العدالة
بقلم سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
رفع هاتفه النقال بعد ما رن أكثر من مرة الساعة الرابعة صباحا الطبيب الأخصائي الإستشاري في أمراض القلب جان جوك قبل الدوام الرسمي بأكثر من ثلاث ساعات، وإذ به يسمع صوت سيادة الوزير براون أوك سي يخاطبه على عجل وقد بدى على صوته بعض الإضطراب معتذرا منه على إزعاجه إياه في غير الوقت المناسب، لكن للضرورة أحكامها
قائلا له: إنه قد حصل على اتصال هاتفي من قبل فخامة سفير المملكة المتحدة الجماهيرية العالمية الديمقراطية الموقرة السامية المكرمة المبجلة المحترمة اللاهوتية الإلهية الإسلامية يبلغه بأن سيادة قاضي قضاة الدولة الإسلامية العظمى سيشرف البلاد بطائرته الخاصة البراق 2097 هذا الصباح برفقة عدد من الوزراء السامين والمشايخ المكرمين والحرس المتطوعين والتلامذة الإنتحارييين وهم جميعا ضيوف الشعب والدولة
وعليه فلابد من تجهيز الجناح الخاص في المستشفى الملكي للملكة جاكلين لإستقبال قاضي الأمة الإسلامية ليقضي أيام علاجه ونقاهته فيه وما أن ختم الوزير كلامه حتى بدأ الدكتور جان قبل وصوله إلى المستشفى إتصالاته مع زملائه الأطباء و على رأسهم زميله جينغ جانغ جينك المشرف العام على شؤون المستشفى لإعداد ذلك الجناح بما يحتاجه من أمر إضافي ليليق بشأن الوفد الكريم مع ما يحط به من فندق تقدّر نجومه بعد عناء العد و الإحصاء المستغرق بضعة أيام بسبعة آلاف نجم.
و عند الساعة العاشرة صباحا بإذن الله تعالى و توفيقه وصل إلى قاعة المستشفى سماحة العلامة الجليل شيخ الإسلام و ملاذ الأنام مظهر تجليات العدل الإلهي للملك العلام المسمى بإسمه المستعار المقلوب عن أصل لشأن أمني بعد الإختصار ب(يلخلخ) فإستقبل إستقبالا ضخما من قبل بعض المغتربين المعجبين بسماحته و راح كل يهتف بإسم بطل الأمة و سيفها البتار مشبها إياه بمن يعتقد عظمهم من السلف الماضين فهذا يصيح بسيف الإسلام يا خالد و ذاك يصيح مرحبا بفارس الأمة في ليلة الهرير يا مالك محيين بقدومه إلى بلده الثاني بين إخوانه المسلمين و غيرهم
راجين منه أن يتمم عليهم الفرحة بمزيد من قاطعيته المعروفة عنه بأزاء المفسدين في الأرض إذا ما شافاه الله عزوجل و عاد سالما غانما إلى أرض الوطن
و لما رأى الشيخ ذلك الحماس من جمهوره صار بركانا على أعداء الله تعالى فأصدر حكمه العدل من قاعة المستشفى على خمسة آلاف سجين بالإعدام مستشهدا ببعض كلمات نفسه القصار التي كان قد ألقاها قبل أشهر من سفره هذا في مسجد من مساجد البلاد الإسلامية بعد مسيرة مليونية قائلا: إن كان هؤلاء المعدومون أبرياء فأتمنى لهم أن يجعلهم ربهم يوم الحشر في عداد الشهداء و الصالحين و إن كانوا مفسدين في الأرض فإلى جهنم و بئس المصير
فكبّر الحاضرون و هللوا و غمرتهم الفرحة لنصر الله المبين, ثم توجه فارس الأمة و سيفها البتّار و قاضي عدلها ليخضع لفحوصات عدة قبل الدخول على أخصائي أمراض القلب
فأشارت إليه الممرضة بعد ما استقر مع محافضيه و حاشيته في جناحه الخاص به أن يتكرم عليها بالصعود على آلة تشخيص الوزن, فلما اعتلى عليها سماحته مسحت الممرضة مرتين إلى ثلاث مرات عينيها ثم قالت أه مستر, فإستغرب شيخنا القاضي من نظراتها و ما هي عليه من الدهشة أهو إعجاب به أو منه, و طلب على استعجال المترجم الخاص, فقال له: يا مولاي إن هولاء يعيشون الرشاقة حبا في الدنيا لتطول أعمارهم فإذا رأوا من لا يفكر في الدنيا و لا يبالي بسبل البقاء فيها طويلا راحوا منه يعجبون, فلا تعر لها أهمية يا سيدي فنحن أعتدنا أن لا نبالي بما يراه الجاهلون نقصا
ثم التفتت الممرضة إلى الطبيب فقالت: مستر جان جوك إن وزن المستر يتراوح بين الستين و السبعين بعد المائة و لكن بعد لحظات من التفكر قال الطبيب لها: هل كان هذا الوزن للمستر حين تجرد من رسميات ثيابه أم قبل ذلك
فقالت له: بل قبل ذلك, فقال لها: جددي الإختبار مرة ثانية الآن, فوجدت الشيخ عندها لا يتجاوز المائة و الأربعين كيلو غراما فزادت دهشتها لأنها أصبحت لا تدري هل المشكلة في آلة الوزن أم في أمر آخ, ثم سألت شيخنا القاضي عن عمره الشريف فقال: إني بحمد الله تعالى بلغت الواحدة و العشرين سنة ثم راحت لتقيس الطول و العرض و المحزم فطار عند ذلك عقلها فوقفت مندهشة تفكر في نفسها أنها تعيش المفاجآت في هذا اليوم فهل من المعقول أن يكون العرض للمستر أكثر من الطول و أن لا يوجد للمستر محزم؟!!
فنظر إليها الدكتور جان جوك بشزر فإلتفتت إلى أن لكل أمة جمالية تناسب حضارتها ظانة أن هذا من جمالية لوازم هيبة قاضي الإسلام و لم تعلم المسكينة بأبعاد أخطائها و أنّى لأمثالها بذلك لتعلم حضارة الإسلام و أبناء الإسلام عن واقع شرعهم يحيدون و عن معرفة أعماقهم يعجزون
ومن بعد المقدمات اللازمة، حوّلت القاضي إلى المستر جان جوك فأخذ يدقق النظر في القلب وفي كل مشكلة يرتبط من قريب أو بعيد بشؤونه فتوصل بعد فحوصات أن هناك مشكلة أخرى يعاني منها القاضي المبجل فنادى المترجم الخاص وأبلغه بسرية متناهية أن من اللازم الإستعانة بلجان الأعصاب والدماغ واتصل بالمشرف العام لشؤون المستشفى الدكتور جينغ جانغ وطلب منه أن يعمل اتصالاته اللازمة مع الأخصائيين ويأخذ لسماحة القاضي المواعيد بعد ما يعافى من أزمته القلبية بعد إعمال التدريبات لخفض الوزن وتقليل نسبة الأكل بعد مراحل في غضون أشهر حتى يصل سماحته إلى المستوى المتعارف
فبقى سماحته تحت الرعاية المركزة ستة أشهر ثم عاد إلى أرض الوطن برفقة من تشرّف بمحضره أيام السفر ليقوم في الديار الإسلامية بمهامه المخوّلة إليه بعدما دفعت الجهات المختصة مبالغ السفر والمستشفى لفارس الأمة الإسلامية ورفاقه الكرام
واستقبل في البلاد استقبالا حارا طالبه خلاله الكثير من الغيارى على الشرع القويم أن يقطع دابر المجرمين المفسدين في الأرض
فقاد بعد يومين من وصوله مسيرات حاشدة توعد فيها العلماء وعلى رأسهم رجالات الدين الذين عرفوا بالكفة المعارضة والمثقفين أيضا ثم أمر بالهجوم على منازلهم وأحال الكثير منهم السجون وحكم على البعض بالإعدام وعلى آخرين عرفوا بشعبيتهم ومكانتهم الدينية والعلمية بالإقامة الجبرية، كل ذلك منه كان خدمة لشرع الله سبحانه وتعالى
وتصدى بعد أيام لرئاسة المحكمة لتصفية المعارضين فصفاهم أفواجا أفواجا على الظنة والتهمة لغاية نبيلة سامية وهي تقوية بنية النظام الإسلامي الذي هو غاية الإسلام والمسلمين وبه تحقيق سبل السلوك لرب العالمين ثم أذن للناس والإعلاميين على اختلاف طبقاتهم بالحضور لديه في صلاة الجمعة وخطب على رؤوس الأشهاد خطبة توعّد فيها كل من تسوّل له نفسه بالتفكر فيما يخالف النظام الإسلامي برئاسة من له الصلاحيات المطلقة وهو زعيم الأمة الإسلامية ثم أجاب بعد ذلك على أسئلة الصحفيين.
فسأله صحفي من قارة آسيا مسمى بجونغ جينغ كيف أمر سماحته في يوم واحد بإعدام خمسة آلاف من المتهمين ومحاكمة الواحد منهم قد تستغرق الأيام إن لم تحتج إلى عدة شهور؟!
فأجاب سماحته مستغرباً من غباوة هذا السائل وهو يدعي أنه من المثقفين قائلا: هاهنا تكمن الأخطاء أيها السائل، فإنك أبصرت شيئا وغابت عنك أشياء، فنحن ببصيرة مصلحة النظام لا نقع فيما وقعتم فيه أنتم من الأخطاء حتى تجاوز عددكم المليار إنسانا وقد فتح الله تعالى لنا أبوابا ببصيرة الإيمان فعرفنا بمرونة إسلامية كيف نحدد النسل، فالمتهم كما أشرت أنا في بعض بياناتي السابقة إن كان مجرما ففي النار وبئس المصير وإن كان بريئا فالله سبحانه وتعالى يجعله في عداد الشهداء ولكن لعلك تظن أنّا عرضنا بيت المال لأزمة اقتصادية بقتلنا لهؤلاء المفسدين في الأرض، فهذا وهم يصيب من لم يعرف الأبعاد الإسلامية بأعماقها الحركية وذلك لأن الأخصائيين في علم الإقتصاد قرروا أن يؤخذ ثمن الرصاص من ورثة المتهمين إن لم يجدوا للمقتول تركة
فانبهر السائل الجاهل بالمعارف الإسلامية بما حصل لديه من متانة أجوبة القاضي المبجّل وأصبح بعد الجهل متنوراً ثم استأذن الصحفي سماحة القاضي أن يتكرم عليه بسماع الشهادتين في محضره الشريف ليصبح في عداد المسلمين
ثم أشار القاضي لصحفي آخر أن يطرح أسئلته، فقال المستر بلاك داق جانسون: هلا فتح الإسلام المجال للمتهم بالدفاع عن نفسه باختيار المحامين والاستئناف للحكم بعد صدوره؟
فتبسّم القاضي ثم اعتصر قلبه الألم والأسى فتبدلت ملامح وجهه وبقي صامتا بعض اللحظات ثم انهملت عيناه بالدموع حتى بللت دموع عينيه كريمته المباركة ثم تنفس الصعداء وعلت نبراته بالحسرات وعندها استعان بأطراف عمامته فمسح عينيه وأنفه الشريف ثم التفت إلى السائل فقال: لا عتب عليك أيها السائل فإنكم شغلتكم دنيا الغرور بزهوها وأهازيجها وبهرجتها وزخارفها وإنما العتب على من يعيشون في بلادكم من المسلمين فإنهم كيف تركوكم جهالا وقد مرّ على دعوة رسول الله (ص)اكثر من ألف وأربعمائة سنة، ولكن لا البيان اليوم ينقص من شأني وإن كنت قاضي الديار الإسلامية ولا الاستماع للحق بعض اللحظات من العمر يفوّت عليك ملاذ دنياك الفانية.
فاعلم إن كنت أهلا لدقيق المعارف وأعماقها: إنما يحتاج إلى الاستئناف والمدافعين عنه من لم يعش واسع الرحمة والحيطة في الحكم والتثبت في مجاري الأمور والعلم الواسع المحفوف بنور الإيمان وهي محاكمكم أيها السائل وأما نحن فأحن وأرأف على المتهمين من أبناءها ولو كانوا جناة منحرفين مفسدين في الأرض.
فهم في كنف العطف والرحمة والحنان والود والعلم والمثل والقيم والأمن والأمان والعفو واللطف والإخاء والصفح و…. يرتعون وها أنا أيها السائل قد أقمت عليك الحجة البالغة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، اللهم إشهد فإني قد بلّغت.
ثم أشار القاضي لصحفي آخر بطرف حاجبيه أن يطرح أسئلته لكي لا تبقى لاحد شبهة في فهم أبعاد شريعة السماء وبالأخص في مجال القضاء الإسلامي فقال له صحفي يسمى عباس علي تقي خان: ياسيادة القاضي تتبعنا عشرات الآلاف من الذين صدر في حقهم الحكم بالإعدام في بلادكم الإسلامية عدلستان فوجدنا مصادرة الأموال تتعدى المتهم نفسه لتعم أقاربه من الدرجة الأولى كأبناءه وأبويه وزوجته ولكن ما تمكنا أن نعرف ما هو مستند هذا الحكم في الشريعة الإسلامية في حين أن رسول الله (ص): وهو القائل:(ما أوذي نبي مثلما أوذيت) لم يأمر بمصادرة أموال أعدائه عندما فتح مكة المكرمة وهم من أكابر رؤساء الكفر والشرك وكذلك ما حدّث التأريخ أن عليا عليه السلام عندما هزم أعدائه في معركة الجمل أمر بمصادرة أموالهم وهم مسلمون بل قال: أما والله لو أن أحدا أخذ درهما من أحد لأقمت عليه حد الله تعالى.
فأجابه القاضي قائلا: إن ما جرى من مصادرة الأموال من قبل المحاكم الإسلامية إنما كان بالعنوان الثانوي لقطع دابر المجرمين لكي لا يحصل أقرباء المقتولين على منابع المدد المالي فهو من العمل الوقائي وما حكم به العقل حكم به الشرع القويم وإلا فكلامك حق لا ريب فيه من أنه ليس هناك من عنوان أولى يجيز مصادرة أموال المتهم نفسه فضلا عن مصادرة أموال أقرباءه فقال الصحفي: يا سيادة القاضي مما أجمعت عليه الأمة الإسلامية أن الإسلام دين العفو الصفح وقد عفى رسول الله (ص) عن أعدائه وأعداء المسلمين والإسلام جميعا بل تجاوز مرتبة العفو إلى التكريم لتجسيد المثل الإسلامية حينما قال بالنسبة إلى ألدّ أعداءه ورئيس الكفر والشرك أبي سفيان: (من دخل دار أبي سفيان كان آمنا)
وإن قلت إن العفو إنما كان من الرسول بأزاء الكفرة لا المسلمين لكان عمل علي عليه السلام الذي هو شرح تطبيقي لسيرة رسول الله (ص) أكبر شاهد على جريان العفو عند المقدرة مع المسلمين المنحرفين المجرمين أيضا كما صنع عليه السلام بعد حرب الجمل فعفى عن كافة الناس حتى ألدّ أعداءه كعبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم.
فقال القاضي حقاً ما تقول هذه هي سيرة المعصومين عليهم السلام جميعا ولا نزاع لاحد في ذلك إلا إن الدنيا دار اختبار وتجربة وقد علمتنا التجارب أن الصفح والعفو قد يعرّض الحكم إلى الأخطار ولذا فلتت الأمور منهم عليهم السلام وتجرأ عليهم من تجرّأ ونحن لا نعيد تجربة تعرّض الحكم القائم الإسلامي إلى خطر وأي قيمة لزيد أو عمرو بأزاء الغاية المشودة القصوى وهي النظام الإسلامي المبارك الميمون.
ثم قال القاضي: كفى أيها الصحفي أسئلة من هذا القبيل إفسح المجال لغيرك ليطرح أسئلته بعد ما تنورت بما أرشدناك إليه من عظيم المطالب تحليلا وشرحا لرسالة السماء وإن كان فهم أعماق هذه المطالب بما يناسب الزمان والمكان والتصرّف بحسب ما تقتضيه العناوين الثانوية والشأنيات المثالية لأبعاد الولاية الإسلامية لولاة المسلمين تحتاج إلى عقود من الزمن درساً وبحثا واجتهادا وتحقيقا لا تتحملها خلفيات العامة ولا عقولهم، فدع ما ليس من شأنك لأكابر العلماء.
ثم سأل صحفي آخر يسمى حسين بن جعفر الهاشمي القاضي قائلا: كيف تريدون الإصلاح بتنفيذ أحكام الله عزوجل بإقامة الحدود والتعزيرات كقطع اليد والرجم والجلد في حين أن أسباب الأخطاء لم ترفع ومن المعلوم أن المسببات تابعة لأسبابها كالفقر يسوق إلى كثير من الأمور وقد كاد الفقر أن يكون كفرا والإسلام حسن جميل مادام كسلسلة واحدة منظومة وإلا فلا يحسن قطع اليد في ظل حاكم جائر وعالم يكتم حقائق الأمور أويقصّر في بيانها وإيصالها إلى الأمة وتاجر يبخل في أداء الحق الشرعي وشاهد لم تثبت عدالته ومتهم لا حق له في جرح الشهود.
فمن هو الأولى أن تقام عليه الحدود أيها القاضي أهو سارق قميص أو تفاحة من دكان لفقره لا من حرز ولم يبلغ السعر ربع دينار ذهبي أو سارق بيت مال الأمة من حاكم أو عالم أو قاض لم يحكم بعدل وعالم يكتم علمه مداراة لأصحاب السلطات أو العامة خوفا من أن يخدش أحاسيس تاجر أو صاحب عنوان ومكانة وكيف أقيمت أوتقام حدود الزنا وقد علقها الله تعالى على أربعة شهود عدول يرون الميل في المكحلة وهو أمر كاد أن يكون من المحال وقوعا وإن لم يكن من المستحيل ذاتا وما ذاك إلا رعاية للستر من جانب وجعل حدود لردع المستهترين الذين يرتكبون الفسق والفجور في الملأ العام ليدفعوا بالمجتمع كما في بعض مدن الغرب إلى حضارة الإباحية والإنحلال وعليه فلا أدري كيف أقيمت مئات الموارد من الحدود والإنسان المتزوج الآمن من إقامة الحدود طول عمره لم يشاهد أربعة عدول يرون الميل في المكحلة، فمن أين حصلتم على هؤلاء العدول في أغلب بلادكم أيها القاضي المبجل ورحتم لترجموا تجلدوا عشرات الآلاف من الناس في بلادكم.
ولماذا هذه الغيرة على دين الله تعالى في إقامة الحدود ولو بالشبهات ولم تحصل هذه الغيرة بإقامة الحدود على سراق بيت المال ومن سببوا بظلمهم الفقر والجهل حتى انساق الكثير من أبناء الأمة إلى المفاسد ونحن نشاهد الإمام عليا عليه السلام يقول للمرأة المقرة بالزنا أمامه لعلك قبّلت، يريد لها الستر والعفاف.
ولماذا الغيارى على دين الله عزوجل يعيشون الترف في القصور وشاب لفقره وعدم تمكنه من الزواج لغلاء المهور وعدم بذل بيت المال له الأموال للعمل أو الزواج تقام عليه الحدود والحدود لا تقام إلا بعد تحقيق شرائطها.
فأين العلماء الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر عنك وعن أمثالك من الظلمة أيها القاضي الذين هم كصوارم الحتوف في مواطن الحيطة على صحة الوضوء وتشجيع الناس على دفع الحق الشرعي في حين أنهم يعيشون التساهل عن أمثالك من ظالمي هذه الأمة ومشوهي شرعها القويم.
فغضب القاضي غيرة على الإسلام والمسلمين وأمر بإخراج الصحفيين من قاعة الإحتفال و إعتقال العديد منهم وإغلاق مكاتب عدد آخر، ثم سمع العامة من خلال منابع الإعلام بعد أيام بانتحار المعتقلين في السجون، فأراح الله تعالى بقضاءه وقدره وعظيم مشيئته البلاد والعباد من شر هؤلاء الصحفيين حين ألهمهم الانتحار ووفق سيادة القاضي بإصدار حكمه بإخراج بقية الصحفيين غير المسلمين من الديار الإسلامية فله الشكر والمنة على نعمائه على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما كانت المنة من ذي قبل حينما أمر الجن بقتل أحد أكابر الصحابة في الصدر الأول الإسلامي إعزازا لدينه عندما خالف النظام القائم الإسلامي!!!
0 تعليق