الجواب:
الثورة الحسينية هي التي حدد خطاها الإمام الحسين عليه السلام بنفسه في كثير من خطبه و كلماته فلا تحتاج إلى تفسير المفسرين و تأويل المأولين و هي الخروج لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله (ص) و أشار إليها (ع) في موطن آخر مذكرا بما قاله رسول الله (ص): (من رأي سلطانا جائرا و لم يغير عليه بفعل و لا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله) فهي ليست إلا شعائر الإسلام التي لا ريب فيها حقا في مقابل باطل و عدلا في مقابل ظلم و علما في مقابل جهل، القائمة على أسس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على كافة أصعدة شرع الحياة لا في مواطن العبادات فقط لتتضح معالم السلام و تتنزه عن تحريف المحرفين و دجل الدجالين و بالأخص إذا كانوا متلبسين بلباس الدين و هذا هو المراد من إحياء أمرنا الوارد في الأحاديث الشريفة و إحياء ذكرى الحسين عليه السلام التي هي ذكرى الشرف و الإباء في مقابل الذل و الخنوع التي لابد أن تحيا عليها نفوس المسلمين بتخليدها في الأذهان و بذكرى مأساتها و غاياتها النبيلة و إن رحنا نحن كشيعة لنبكي على الحسين عليه السلام رجل الغيرة على رسالة السماء الخالد في جنان ربه فإنما نبكي على أنفسنا و ضياعها في وديان الظلمات و على عدم مشايعة الحسين كما ينبغي في رسمه لمنهج الحياة و الشرف و الإباء.
و هناك أفعال ترجع إلى كل مجتمع بما هو عليه من كيفية إظهار الحزن و الأسى بأزاء المصائب سواء كانت شخصية أو دينية فهذا يظهر ألمه و حزنه بلبس السواد و ذاك بالبكاء و آخر بلطم أو صراخ أو بجعل التراب أو الطين على الرأس فهو ما لم يكن جزعا أو اعتراضا على حكم الله تعالى أو اضرارا بالنفس فلا مانع منه ما لم يكن إظهار الحزن في الأمور الدينية منافيا لقيم الشرع و عائدا عليه ببعض السلبيات فعلى الإنسان المؤمن أن لا يكون من أدوات ابتعاد الناس عن شرع الله القويم لأن الكثير من الناس في العالم لا يميزون بين منهج الشرع و أفعال المنتسبين إليه.
نعم دخلت هناك أمور على بعض الشعائر ربما أوجبتها خلط الحضارات و بعض العادات الإجتماعية و الغايات التابعة لبعض المصالح الشخصية و لمّا كانت هذه الأمور من باب تشخيص المصاديق وقع فيها الكثير من الخلط و الإختلاف و ليس بغريب من الأمر التحريف في بعض جوانب الشرع و مظاهر رسمه بعد أن أصبح أغلب العلماء تاركين لأمرين هما أساس الشرع ألا و هما الحق في مقابل الباطل و العدل في مقابل الظلم و بعد أن أصبح الساكت عن الحق عند أغلب أمة محمد (ص) من مظاهر الزهاد المقربين فإنا لله و إنا إليه راجعون و المشتكى إليه داعيا الله تعالى أن يحق الحق و يدحر الباطل بتلك الطلعة البهية ألا و هي القرآن الناطق المنقذ للبشرية مهدي آل محمد (ص) و إنه غير خفي عليكم إن الأمر بالمعروف و الإرشاد إلى الصواب تابع لشروطه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
0 تعليق