آخر الأخبار

Generic selectors
Exact matches only
....بحث
Search in content
Post Type Selectors

محاضرات مختارة

تهنئة لحلول شهر رمضان المبارك

الصفحة الرئيسية » الأسئلة و إجاباتها » إستفسارات عن الآيات القرآنية » من هم التابعون بإحسان او الذين إتبعوهم بإحسان

سؤال من إحدى الأخوات تقدم به الحاج علاء كبة وهو (من هم التابعون بإحسان او الذين إتبعوهم بإحسان

الجواب :

نقول في المقام قبل بيان المختار إنه قد إختار بعض علماء العامة أن كلمة التابعين الواردة في الآيات والروايات يراد منها من جاء بعد الرسول (ص) في عصر الصحابة وكان من التابعين لهم بإحسان كتلامذة أخذوا منهم معالم دينهم ثم بثوها للأجيال من بعدهم , وقد جعل هؤلاء كلمة التابعين مختصة بمن أدرك عصر الصحابة وأخذ منهم ولم يدرك النبي (ص) بنفسه.

لكن آخرين جعلوا كلمة التابعين وما بمعناها كالذين إتبعوهم بإحسان ولو بلحاظ القرائن والملاك و علة التشريع بعد النظر الى جميع الآيات والروايات الواردة في المقام عامة شاملة لكل من دخل الإسلام بعد اؤلئك النخبة من الأوائل من المهاجرين والأنصار المشار إليهم بقوله تعالى : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار….) في سورة التوبة الآية 100, و سار بمسيرتهم واتبع أهدافهم و وطن النفس على ما وطنوا عليه أنفسهم من تحمل الأذى والصعاب والهجرة في سبيل الله و النصرة لرسول الله (ص) حيث أن من إتبع الحق وأهله و إقتدى بسيرة المخلصين من عباد الله فقد أحسن المتابعة والسلوك وكان من مصاديق ما أشارت إليه الآيات والروايات.

و أن كلمة السُنّة بحسب المصطلح هي الطريق ويقصد أبناء العامة والجماعة من كونهم (سُنّة ) انهم أتباع طريق الحق ومنهج الرسول (ص) وأن غيرهم قد رفض هذا الطريق والسير عليه ويقصدون بذلك الشيعة أتباع آل محمد (ص) الذين وسموهم على طول التأريخ بالروافض او الرافضة .

أجل هكذا يختار القوي المستند على الحكام تحت ظلال السيوف لنفسه ارفع السمات والعناوين و ألطفها وإن كان هو في نفس الأمر متابع للحكام ليرسم مخالفيه بما يحلو له من السمات ويخرجهم من الدين تكفيرا و تفسيقا و يستبيح دمائهم , قال رسول الله (ص) : (تلك سنتي _أي طريقتي_ فمن رغب عن سنتي فليس مني) ويقول أبناء العامة فمن لم يدرك سنة النبي (ص) أخذ بطريقة الصحابة ومن لم يدرك الصحابة أخذ دينه و سنة نبيه من التابعين للصحابة.

ويقول الشيعة في المقام إن السنة النبوية لا تصاب بمتابعة الحكام و إطاعتهم و لا بمن لف لفهم ودار في فلكهم من وعاظ السلاطين الموجهين لأعمالهم و المعطين لها شرعية حيث راح ليقول قائلهم تجب طاعة الحكام والولاة و لو كانوا فسقة ظالمين ثم راحوا ليزدادوا في تجاوزهم القيم العقلية والشرعية ليدعي مدعيهم أن على ذلك قيام إجماع أمة محمد (ص) ناسبين إلى الرسول (ص) أنه قال : (تجب طاعة الولاة ولو ضربوا ظهوركم وسلبوا أموالكم).

أجل نحتاج الى من به تحفظ الشريعة وهم أوصياء الرسل كما هي سنة الله تعالى في خلقه بعد جميع الأنبياء حيث جعل أولي العزم من الرسل خمسة وجعل بقية الأنبياء على كثرتهم شُراحا و مطبقين لرسالات السماء وتابعين لأولي العزم كما أشار تعالى إلى ذلك قائلا : (وآمن له لوط) مع كون لوط عليه السلام كان نبيا من الأنبياء فقد جعله من المؤمنين التابعين لإبراهيم عليه السلام وإذا كان الأمر هكذا على مسلك الشيعة بعد الرسول (ص) فقد اتضح أن السير على طريق الحق والعمل به لا يكون إلا بمتابعة اوصياء الرسل لا بمتابعة الصحابة فضلا عن التابعين ويصبح المراد في الآية الشريفة من مدح السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان مدحا في مقام السلوك والجري العملي و في مقام الثبات والتضحيات لا في مقام شرح بطون الرسالة وبيان معالم الدين وقد ورد في الحديث المتفق عليه بين العامة والخاصة : (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) حيث أن بعرفان الإمام والأخذ منه شهود مسالك الحق وتحقيق منهج الرسول و إلا كان الحياة ضياعا كما ضاعت الأمة حينما حكمها الحكام بإسم الدين فظن الناس أنهم أصبحوا يأخذون شرع الله من الصحابة والتابعين وهم قد أخذوا شرع الله من وعاظ السلاطين حينما أصبحت مقاليد الأمور والإعلام بيد هؤلاء لا بأيدي سائر الناس من الصحابة والتابعين.

ولذا كل ما جاء على لسان أهل البيت عليهم السلام لكملة التابعين وما يرادفها معنىً ما قصد منه ما يدعيه أبناء العامة من الأخذ من الصاحبة والتابعين بل كان المراد منه المدح في مقام السلوك والعمل كما كان كذلك بالنسبة الى السابقين الخُلّص من المهاجرين والأنصار حيث كان المدح لهم في مقام الثبات والعزيمة وتحمل الصعاب والهجرة والنصرة لرسول الله (ص) لا في مقام بيان شرع الله تعالى وكيف ذلك والرسول موجود بين ظهرانيهم و إذا لم يكن إلا مدحا للسابقين في مقام العمل فكيف يمكن أن يُدعي ذلك بالنسبة الى التابعين لهم بإحسان.

أجل من تأمل في الآية الشريفة بعيدا عن روح التبعية يجد وبكل وضوح أن المدح للسابقين من المهاجرين والأنصار كان في مواطن السلوك والعمل حيث الثبات والتضحيات لا في مقام البيان للشرع وعليه فكيف يمكن تفسير ذلك بالنسبة الى التابعين ليقول القائل ان المراد من المدح الوارد في حق التابعين او الذين اتبعوهم بإحسان من كانوا تلامذة للصحابة في موطن شرح وبيان الرسالة.

فقد قال تعالى في محكم كتابه المجيد في سورة التوبة آية 100 (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم).

فالآية الشريفة في مقام مدح سلوك التابعين وعملهم بما قاموا به من تضحيات وتحملوا من تعذيب وتشريد و قتل وهجرة ونصرة للرسول (ص) وصبر على ألوان من الفتن وليست في مقام علم كما يدعي ذلك أبناء العامة و الآية تقسم المؤمنين الى ثلاثة أقسام : قسمان هما السابقون من المهاجرين والأنصار والقسم الثالث هم الذين اتبعوهم بإحسان من حيث العمل بالرسالة والثبات من أجل تحقيقها وهذا المعنى يشمل كل من سار على الصراط المستقيم الى قيام يوم الدين.

فجميع السالكين سبل ربهم بتقديم كل غال ونفيس لتحقيق غاياتهم الربانية هم من التابعين لاؤلئك النخبة الأوائل بإحسان وذلك لأن مجرد المتابعة بدون أن تتعطر بحسن السلوك والخُلق الرفيع يكون جفافا ولذا بحسن الخلق أولا ملك الرسول (ص) قلوب الناس ومن ثم أصغت له مسامع القلوب وأبصرت ما جاء به من عظيم الآيات.

كما وانه ما جاء في سورة الحشر آية 10 وهو قوله تعالى : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا اللذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبهم غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) لا تبعد عن هذا المضمون و هو أنها بصدد بيان مواطن الإستقامة على الطريق وتحمل الصعاب من أجل ذلك حيث يتحمل المؤمن الأسى والصعاب من أجل تحقيق الحق وإقامة العدل.

وفي الختام اقول مؤكدا ما تقدم بيانه من أن جميع ما ورد في الآيات والروايات بالنسبة الى التابعين إنما هو في مقام مدحهم لسلوكهم وإستقامتهم على الطريق على الرغم من تحمل الأسى والصعاب وليست في مقام مدح الصحابة او التابعين لهم من حيث بيان الشرع فإن للشرع أهله وهم الرسول و أهل بيته الكرام ومن تحملوا بيانه بحق من الصالحين من العلماء الأبرار الذين عاشوا ويعيشون بعيدين عن الحكام و اعوانهم من وعاظ السلاطين إلى ظهور دولة العدل الإلهي ومن ثم الى قيام يوم الدين فإن كل ثابت على الطريق هو من التابعين لهم بإحسان والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته. 

 

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

هلا جميع اتباع الديانات آمنون ولا خوف عليهم يوم القيامة؟

هلا جميع اتباع الديانات آمنون ولا خوف عليهم يوم القيامة؟ سلام عليكم شيخنا ما هو تفسير الايه68 بسورة المائدة(ان الذين ءامنوا والذين هادوا والصبئون والنصرى منءامن بالله......الى آخر الايه الجواب: إن هذه الآية الشريفة و هي قوله تعالى : (إن الذين آمنوا و الذين هادوا و...

ما المراد من كون المؤمنين بعضهم أولياء بعض

السلام عليكم شيخنا الجليل ما المراد من كون المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض؟ وفقكم الله لكل خير الجواب: قال تعالى :(المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله إن الله...

ما المقصود بالنبي الأمي

البعض يقول بأن المقصود بالنبي الأمي أي ان النبي لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة قبل ان يبعثه الله نبيا للخلائق فهل هذا صحيح وهل من الممكن ان يكون سيد الكائنات لا يعرف الكتابة والقراءة الا من بعد أن بعثه الله تعالى الى الكائنات طراً أم ان كلمة الأمي لها معنى آخر...

معنى قول الله تعالى : (خلق الإنسان من صلصال كالفخار)

السلام عليكم شيخنا عندي بعض الاسئلة من حضرتکم: وارجوا ان تجيبوا باسرع وقت ممکن. -خلق الانسان من صلصال کلفخار){الرحمن14) نعلم ان احد خصايل الفخار الانکسار fracture)فهل الاية تعني ايضاً انکسار العظم.؟ الجواب:  نستعرض أولاً كلمة الصلصال لغةً فقد ورد أنها الطين إذا خلط...

أسئلة عقائدية

تابعنا على صفحاتنا