شيخنا الفاضل..بحثت كثيراعن معنى ((الحدة,الحماقة,الحيلة,الحقارة)فلم أجد مايفيدني فهل تتفضل علينا ببيان معانيها وترشدنا لمواقع أو كتب أخلاقية ممكن من خلالها الاطلاع بشكل أوسع على هذه الأفات الأخلاقية بغية التخلص منها؟؟؟؟؟؟؟ولكم الشكر الجزيل
الجواب :
ما سألتم عنه أيها الاخ الكريم تتعرض له الكتب الأخلاقية والتربوية ككتاب جامع السعادات للشيخ احمد النراقي والمحجة البيضاء للفيض الكاشاني وغيرهما من الكتب الأخلاقية ومثل هذه الكتب موجودة على كثير من المواقع كما وانها موجودة في برنامج مكتبة أهل البيت عليهم السلام التي يمكن الحصول عليها ايضا عبر الانترنت والكتب على صعيد البحوث الاخلاقية كثيرة جدا بلا حاجة الى شرائها من المكاتب ولكن مثل هذه البحوث لا توجد في الكتب الفلسفية اوالعرفانية او الكلامية العقائدية(العقدية) .
وقد ورد في نهج البلاغة ان عليا عليه السلام قال:(الحدة ضرب من الجنون لأنها صاحبها يندم فإن لم يندم فجنونه مستحكم) وجاء في شرح اصول الكافي للمولى محمد صالح المازندراني جزء 11 صفحة 26: (الحدة بالكسر هي الطيش والنزق والوثوب والخفة والغضب ) وورد عن رسول الله (ص) : (الحدة تعتري خيار أمتي) والمراد بحسب الظاهر هاهنا جهة الحسن منها ولو بلحاظ الدوافع والاسباب بمعنى ان هؤلاء قد يعتريهم الغضب غيرة على دين الله تعالى لما يشاهدون من كتمان الحق و تحريفه او ما يمارس من الظلم على الشعوب سواء كان باسم الدين او تحت أي من المسميات الأخرى ذات البريق الإجتماعي كما و أنه ورد :(الحدة تعتري حملة القرآن لعزة القرآن في اجوافهم) اي في أعماق قلوبهم كما ورد أيضا : (الحدة لا تكون الا في صالحي أمتي وأبرارها) و ما ذاك الا لشدة غيرتهم على دين الله وخلقه المضطهدين البائسين و ورد : (ليس احد أحق بالحدة من حامل القرآن لعزة القرآن في جوفه ) كما ورد أيضا : (الحدة هي الكلام الذي يسبق من الانسان عند الغضب ولذا يقال لا تحملنّك الحدة على اقتراف الاثم وقيل : ( الحدة كنية الجهل ) و ورد ايضا : (الحدة هي النشاط والسرعة في الأمور والمضاء فيها مأخوذ من حد السيف) و المراد من الحدة المضاء في الدين والصلابة به والقصد في الخير.
و أما الحماقة فقد ورد حَمِقَ اي كسد وهو كناية عن كساد العقل والرأي لعدم العلم والمشورة و لذا يقال الرجل الاحمق لأنه لا يميز كلام نفسه ويقال إن الحمق الغلط في الوسيلة للحصول على المقصود فالاحمق مقصوده قد يكون صحيحا لكن سلوكه للطريق الذي يختاره يكون خاطئا وعدم مشورة الاحمق للعقلاء و اهل الخبرة لثقته بعقل نفسه يكون من باب الجهل المركب ويقال الأحمق يعرف بخصال منها الغضب من غير شيء والإعطاء من غير حق وعدم التمييز بين الصديق والعدو في حين أنه يتوهم أنه من أعقل الناس ويقال إن الأحمق يغتم عند الاعراض عنه ويغتر عند الاقبال إليه وجهول عند الحلم عليه ويحلم عند الجهل عليه وهو من يسيء اذا احسنت إليه وعن علي عليه السلام : (إياك ومصاحبة الاحمق فإنه يريد ان ينفعك فيضرك) وجاء أيضا أن من صفات الاحمق العجب وعدم التفكر بعواقب الأمور وسرعة الجواب بلا تأمل و الاستعجال في التصميم , إذن الحماقة كما قالوا هي قلة العقل وفساده وقد جاء ان من اخطر الامراض النفسية الحَمَق حتى قيل الأحمق عدو نفسه لإختياره الخطأ لسوء الاختيار وعدم المشورة وظن العقل والعلم من نفسه واختياره للوصول الى الغايات باسباب غير صحيحة حيث تؤدي به الى الاضرار والاخطاء وقيل لكل شيء دواء يستطب به الا الحماقة فانها اعيت من يداويها واعود فأقول ان هذه الامور كالحدة والحماقة والحيلة والحقارة وغيرها من الصفات سيئة كانت او حسنة الباحث عنها بالتفصيل هي الكتب الاخلاقية فان حصلتم على مرادكم منها بعد مراجعتها وبقي شيء يتعلق بخصوصية مورد او شرح عبارة فأنا بخدمتكم ايها الاخ الكريم دمتم موفقين ومسددين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليق