القضاء والقدر الإلهي المحاضرة رقم 5

كتبت هذه المحاضرة من محاضرة صوتية ألقيت قبل سنوات في الكويت

لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني

قلنا أن مسألة القضاء والقدر من البحوث العقلية التي يمر عليها القرون الطوال و راحت العقول البشرية تتصارع في هذا الميدان الرهيب الذي قد يكون يؤدي بنظر بعض لإنحراف كالجبر أو التفويض أو ما شاكل هذه الأخطاء فلما جاء الدور الإسلامي وجاء الإسلام ليشرح هذه الموازين كالقضاء والقدر والمسائل التوحيدية الدقيقة والكثير من المسائل الأخرى كالعقل والنبوية والمعاد والإمامة لما كانت هذه المسائل دقيقة جدا عجز البعض عن الوصول إلى مدارجها وبدلا من الإقرار بالعجز أو الرجوع إلى أئمة أهل البيت لإصلاح الأخطاء والعودة إلى سبيل الله وسبيل رسوله في هذه الأمور فوقعوا ما وقعوا فيه من أخطاء وجاء الكثير من الحكام وبالأخص في بداية حكم بني أمية وأخذ الأمر ينتشر شيئا بعد شيء يسوقون الأمة إلى تفاسير غير صحيحة توجيها لما يرتكبونه من الظلم والعدوان فأخذت المسائل العلمية كمسألة القضاء والقدر إطارا سياسيا وبدءوا يوجهون هذه الأمور بأن كل ما يقع من خير أو شر السنة النبوية تقول إنه بقضاء وقدر فما كان ليخالف الأول والثاني والثالث عليا (ع) بقضاء وقدر وما كان ليخالف معاوية عليا (ع) إلا بقضاء وقدر وما كانت لتقع الحروب التي وقعت والدماء التي سفكت إلا بقضاء وقدر وما كان ليستشهد الحسين (ع) إلا بقضاء وقدر وما ساق يزيد إلى مثل هذه الأمور الا القضاء والقدر وما شاكل هذه الأمور فتصور الناس أن المراد من القضاء والقدر هو الجبر لأن بتوجيه القضاء والقدر توجيها جبريا يستفيد الحكام فأخذوا يقوّن هذا الجانب ويلقنون الناس أن كل فعلة من خير أو شر هي بمشيئة الله بتفسيرهم الخاص للمشيئة والقضاء والقدر فظن الناس أن هذا التفسير هو تفسير مصيب كما راحوا يفسرون معنى العدل ومعنى مجيء الله تعالى في يوم القيامة بمعنى التجسيم والكثير من الأمور فإذن مما أزاد المشكلة هي القضايا السياسية التي أظيفت على ضعف عقول البشر فجعلتهم مجبرة من حيث لا يشعرون حتى وصل الأمر بنا الأمر اليوم إذا أكلنا لقمة وسقطت منها بعض الحبات نقول تلقائيا بلا توجه لو كان من القضاء أن نأكل هذه الحبات لأكلناها فإذن الله تعلقت مشيئته بأن لا نأكل هذه الحبات، فأصبحنا من حيث لا نلتفت نقر ببعض مقاييس الجبر مفسرين للقضاء والقدر لهيمنة بني عباس وبني أمية والكثير من الحكام باسم الإسلام الذين راحوا يحكمون الأمة قرونا فبقت تلك المتخلفات علينا ليومنا هذا قد لا نشعر بما نقول ونحن نقول بالقضاء والقدر بمعنى الجبر.

        القضاء والقدر الذي قلناه ونقوله هو أن كل شيء بأسباب وعلل معينة، الله سبحانه وتعالى قضى فأخرج الكائنات من كتم العدم وقدرها في محالها ولما قدرها في محالها جرى قضاءه وقدره بأن تكون الأمور جارية طبقا لأسبابها وموازينها، نعم من أخذ اللقمة بمقاييس صحيحة لا تسقط منها الحبة وإذا أخذها بأسباب ومقاييس وعلل غير صحيحة قد تسقط منها الحبات، لو جرت الأسباب المعينة لوصلت أنا إلى السوق لكن بخلل في سيارة أو لعدم التفات إلى شيء قد لا أصل إلى السوق، هناك أسباب ومسببات وعلل لا تنكر لكن ليس معناه أن الله سبحانه جعلها ألزم بها الناس وجعلهم لا يتمكنون من التخلف عنها .

        فإذن نستمر بقراءة بعض الأخبار حتى نأتي إلى الأدلة، وروي عن علي (ع) إنه كان جالسا في ظل جدار وفجأة عرف (ع) أن الجدار منحنٍ وهو مشرف على الانهدام فابتعد عنه وحينئذ اعترض عليه أحد الحضور قائلا، يا أمير المؤمنين أمن قضاء الله تفر فظن هذا الإنسان على أنه لما كان هناك قضاء وقدر وأن كل إنسان لا يخرج من قبضة القضاء والقدر فمن يموت يموت في يومه ومن يتولد يتولد في يومه والجدار الذي يسقط يسقط في محله وفي يومه وكل شيء يجري هكذا فأشكل على الإمام (ع) قائلا : أمن قضاء الله تفر يا أمير المؤمنين بمعنى أنه لو أراد الله لك الموت فتموت هربت من تحت الجدار أو لم تهرب ولو أراد الله لك الحياة يحفظك ولو كنت في وسط البحور، فأجاب علي (ع) : أفر من قضاء الله إلى قدره ، يعني أفر من قضاء وقدر إلى قضاء وقدر آخر، أفر من سبب معين إلى سبب معين آخر قضى الله وقدر على الجدار الذي يكون مشرفا على السقوط أنه إذا تمت أسباب السقوط يسقط وقضى أيضا على جسم ضعيف في مقابل جدار أنه إذا وقع الجدار عليه يتضرر أو يموت الإنسان هكذا قضى الله أي قدر وأوجب أسبابا وجعلها تكون سببا لمسبباب معينة، قضى الله أن من جعل يده في النار يحترق ومن سحب يده عن النار لا يحترق، وقضى الله أني إذا قمت من تحت هذا الجدار المشرف على الانهدام إلى جدار قوي بحسب الأسباب العادية أن الجدار القوي لا يسقط على الإنسان فهذا ليس من أسباب السقوط وذاك الأول من أسباب السقوط أو الموت أو الإضرار، كله بقضاء الله وقدره يعني لو لا أنه سبب أسبابا وجعلها موجبة لمسببات ومعلولات معينة لما سارت الكائنات بأسبابها وشؤونها المعينة وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) : أبي الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها فجعل لكل شيء سببا (الكافي ج 1ص 183).

        فإذن قوله (ع) أفر من قضاء الله إلى قدره يعني : أفر من قضاء وقدر إلى قضاء وقدر آخر هذا معناه الإقرار بالمشيئة الإلهية النافذة في كل شيء التي جعلت لكل شيء سببا فما دمت متمكنا من سبب تفر بواسطته إلى البعد عن الأخطار فأنت مختار أما لو شاء الله أن تموت ولو كنت في قصور مشيدة فذاك أيضا قضاء وقدر إلهي وسلطان إلهي لأن الله قيوم والإنسان ممكن من الممكنات والممكن محض التعلق في ذات الله لا إرادة له لو لم يكن الله مريدا له أن يكون ذا إرادة وقدرة وغيرها من الأمور، فلا حادث يحدث في الكون إلا بقضاء وقدر إلهي فالجدار المنقض بقضاء الله بحسب الأسباب المعينة يقتل أو يضر والفار منه أيضا بقضاء الله يحصل على سلامة من ذاك الجدار المنحني المشرف على السقوط أما الجدار الثاني فله أسبابه الأخرى.

        وعن الإمام الصادق (ع) : (الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون)، هذا الكلام هو رد لشبهة الجبر وقال (والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد) هذا رد لشبهة المفوضة فإذن القول بكونه تعالى يجبر العباد ظلم والظلم قبيح والقبيح لا يصدر من الله تعالى الظالم إما قاصر محتاج أو جاهل بالأمور، لماذا نظلم الغير إما طمعا وقصورا في القدرات والإمكانيات أو لأخطاء وجهل نظلم الآخرين أما القادر المطلق والحكيم العالم المطلق فلا ظلم في ساحته وما قالته الأشاعرة من إنكار الحسن والقبح هو إنكار للفطرة ومن أنكر الفطرة لا يمكن أن يجادل بأي لسان.

        هناك قضايا تقوم عليها البراهين والأدلة كما في الفيزياء والكيمياء مثلا أما إذا جئنا إلى الفطريات فلا يمكن أن تجاب عليها الأدلة قد يصل الإنسان في الإنحراف عن الفطرة بأن يصبح شكاكا كم من كاتب كتب كتب وتكلم على عصر التأريخ ينكر وجود نفسه، السوفسطائيون وصلت بهم الحالة في الإنحراف عن الفطرة بأن أنكروا وجود أنفسهم فقال أنا أشك هل أنا موجود أو لست بموجود، هل هناك من وجود أو ليس هناك من وجود؟ من تصل به الحالة إلى هذه المرحلة لا يمكن أن يخاطب بخطاب، ومن تصل به الحالة أن ينكر الحسن والقبح، لا يدرك أن الصدق حسن والكذب قبيح مثلا هذا منسلخ عن إنسانية ومن انسلخ عن الإنسانية وأنكر ذاته ونفسه وفطرته وكيانه لا يمكن أن يخاطب بخطاب الذي يخاطب من كان متجاوزا هذه المراحل أقر بفطرة وعقل بدليل وبرهان أما من سحقت إنسانيته فلا يخاطب بخطاب فإذن نأتي الأن إلى الأدلة الأولى بعد روايتين أو روايتين ونتكلم عن مسألة الإختيار بأدلتها الفطرية الإلهية الأولية.

        وعن الإمام علي بن الحسين عليهم السلام إنه قال : قال الله تعالى يبن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء) ليس الإنسان كما تقول المفوضة له مشيئة مستقلة وإرادة واختيار مستقل بأزاء سلطان الله تعالى كيف يكون لشيء مشيئة أي يكون ذا تحقق وجودي في ذاته أو صفاته بدون أن يخرج ذلك الشيء من كتم العدم، فبمشيئتي كنت أنت الذي تشاء، هنا الجمع بين المشيئتين: شاء الله لزيد مشيئة فكان زيد ذا مشيئة أي بمشية الله تعالى كنت أنت أيها الإنسان الذي تشاء فإذن تعلقت المشيئة الإلهية بأن يكون الإنسان مختار (وبقوتي أديت إلي فرائضي) الفرائض وإن أديتها أنت لكن بالقوة التي أعطيتك إياها وبالعلم الذي جعلتك بواسطته ترى الصحيح من غير الصحيح والنور عن الظلمة (وبنعمتي قويت على معصيتي) وكذلك أنعمت عليك بسمع وبصر استعلمت ما أنعمت به عليك في معصيتي فأنا المعطي وأنا الذي شئت أن تكون بكذا قوى لكنك استعملت هذه القوى بمعصية الله (خلقتك سميعا بصيرا إلى قوله ما أصابك من حسنة فمن الله لأنه هو الذي أعطاك هذه القوى وما أصابك من سيئة فمن نفسك فبإخيارك من بعد ما أعطيتك فطرة وعقلا وبعثت الأنبياء والرسل وجعلت الكتب (وذلك أني أولى بحسنانك منك وأنت أولى بسيئاتك مني……) .

        وفي حديث آخر عن الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام يسأله السائل عن القدر فيكتب له اتبع ما شرحت لك في القدر مما أفضى إلينا أهل البيت فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر ومن حمل المعاصي على الله عزوجل فقد افترى على الله افتراء عظيما لأن الله تعالى لا يطاع بإكراه يعني لا يجبر العباد على الطاعة ولا يعصى بغلبة أي ليس الإنسان خارجا عن مشيئة الله كما تقول المفوضة إلى آخر هذا الحديث الشريف.

        وقد ورد عن ابن عباس أن رجلا سأل أمير المؤمنين (ع) عن القضاء والقدر فمن بعد ما قال له كما سمعتم في الليالي المتقدمة طريق مظلم فلا تسلكوه وبحر عميق فلا تلجوه قال له أيها السائل خلقك الله كما تشاء أو كما يشاء فقال كما يشاء فقال (ع) أيميتك كما تشاء أو كما يشاء ؟ فقال كما شاء فقال (ع) ألك مشيئة فوق مشيئة الله أولك مشيئة مع مشيئة الله أم لك مشيئة دون مشيئة الله ؟ يعني ألك اختيار فوق إرادة الله تعالى أم لك إرادة مع إرادة الله أم لك إرادة من بعد إرادة الله تعالى؟ فإن قلت لك مشيئة لك مشيئة فوق مشيئة الله فقد ادعيت الغلبة على الله تعالى وإن قلت لك مشيئة مع مشيئة الله فقد ادعيت الشركة مع الله وإن قلت مشيئتي دون مشيئة الله يعني الان أنا أفعل أفعالي بنفسي وباستقلال فقد اكتفيت بمشيئتك دون مشيئة الله تعالى ثم قال له (ع) : قل لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذن شاء الله أن نكون مختارين هذا معنى ما نريد أن نتوصل إليه من هذه الأحاديث الشريفة، ثم قال السائل يا أمير المؤمنين علمني تفسيرها أي هذه الكلمة: فقال (ع) : لا حول عن معصية الله إلا بعصمته يعني لو لا أن يمن الله على الإنسان بمنه حتى لا يكون مع العاصين (ولا قوة على طاعته إلا بمعونته أعقلت عن الله قال نعم فقال (ع) لأصحابه الان أسلم أخوكم قوموا إليه فصافحوه) يعني كان يتخبط بين الجبر والتفويض .

        الان نريد أولا أن نقول بما قاله الكثير من الفلاسفة المسلمين في باب القضاء والقدر والإختيار ، لحد الان كنا نتمشى تحت ظل الأحاديث قال الحكماء بأن الضرورة قاضية بامتناع أفعالنا إلينا، كل شيء إذا كان ضروريا فطريا واضحا لا يمكن أن تقام عليه الأدلة الان لو أراد أحدنا أن ينكر أن الان هو ليل، كيف نتمكن أن نقيم لإنسان يعيش في واقع الليل أن نثبت له الليل، نحن نعجز أن نثبت لإنسان ينكر وجود نفسه أن نثبت له أنك موجود كالسوفسطائين لأن أكبر دليل هي الأوليات الفطرية هي الدليل قبل كل دليل بينك وبين ما تثبته بالدليل والعقل رابطة العالم متغير وكل متغير حادث فالعالم حادث كيف تدعي أن زيدا جاء من السفر تقول اتصل بي فقال وصلت إلى البلاد وأضف إلى ذلك أن زيدا وعمروا وفلانا شاهدوه أنه وصل إلى البلاد نقيم الأدلة على إثبات شيء آخر أما من بعد ما نشاهد زيدا أماما فلا معنى لإقامة الدليل والبرهان على كونه وصل البلاد لأنه مشهود فالوجدانيات يعني ما وجدها العقل بفطرته قبل كل دليل وبرهان فمن لم يتمكن أن يجد لنفسه البديهيات لا يمكن أن نثبت إليه الأمر بالبرهانيات ولذا عجزنا أن نرجع السوفسطائين إلى الصراط المستقيم فإذن الدليل الأول للحكماء إن الفطرة قاضية لابتناء أفعالنا إلينا يعني نحن بفطرتنا بلا دليل ولا برهان نفهم على أننا بإرادة واختيار وضعنا هذا الكتاب وقمنا وجلسنا وكذلك نعرف أن المصاب برعشة في يده بلا إرادة واختيار يده تتحرك لمرض ونحن بفطرتنا نعرف أن جريان الدم في بدننا بلا إرادة واختيار لكن أفعالنا التي تستند لإرادتنا إنما تكون بإرادة واختيار ولكما كان بإرادة واختيار الإنسان يميزه عن غير العمل الإختياري بفطرته وكل شيء يتوصل إليه الإنسان بالفطرة لا تقام عليه البراهين فالإختيار لأفعالنا من الضروريات وإنكار الضروريات لا يكون إلا من منحرف عن الفطرة.

        مقدمة للدخول في الدليل العرفاني : لإثبات الإختيار للإنسان: قلنا في البحوث السابقة على أن عالم الإمكان هو آية وعلامة على إثبات الأسماء والصفات الإلهية فكلما في الكون هو آية من آيات الله لإثبات صفة أو صفات إلهية فالعلم في عالم الإمكان آية على العلم الإلهي والإتقان على الحكمة والقدرة الإلهية وهكذا كلما في الكون من آيات تدل على إسم أو صفة إلهية فالضعيف منها يدل على الأسماء والصفات والقوي منها والكلمات التامات منها كالانبياء والأوصياء أيضا تدل على الأسماء والصفات الإلهية باختلاف المظاهر وقوة المظاهر وضعفها فمن أراد أن يشاهد الأسماء والصفات الإلهية بأبعادها بما هو ممكن في عالم الإمكان شاهدها في الرسول الأعظم (ص) ومن أراد أن يشاهدها وأن ينظر إليها بأبعادها في مراحل دانية شاهدها في بقية الخلق من الأنبياء والأوصياء إلى أن يصل إلى الإنسان العادي بل قالت الحكماء والعرفاء ما من شيء إلا و هو مظهر من مظاهر الأسماء والصفات الإلهية فالعالم الإمكاني مظهر الأسماء والصفات الإلهية ولذا سمي بعالم أي علامة على الأسماء والصفات فمن أراد أن يجد العلائم أراد أن يجد الإشارة إلى الله بأسماءه وصفاته نظر إلى خلق الله فانتقل إلى الأسماء والصفات ولما كانت الأسماء والصفات مختلفة وكان عالم الإمكان آية لهذه الأسماء والصفات لابد وأن يكون عالم الإمكان مظهر للأسماء والصفات بأبعادها المختلفة فالجدار يريد أن ينقض فيه إرادة، الحبة تريد والسماء والأرض تريد كل شيء جعل الله فيه إرادة لتكون إرادته مظهرا من مظاهر الإرادة الإلهية وقمة مشاهدة الإرادة الإلهية والمشيئة الإلهية بأبعادها في عالم الإمكان هو الرسول الأعظم (ص) .

        فإذن نقول من طريق العرفان لابد وأن يكون هناك الوجود مختار على اختلاف الارادة والاختيار ليكون العالم من مظاهر الإختيار الإلهي فعالم الإمكان مختار على اختلاف مراتب الإختيار المتجلي بكله وبتمامه في كل أبعاده باختيار للوجود الأكمل فإذن كما وأن الحكمة لابد لها من ظهور، كما وأن العلم الإلهي لابد له من ظهور، كما وأن كل صفة وإسم إلهي لابد له من ظهور كذلك الإختيار الإلهي لابد وأن يكون له ظهور وظهوره الأتم هو الإنسان الكامل أو الإنسان على اختلاف مراتبة .

والحمد لله رب العالمين