهد من مسالك اولياء الله تعالى في كل شؤون الحياة حربا وسلما فمن لم يجد الأمور بموازينها وهم الرسول و أهل بيته الكرام في سيرتهم لا يمكن ان يبلغ الرشد بمجرد معرفة الكتاب والسنة حيث أن سيرتهم عليهم السلام هي التطبيق لمعالم الربوبية ومن أبرز ما هو من معالم هذا الصراط المستقيم شهود الرسالة الإلهية بمجميع ابعادها لمن عايش حياة الرسول و أهل بيته عليهم السلام حيث يلمس فيها لمس اليقين أنهم كانوا ثورة ضد الجهل لبلوغ نور العلم وضد الظالمين لتحقق أبعاد العدل ولذا عاشوا الهجمة من قبل الجهال والظالمين ولو كانوا كبعض العلماء الذين جعلوا الصمت عنوانا للزهد لإفتخر بهم الكثير من الجبابرة ولقال قائلهم هؤلاء أبناء عمومتنا لأن ببيان الطهارة والنجاسة و وجوب الخمس وشكوك الصلاة لا تهزّ أركان الجهل والظالمين وما كان ليعيش الرسول (ص) في شعب أبي طالب ولا علي عليه السلام في ميادين الحروب ولم يهجم على داره أحد بعد الرسول (ص) ولما استشهد الحسن (ع) مسموما ولا الحسين (ع) شهيدا في كربلاء ولا الإمام الكاظم (ع) في غياهب السجون.

فمن عاش سيرتهم وجعلهم لنفسه أسوة في كل شيء عرف الحق بالحق ولم يعرف الحق جهلا بالرجال وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) في تفسير الصراط المستقيم أيضا : (أن الصورة الإنسانية هي الصراط المستقيم إلى كل خير و الجسر الممدود بين الجنة والنار) و أي صورة انسانية هي اكثر بيانا للحق علما وعملا من رسول الله (ص) وأهل بيته الكرام كما وأنه ورد عنهم عليهم السلام : (إن الله تعالى خلق آدم عليه السلام على صورته) أي أنه كان مظهر علمه وعدله وحكمته وجميع أسمائه في مواطن شهود العلم والعمل الصالح وقد ورد في مواطن أخرى : (تخلقوا بأخلاق الله تعالى) كما وأنه ورد عن الإمام الصادق (ع) في تفسير الصراط المستقيم : (أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك و المبلغ إلى جنتك والمانع من أن نتبع أهوائنا) وعن الإمام علي (ع) : (أدم لنا توفيقك الذي أطعناك به فيما مضى حتى نطيعك كذك في مستقبل أعمارنا) أجل إستمرار الهداية للمؤمنين هداية أخرى سواء كانت في مواطن الإعتقاد او العمل وقد ورد في الأحاديث ما مضمومنه : (إن الصراط المستقيم هو العدل بين الغلو والتقصير وأنه الطريق الى معرفة الله ) وقد ورد عنهم عليهم السلام أيضا : (الصراط صراطات صراط الدنيا وهو الإمام المفترض الطاعة ومن لم يعرفه مات ميتة جاهلية وصراط الآخرة) وهناك روايات أخرى أيضا تقول : (نحن الصراط المستقيم) وفي رواية : (إن الصراط مظلم يسعى الناس به على قدر انوارهم وهو صراط التوحيد).

ولذا نقول اللهم ثبتنا على الهداية ومكنا من الإستقامة على الطريق بإمام مبين في دنيانا وفي أخرانا بنور نتمكن به أن نجتاز الصراط لكي لا نقع على وجوهنا في لهوات الجحيم وذلك لأن الكثير من الناس بعد المعرفة والعمل الصالح لقلة الصبر في مواطن الثبات والاستقامة يغيرون ويبدلون حينما تبعد عليهم الشقة ويغريهم الأمل بخلاف المؤمنين الذين يعيشون الحب لله فيسلكون إليه سبل الربوبية و يعيشون الحب لخلقه فيخدمونهم بالعلم والعلم الصالح حينما يشهد العبد المؤمن ببصيرة الإيمان ان الدنيا حلم وخيال تنتهي بطرفة عين .

فكما و أن للعلم أبعادا لا تحد بحد كذلك للهداية والسلوك على الصراط المستقيم أبعادا لا يبلغ غايتها إلا من كان له حظ عظيم.

ومن المعلوم أن الصراط المستقيم البعيد عن الإفراط والتفريط هو أقرب طريق الى الله تعالى وهو السلام الذي دعى إليه جميع الأنبياء والمرسلين المتجلي بواقع العدل تحت ظل إمام مبين ولذا كانت غاية بعثة الانبياء عدلا سيحققه الله تعالى بمهدي آل محمد (عج).

وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أيضا : (أن الصراط المستقيم هو الطريق الى معرفة الله وهما صراطان صراط الدنيا وصراط الآخرة أما صراط الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط المستقيم الذي هو جسر جهنم في الآخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدماه عن الصراط المستقيم في الآخرة فتردى في نار جهنم) وعن الصادق (ع) أيضا : (إن الصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام) ويعني بذلك علي بن أبي طالب لأن امير المؤمنين والصديق والفاروق هي من أسمائه الخاصة , وفي حديث آخر عنهم (ع) : (نحن الصراط المستقيم) وفي رواية : (إن الصراط المستقيم هو الإسلام) ولا مانع من كل ذلك لأن جميع الروايات عند التأمل تصب في مصب واحد و هو أن الصراط المستقيم طريق الحق الذي هو التوحيد وأن الهادي إليه والمطبق له هو الإمام المعصوم من آل محمد ومن أراد بلوغ الصراط المستقيم بغير إمام مبين كان كإبليس حينما أراد الله من غير طريق الإنسان الكامل فضاعت عليه الاسماء الإلهية والمناهج الربوبية وظن الجهل المركب و الكبر سبيل الرشاد.

أجل هكذا هو من لم يعرف إمام زمانه وذلك بنص حديث متفق عليه بين الشيعة وأبناء العامة والجماعة من أن الرسول (ص) قال : (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) ومن غالط نفسه واعتبر الحكام الجهلة الظالمين مصداقا لهذا الحديث كانوا له أئمة يوم الحساب لأنه يعيش مناهج الجهل علما وعملا باتباع الظالمين وموجهي اعمالهم من وعاظ السلاطين وهو يرى نفسه بحفظ كلمات الآيات وكثرة الصلاة والالتزام بها في المساجد ولو تحت امامة الحجاج بن يوسف الثقفي يعيش القرب الى الله رب العالمين.

ومن الواضح أن الصراط المستقيم واحد لا تعدد فيه يُعرف مما تقدم بيانه والسبل إليه متعددة لا ينالها إلا المجاهدون في سبيل الله حيث يقول تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين) فالسبل الى الله لا تحد بحد فعارف بعرفانه وحكيم بحكمته وفقيه بفقهه وطبيب بطبه وفلكي بفلكه وهكذا كل بصير يشاهد الحق تعالى من سبيل يوصله الى صراطه المستقيم حيث أن الأدلة على الله تغالى على قدر انفاس الخلائق وقبل كل ذلك شهود الصراط المستقيم بشهود الأسماء والصفات والذات الإلهية التي هي بك عرفتك والحمدلله رب العالمين.

 

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

المحاضرة السابعة عشر تفسير قوله تعالى : (الذين يؤمنون بالغيب)

المحاضرة السابعة عشر تفسير قوله تعالى : (الذين يؤمنون بالغيب) من بعد ما تكلم الله تعالى عن المتقين جاء ليبن خصائصهم حتى يُعرف بسيماهم لدى من عرف الحق لا بألقاب قد تُفدى للرجال لزخارف الأقدار كحكم قد يهب طاغية عنوان أمير المؤمنين ومكرا قد يهب دجالا صفة الأولياء...

المحاضرة الخامسة عشر تفسير : (ذلك الكتاب لا ريب فيه)

المحاضرة الخامسة عشر تفسير : (ذلك الكتاب لا ريب فيه) كلمة ذلك يؤتى بها للإشارة الى البعيد في حين أن الكتاب المجيد بأيدي الناس ينظرون إليه ويشاهدونه فكيف يؤتى للقريب بما هو من شأن البعيد؟ فنقول إن ذلك واضح لدى أهل الأدب والمعرفة حيث أن المراد بالإشارة للبعيد في المقام...

المحاضرة الرابعة عشر بداية عرض الأخبار الأمرة بالعرض على الكتاب المجيد ثم تفسير (ألم)

المحاضرة الرابعة عشر بداية عرض الأخبار الأمرة بالعرض على الكتاب المجيد ثم تفسير (ألم) سورة البقرة مدنية كلها إلا آية واحدة كما قيل. قبل الدخول في تفسير سورة البقرة لا بأس بذكر الأحاديث الآمرة بلزوم العرض على كتاب الله تعالى ليعرف القاريء الكريم أن الأساس في كل شيء هو...

المحاضرة الرابعة عشر تفسير قوله تعالى : غير المغضوب عليهم ولا الضالين

المحاضرة الرابعة عشر تفسير قوله تعالى : غير المغضوب عليهم ولا الضالين من بعد أن طلب العبد المؤمن من ربه أن يوفقه ليصبح من الذين أنعم الله عليهم أرشده تعالى الى أن يدعو أيضا بألا يصبح من المغضوب عليهم ولا الضالين إما من باب التأكيد أو لأن العبد قد يظن نفسه من الذين...

أسئلة عقائدية

تابعنا على صفحاتنا