آخر الأخبار

Generic selectors
Exact matches only
....بحث
Search in content
Post Type Selectors

محاضرات مختارة

تهنئة لحلول شهر رمضان المبارك

سر خلود الثورة الحسينية1

لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

موضوع بحثنا أيها الإخوة والأخوات في مسألة تعود للإمام الحسين عليه السلام وهي المحتملات في سر خلود الثورة الحسينية حيث راح هاهنا الكثير من الأعلام والكُتّاب وأصحاب الرأي ليبدوا آرائهم في سر خلود هذه الثورة مع ما أن على طول التأريخقد مر التأريخالبشري بكثير من الحوادث أصبحت في طي الكتمان فنقول إن كل حدث لابد وأن يعلل سر خلوده بعلة أو بعلل وأسباب ومن جملة هذه الأحداث الخالدة على ممر الدهور والعصور هي الثورة الحسينية حيث أن هنالك الكثير من البواعث والدواعي التي قد يكون لها الأثر البالغ في خلود هذه الثورة سواءً نظرنا إليها على صعيد معتقد يرسم معالم مذهب ككون هذا الحدث مرتبطا بمذهب أهل البيت ع وأنه يرسم لأتباع هذا المذهب منهجا يحمل الكثير من أبعاد عقائدية والكثير من أبعاد ترتبط بالسير والسلوك نحو الله أو تطبيقا للعدالة على وجه الأرض أو بما كان لهذا الحدث وهو الثورة الحسينية من خلود على صعيد إنساني عام يعني ربما نبحث سر الخلود لأن هذا الحدث مرتبط بمذهب وقد نبحث عن سر الخلود لأن هذا الحدث يرتبط بالإنسانية بما هي وإذا كان الحدث مرتبطا بالإنسانية هناك يجب أن نجد أن أي معالم للإنسانية قد حملها هذا الحدث ليكون سببا لخلوده حتى يكون قد تخطى جميع القيود زمانا ومكانا ومذهبا وحضارة ليكون معلما من المعالم الإنسانية وما نحن بصدد البحث عنه كما هو واضح هي الثورة الحسينية وربما لا يكون مبالغا فيه إذا قلنا على أن هذه الثورة قد تخطت جميع القيم بما لها من قيود خاصة مذهبية، قومية وماشاكل هذه الأمور لتكون ثورة تتطلع إليها الإنسانية و لذا راح صدى هذه الثورة ليكون في العالم جميعا على إختلاف الرؤى وعلى إختلاف التفاعل مع هذه الثورة.

فأخذ منها أتباع لمذهب مسالكا وطريقا للوصول إلى ربهم وآخر وجدها علَما يُرفع للحرية والكرامة بعيدا عن الذل والهوان وهؤلاء هم الأحرار والثوار حينما إختاروا من بين الرايات التي يجدونها في ظلمات الدهور مرفوعة الكثير منها هي رايات ضلال والكثير منها وإن طبعت بطابع دين لكنها راحت لتدعو المجتمع إلى الإستسلام إلى الحكام مدعية أن الإستسلام للحكام ما قام عليه الإجماع وما ثبت عملا من طريق الصحابة الذين أسندوا الحكام ولو كانوا ظالمين مثل هذه النبرات الداعية إلى الذل والإستسلام إلى السلطات لايمكن أن يتقبلها حر على وجه الأرض ولا ثائر ضد جهل أو ضد ظلم وراح ثالث فوجدها أي هذه الثورة راية سلم وإخاء فمد إليها طرفا وهو يتطلع إلى حلم الإنسانية حيث وجد في اتّباع هذه الراية وجد جميع الأمور قد تهاوت وتساقطت، وجدها راية اجتمعت تحتها الكثير من الأمور التي لا جامع بينها بحسب العادة فوجد تحت هذه الراية العرب والأعاجم وجد تحت هذه الراية المسلم والنصراني لأنها راية دعت إلى العدالة والإنسانية ولذا يجد المتتبع لركب الحسين عليه السلام جميع الطوائف عربا، أعاجم، مسلمين، نصارى يجدهم متواجدين تحت هذه الراية على قلة عددها لكنها تحمل من القيم الكثير الكثير وهكذا هو ركب العظماء على طول التأريخوإن كان ركبهم لا يسير فيه إلا القليل لكنه كثير من حيث القيم، كثير من حيث الهمم ،مثل هذه الرايات لا تنال منها الأمور التي تدعو إلى تمزيق الإنسانية والبشرية كأنها شموس لامعة كأنها أنجم ساطعة لايمكن أن تكون الظلمات وضيق الرؤى مؤثرا عليها ولذا وجدنا أن دعوة الأنبياء كانت دائما دعوة إنسانية ولذا كان الأنبياء الكرام والأبرار والصالحون على طول التأريخإخوة على مسير ومنهج واحد يسند بعضهم بعضا و وجدنا أنفسنا كأتباع للديانات نسبنا أنفسنا إلى محمد (ص) وآخرون نسبوا أنفسهم إلى عيسى (ع) أو إلى موسى ع على الرغم من كون الأنبياء وأتباعهم على طول التأريخكانوا يسيرون على منهج واحد إخوة في صراط مستقيم لكن مع كل الاسف وجدنا أنفسنا متناحرين متحاسدين يكفر بعضنا بعضا ويسعى كل واحد للنيل من الأخرين هكذا هم من ينتسبون إلى الأنبياء على طول التأريخلكن تلك الراية وهي راية ركب الحسين (ع) جمعت لأنها كانت راية عامة إنسانية.

ولذا نحن نحاول في بحثنا هذا التعرض لبعض المحتملات الدخلية في سر خلود هذه الثورة ونحاول الابتعاد بقدر المستطاع عن روح الخطاب الإعلامي، ما المراد من روح الخطاب الإعلامي؟ هناك بعض الخطابات إن تأملنا فيها سنجدها بعيدة عن روح الدليل والبرهان ومن باب التقريب الذهني نقول إن هناك من علل خلود هذه الثورة بالخلوص لله تعالى نحن لا نتردد أن من جملة بواعث خلود هذه الثورة هو ما كان يحمله الحسين وأصحابه عليهم السلام من خلوص لله تعالى لكن لا يمكن أن نجعل هذا علة ونقول هذا هو العلة لخلود هذه الثورة لم؟ لأن على طول التأريخمر أنبياء كرام ومر معهم الكثير من الأبرار والصالحين، لعلنا اليوم ما سمعنا حتى بأسمائهم فلا ي