تعليقات على صحيح البخاري 1
كتبت من محاضرة صوتية ألقاها الشيخ في سوريا
البحث في هذه الليالي يتعلق بالبحث عن هامش يرجع إلى كتاب البخاري المعروف عند أبناء السنة والجماعة بالقران الثاني كلمة تقال تكريما للكتاب لأنهم يعتقدون بأن هذا الكتاب هو أحسن كتاب جمع الأخبار الصحيحة وحققها فإذن عندهم هو أحسن كتاب في الحديث لا في الفقه هو كتاب صحيح البخاري فأنا جمعت هذا الكتاب ولخصته نحن نعلم أن هناك موازين وقواعد لكل شيء لابد وأن تكون مضبوطة سليمة ولذا ورد عندنا نحن الشيعة على أنه إذا ورد عليكم الخبران المتعارضان يعني خبر ينافي ويضاد خبرا ولا يعقل أن يكون الشيء مثلا واجبا وحراما في نفس الوقت فإذا وجدتم أخبارا متعارضة فهناك قواعد أمرنا بالرجوع إليها، ننظر إلى سند الخبرين فإن وجدنا أحد السندين صحيحا والآخر غير صحيح أخذنا بالصحيح وتركنا غير الصحيح إذا كان أحد الخبرين صحيح والثاني موثق مثلا قدمنا الصحيح على الموثق على طبق ما ورد في تصحيح وترجيح الأخبار فإذا كانا صحيحين مثلا ننظر إلى الأعدل، والاتقى من الرواة فنأخذ به فإن تساوت الأخبار المتعارضة تماما في كل جوانبها ولم نجد ما يرجح خبرا على الآخر ماذا نصنع؟ وردت الروايات بالعرض على كتاب الله تعالى يجب أن ننظر أن الخبرين المتعارضين يتناسبان مع الكتاب المجيد، الكتاب المجيد عنده سنن وقواعد خبر يتمشى مع الكتاب وخبر لا يتمشى مع الكتاب خبر يأمر بالعدل وآخر يتنافى مع العدل يقينا الذي يتناسب مع العدل يناسب السنن الإلهية أما الذي لا يتناسب مع العدل لا يتناسب مع السنن الإلهية وهكذا .
فإذا وجدنا خبرا لا يتناسب مع الكتاب والسنة النبوية وردت الأخبار بوجوب طرحه والضرب به عرض الجدار لأنه زخرف من القول ، فإذن هناك قواعد أمرنا من قبل أئمتنا عليهم السلام أن نلحظها كأن نلحظ سندا ونلحظ تناسبا مع الكتاب والسنة فإن لم نجد فما كان مخالفا للكتاب والسنة يجب أن يطرح وأن يضرب به عرض الجدار، هناك موازين ترجع إلى الكتاب والسنة ، هناك موازين ترجع إلى العقل إذا خبر لا يتناسب مع العقل يقينا يكون مطروحا ومؤولا، لو أن خبرا جاء يتكلم أن الناس والمؤمنين يرون بأعينهم الحسية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة نقول مثل هذا الخبر لا يمكن أن يكون صحيحا لأن الله تعالى لا يدرك بالمدارك الحسية، الله يدرك بالقلب والعقل فوجب أن نؤول الخبر الذي لا يتناسب مع العقل أو لا يتناسب مع الكتاب والسنة فإذن عندما موازين أساسية وهي كتاب الله سبحانه وتعالى والسنة النبوية والعقل .
هناك مقاييس ترجع إلى الكرامة والشرف أضرب لها مثالا للتقريب الذهني لو أن واحدا منا أخذ يتكلم ويصف جمال زوجته في هذا المجلس نحن كمسلمين وعرب كيف ننظر إليه بأي منظار؟ يقينا كل واحد منا لا يرتاح لهذا الموضوع لأن طبيعته وإصالته ودينه وتربيته الإسلامية تجعله ينظر إلى هذا على أنه لم يكن من المناسب أن يذكر زوجته في هذا المجلس فيسقط من أنظار الناس، لأن مجتمعنا لم يصل إلى الاستهتار حتى يستطيع الإنسان أن يصف زوجته في المجلس العام مثلا فلو من باب الفرض والتقدير رأينا حديثا يتكلم عن رسول الله (ص)، هل هناك من هو أغير من رسول الله (ص) ومن نحن حتى نقيس أنفسنا بغيرة رسول الله (ص) على الشرف والكرامة والحق والأعراض وما شاكلها من الأمور فلو أن شخصا قال لنا أن رسول الله (ص) يوما من الأيام كنا جالسين معاه فبدء يتكلم عن زوجته ويصفها بأنها جميلة ماذا نقل له، هل نقل له أحسنت لا بل نقل له قف حدك وتأدب رسول الله (ص) أجل من أن يذكر زوجته وجمالها في المجلس هذا الكلام لا تنسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو نسبته إلى سائر الناس لما قبلناه منك وإذا بالروايات مع كل الأسف تقول إن رسول الله (ص) كان يصف أم المؤمنين بالحميراء في المجالس العامة وهذا العمل لا يعمله إنسان عادي منا غيرتنا وشرفنا يمنعنا من هذا الموضوع وإذا بالقوم يفتخرون أنه يتكلم عن الحميراء في المجالس فإذن يحبها فإذن هي أعز النساء عند رسول الله (ص) هي أم المؤمنين ولا كأنه يتكلمون كلاما على أغير موجود في عالم الإمكان،إمدح لكن الزم موازينك العقلية والدينية والعربية والإسلامية اتزن في كلامك، تريد أن تمدح وأن تضيع خديجة عليها السلام وتريد أن تضيع جميع نساء الرسول الكريم وكأن الرسول الكريم ما تزوج غير الحميراء كما تقولون و في المجالس العامة كان يتكلم استلذاذا كل مواضيع الغرام والحب هذا أولا لو كنا عُرباً لا نتقبل هذا بمنطلق عربي قبل أن يربينا رسول الله (ص) بتربية الإسلام الذي هي فوق كل تربية بالشرف والكمال فمثل هذه الأحاديث مع كل الأسف موجودة والمقصود منها بكلها وتمامها إثبات شيء واحد أن أحب الناس نساء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي أم المؤمنين عائشة ثم تملأ الكتب له كنت متخذا خليلا أين علي أين حمزة أين بني هاشم أين أصحابه من الأنصار أين أين …………وكل شيء إذا تجاوز حدة فمعناه أن وراءه مأرب فلو نفرض أنه بينه وبينها قال لها متغزلا يا حميراء من أخرج هذا السر إليَّ وإليك كم من كلمة بين رجل وامرأة لكن من أجرها إلى الملأ العام إما أن يكون سوء أدب بأن المرأة أخرجت مثل هذه الكلمات سوءا أو دفع القوم دوافع سياسية فاخترعوه اختراعا أو نسبت إلى رسول الله (ص) وأي عاقل منا يقبل أن رسول الله (ص) وهو إن كانت هناك غيرة بالمائة عشرة لشخص منا فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي بالمائة مائة فنقلت بعض الأحاديث من صحيح البخاري.
عن ابن عامر أن رسول الله (ص) خرج فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف منهم إلى المنبر فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى الحوض الآن وإني قد أعطيت خرائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تتنافسوا فيها هذه الأحاديث جدا سوف نقرءها إن شاء الله يوما من الأيام .
القيامة الكبرى التي قامت بعد وفات رسول الله (ص) أن ادعى القوم أن هناك ردة حصلت يعنى ارتدادا وكفرا فلما كفر القوم من أصحاب رسول الله (ص) ومن المسلمين بادر الخليفة الأول خوفا وغيرة على الإسلام وقاتلهم فقتل المرتدين واجبر البعض على الرجوع إلى الإسلام مرة ثانية تائبين وهكذا يتحدث التأريخ متبجحا ببطولات خالد بن الوليد حينما قاتل المرتدين بأمر من الخليفة الأول، كل قضية كما ذكرنا لابد وأن تطرح على موازين العقل أو الكتاب أو التأريخ الإسلامي، من قاتل خالد بن الوليد بأمر الخليفة الأول؟ قاتل مسيلمة الكذاب وقاتل طليحة الأسدي والأسود العنسي وسجاح المدعية للنبوة :نسأل أبابكر هل هؤلاء كانوا مرتدين على عهد رسول الله (ص) أم ارتدوا بعد ذلك؟ القران يقول بصراحة من القول (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فالقران صريح أن الإنقلاب على الأعقاب بعد وفات رسول الله (ص) نريد أن نحاسب الخليفة الأول أبابكر ونسأل منه أهؤلاء الأربعة الذين قاتلتهم واعتبرتهم مصداقا لهذه الآية الشريفة أنك قاتلت المرتدين على الأعقاب أهؤلاء كفروا بعد رسول الله (ص) أو أعلنوا النبوة في زمان رسول الله (ص)؟ لا يتردد إثنان في التأريخ على أن مسيلمة مثلا إدعى النبوة في زمان رسول الله (ص) وسماه رسول الله (ص) بمسيلمة الكذاب وكذلك الثلاثة ادعوا النبوة في زمان رسول الله (ص) فإذن مسيلمة وأصحابة والثلاثة من المدعين للنبوة ما كان واحد من هؤلاء مدعيا للنبوة أو مرتدا على الأعقاب بعد وفات رسول الله (ص) كلهم ادعوها في زمان رسول الله (ص) الاية لا تكون شاملة لهم.
نسأل مرة ثانية الخليفة الأول أيها الخليفة لمَ أنت غرت على الإسلام وحاربتهم ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا حاربهم ولا أمر بحربهم، لم يحدثنا التأريخ على أن رسول الله (ص) حارب هؤلاء ولا حدث التأريخ يوما من الأيام على أنه جعل من وصاياه لمن هو من بعده أن هؤلاء الأربعة المرتدين قاتلوهم بعدي، ولا هو الخليفة الأول قال إن رسول الله (ص) أمرني أن أقاتل هؤلاء الأربعة المرتدين على أعقابهم فلمَ يغار الخليفة الأول ويخاف على الإسلام ورسول الله سيد الأولين والآخرين صاحب الإحساس بالمسؤولية الكبرى لم يحس يوما ولم يخف يوما ولم يأمر يوما بمقاتلة هؤلاء الأربعة وفي البخاري أيضا موجود أنه لا أمر لا بجمع القران الكريم ولا أوصى بمن يكونوا من بعده وهذه كلها أسس المرتدين تركهم والقرآن تركه وتلاعب القوم والخلافة تركها وتلاعب القوم أي رسول هذا وصلت به الحالة في عدم الإحساس بالمسؤولية إلى مرحلة لا يهتم بأسس الشريعة وشؤونها ثانيا: أن هؤلاء كانوا خارجين عن الإسلام على عهد رسول الله (ص) فلا تشملهم الآية الشريفة فإذن من هم المرتدون على الأعقاب الذين ارتدوا وكفروا فقاتلهم الخليفة؟
إذا وقعوا في مضيقة تأريخية ومضيقة عقلية وما شاكلها جاءوا ليبرروا الموقف بقتل مالك بن نويرة، رجل إعرابي في البادية لو ينسبون له دعوى الربوبية ويقتلونه من أجل الربوبية ما كان هناك من أحد يغار لبدوي يعيش البادية نتساءل أيها القوم هذه الآية الشريفة تقصد مالك بن نويرة ؟ قالوا نعم نسأل كلمة(انقلبتم على أعقابكم) القران تارك المهاجرين والأنصار كلهم وترك الهيكل الإسلامي كله وذهب القرآن إلى مالك بن نويرة ويخوف العالم الإسلامي منه وسماه انقلاب الأمة الإسلامية على الأعقاب، هل هناك شخص عربي يفهم اللغة العربية ويسمي شخص عاش في البادية يترك الله تعالى جميع المسلمين بهيكلهم بما لهم من المهاجرين والأنصار أولا ولمن أسلموا كقاطبة إسلامية وهيكل جماهيري إسلامي ثانيا، ترك الجميع لنبرر ونوجه التفسير للآية بمالك بن نويرة كيف يعقل لإنسان يعرف اللغة العربية أن يرضى لنفسه أن الآية قالت بانقلاب الأمة الإسلامية على الأعقاب يعني مالك بن نويرة هذا لا أظن أن إنسانا ابتعد عن روح العصبية وفهم العربية فقط يتمكن أن يجيز لنفسه مثل هذه الكلمات .
ثالثا: روايات البخاري وغيرها صريحة (لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي وإنما أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها) ليس هناك من ارتداد؟ أين الارتداد الذي يدعونه القوم ؟ روايات عديدة في البخاري فقط الذي هو أقلها تعرضا لهذه المواضيع، (لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي) الرسول الكريم ما كان يخاف أن تشرك الأمة وتذهب إلى الجاهلية بمظاهرها الظاهرية كان يخاف ارتدادا على الأعقاب أي ارتدادا عن موازين الشريعة بإسم الشريعة كان يخاف أن تتنافس الأمة الإسلامية فيها أي في الدنيا وهذا الذي حصل واكبر شاهد عليه سقيفة بني ساعدة ، هذه السقيفة اكبر شاهد على التنافس في الدنيا أي تنافس أظهر وأبشع مما حصل في سقيفة بني ساعدة ، الرجل الثاني يقول حينما قال له القائل توفي رسول الله (ص) قال كلا إن محمدا لن ولن يموت وكل من يقول إن محمدا مات سيأتي محمد ويرجع ويقطع أيديكم وأرجلكم و….. يهدد الناس بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم لمَ ما سمع الخليفة الثاني لا آية ولا حجة وداع، أين كان الخليفة الثاني عن الآيات التي تقول إنك ميت وإنهم ميتون، آيات كثيرة تشير إلى ذلك وهو يقينا كان في حجة الوداع وسمع أنها آخر سنة يحج فيها رسول الله (ص) لمَ قال إني لا أصدق ولا أقبل من أحد يقول إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد مات فقال له الناس توفي رسول الله (ص) قال أبدا، ثم إتفق المسلمون من المهاجرين والأنصار وكل المسلمون قال أنه توفي قال لا وأخذ يهدد لمَ لم يقبل الأمة الإسلامية في وفات رسول الله (ص) وبمجرد أن جاء أبوبكر ونظر إلى رسول الله (ص) وخرج وقال من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فإن محمدا قد مات قبلها من الرجل لمَ من الأمة الإسلامية بكاملها لم يقبل وقبل فقط من الخليفة الأول لمَ نسي أو تناسى الآيات والروايات وما شاكلها ولم يرجع إلى رشد وإلى تذكر من آية تذكر على مسامعه ولا رواية ولا واقع مشهود وهو أن الرسول الكريم كان مريضا فترة من الزمن، هذا إن حكى فإنما يحكي مؤامرة مدبرة ينتظر وصول صاحبه من السنح وهي قرية في أطراف المدينة، المعروف تأريخيا عن الأول أنه كان رقيقا كثير البكاء تقول أم المؤمنين عائشة حينما أمرني رسول الله (ص) أن يصلي بالناس أبوبكر قلت له إنه رقيق لا يتمكن أن يصلي فإذا صلى بكى بكى بكى ما شاهدنا التاريخ حدّث على أنه حينما جاء ونظر إلى رسول الله (ص) وقبل رسول الله (ص) بكى في تلك اللحظة أين ذهبت الرقة والحنان والعطف والحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما نظر إليه وخرج بكل قوة وبكل بسالة يتكلم ويهدد الآخرين على الخلافة وأنها لقريش ومن تكلم خلاف ذلك يؤدب، أين تلك الرقة ذهبت لا أقل يبقى فرد ساعة أو ساعتين يبكي هذه هي الموازين الطبيعية، الثاني الذي يدعي القوم أنه معروف بشدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذا ما تمكن أن يقبل بوفاة رسول الله (ص) هذا صاحب الحب الشديد لرسول الله لمَ ما بقى لحظة من بعد ما سمع من صاحبه وأنكر الكتاب والسنة والمسلمين جميعا بوفاة رسول الله (ص) لمَ بمجرد أن سمع من رسول الله (ص) قبل ذلك وما ظهرت عليه بوادر الحب والحنان والعطف والبكاء وما شاكل هذه الأمور وذهبا مسرعين إلى سقيفة بني ساعدة يهددان الأنصار ويقول الرجل حينما تكلم الأنصار وقالوا نحن نصرنا ووقفنا وجاهدنا وعرضنا أنفسنا وأموالنا واعراضنا وكل شيء للأخطار وشاطرناكم في كل شيء وكان عندكم رسول الله (ص) ثلاثة عشر سنة فما تمكنتم من نصرته ونحن نصرناه وكذا، أخذ الأنصار يذكرون ما لهم من الفضل وإذ به يقول (من ينازعنا سلطان محمد) صلى الله عليه وآله وسلم عجبا لا أقل الأنصار أرادوها لفضل إسلامي لسابقة خدمة للشريعة، الجماعة ادعوها وأرادوها بأي مقاييس؟ من ينازعنا سلطان محمد صلى الله عليه وآله وسلم نسي الرجل أنها نبوة ونسي الرجل كل شيء وصار يتكلم بسلطان لرئيس قبيلة عربي وهو محمد بن عبدالله انتهت كل المقاييس وانتهت كل القيم فخاطبه علي عليه السلام إن كانت مقاييس قبلية وقرشية فلتكن المسألة لبني هاشم لأنهم أقرب إلى رسول الله (ص) من القوم، كل العشائر إذا مات منها شخص يذهبون إلى ولده أو إلى إبن عمه مثلا ليختاروا شخصا بدلا منه هذا إذا كان الأمر أمرا عشائريا ولا يذهبون إلى باقي الأفخاذ البعيدة ليختاروا البديل لرئيس العشيرة، فادعوها قبلية ثم سحقوا القبلية لمصالحهم أهكذا يكون الدليل ولما جاءهم علي عليه السلام يجادلهم في كثير من الأمور المختصة بالخلافة وفي حق فاطمة عليها السلام فدكا وإذ به يتكلم بمنطق القوة مرة ثانية بكل صراحة من القوم ولا يبالي بما يكتب عنه التأريخ إلى الأبد يا علي إنا لا نقاوم حجتك، ثم ذهبوا إلى الدار ليحرقوا الدار بمن فيها، أهكذا هو منطق الحجة والدليل والبرهان التي جاء بها رسول الله (ص) فإذن أعود فأقول الحمد لله الذي إذا أراد حجة أقامها ولو على لسان الأعداء، الله تعالى لا يخدع ويأخذ على قلم الإنسان أن يكتب حقا ولو لم يكن من أهل الحق هذا البخاري مملوءة إني لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها فأين ذهبت الردة التي حاربها الخليفة الأول؟ كان الرسول الكريم خائف من الوضع الداخلي للأمة الإسلامية ما كان خائفا عليهم من كسرى وهرقل ما كان خائفا عليهم من الأربعة الذين ادعوا الرسالة والنبوة كان خائفا على الأمة من الأمر الداخلي، لا يضرب بعضكم أعناق بعض وتتنافسوا فيها الخوف من المسلمين أنفسهم وما كان خوفا خارجا من نطاق نفس المسلمين .
وعن أبي سعيد أن رسول الله (ص) قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبرو ذراعا بذراع يعني تسيرون على ما سارت عليه الأمم، يعني ليس هناك من شيء ارتكبه من كان قبلكم إلا أن ترتكبوه أنتم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه يعني أي مكان فيه متاهة وانحراف عن الطريق الصحيح الإسلامي دخلوه من كان قبلكم سوف تدخلوه بدون زيادة ولا نقصان إن لم تزيدوا عليهم الأمر، قلنا يا رسول الله (ص) اليهود والنصارى؟ يعني يا رسول الله (ص) هل مقصودك اليهود والنصارى قال نعم فمن؟ فإذن هذه الأخبار في صحيح البخاري يعني أن ما سارت عليه الأمم وراجعوا تأريخ الأمم السابقة من اليهود والنصارى كل الأمم بعد أنبياءها انقلبت على الأعقاب وانحرفت وسببوا اندراس الشرائع السماوية ولذا جاء نبي ثاني لينقذ إندراس شريعة فكذلك الأمة الإسلامية سارت بما سار عليه اليهود والنصارى من الإنحراف والتحريف للشريعة والإبتعاد عن الواقع والحق حتى وصل بهم الحال أنهم ما تركوا سبيلا سارت عليه الأمم ولا جحرا دخلت به الأمم إلا دخلتم ذلك الموطن.
أرجو التوجه: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، إذن ما معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها هذه تشمل من؟ و ما معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنكم لا تتركون وسيلة ولا انحراف ولا جحر دخلت به الأمم السابقة إلا دخلتموه؟ فكيف تصبح جميع الأصحاب كالنجوم إذن؟ وفي رواية أخرى يقول الرسول الكريم إن أخاف عليكم من بعدي أن يضرب بعضكم أعناق بعض، معناه أن الرسول الكريم ما كان يبشر بأمته من بعده، بل كان يقول لا تشركوا ولا يضرب بعضكم بعضا ولا ترجعوا من بعدي القهقرى ولا تكفروا ولا ترتدوا من بعدي هذه الكلمات التي مملوء منها البخاري وإن شاء الله نتتبع باقي الأخبار حتى نتكلم عن المتناقضات الموجودة في هذا الكتاب .
0 تعليق