القضاء والقدر الإلهي المحاضرة رقم 3
كتبت هذه المحاضرة من محاضرة صوتية ألقيت قبل سنوات في الكويت
لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
البحث كما تعلمون عن مسألة القضاء والقدر وقد تقدم أن قلنا بصراحة من القول بأنا نعترف على أن العقل البشري عاجز عن الوصول إلى درك هذه الحقيقة وقد وقعت هذه المسألة قبل الإسلام محل نزاع شديد بين الفلاسفة والعرفاء وعلماء الدين يرجع تأريخها إلى القرون البعيدة لفلاسفة اليونان بل وقبل ذلك فحاول البعض ان يرقى إلى فهم هذه الحقيقة بواسطة قدراته الحسية فوجد نفسه عاجزا عن بلوغ مدارجها بالحس فراح يستعين وراء الحس الظاهري أن يتوصل إليها بحسه الباطني المدرك للمعاني الجزئية بعد مشاهدة الحقائق بحواسه الظاهرية لكي يتوصل اليها من عالم المثال أو البرزخ فوجد الانسان أيضا عاجزا من درك هذه الحقيقة فانها لا يمكن أن تنال بحس ظاهري او بحس باطني فأخذ الإنسان يحاول على طول القرون أن يتوصل لمعرفة هذه الحقيقة بواسطة عقله فراحت الحكماء والكثير من العلماء المختلفين يتصارعون في هذا الميدان كل واحد يدخل إلى ميدان البحث في القضاء والقدر يحاول أن يتوصل إلى الحقيقة بواسطة العقل فراح العقل يستدل وراح العقل يطرح الكثير من النظريات فما وجدناه متمكنا من التوصل إلى معرفة مسألة القضاء والقدر بالعقل ، وقد تقدم أنا لم نكن عاجزين عن فهم معنى القضاء والقدر المشكلة الكبرى ليست هي أنه ما المراد من القضاء والقدر سمينا القضاء والقدر بعالم المجردات والأمر فقلنا عالم المجردات قضاء وعالم الشهادة خلق وتطبيق أو قلنا بمقالة أخرى وهي على أن القضاء والقدر لا يراد منهما هذا المعنى بل بمعنى الخلق والإيجاد قضاء بمشيئة الله تبعا لحكم الله والقدر تقدير الكائنات في محالها ومواطنها في كل عالم من العوالم فكل شيء ماكان ليخرج من كتم العدم إلا بقضاء ومشيئة وعلم إلهي ليطلقه بعلله وأسبابه من كتم العدم إلى دائرة الوجود في عالم المجردات وفي عالم المثال وفي عالم الشهادة وأن كل شيء لم يخرج فقط من كتم العدم إلى دائرة الوجود و إنما أخرج بتقدير إلهي أي قدر بمقاديره في مثل هذه الميادين لا قصور للعقل عند الوصول اليها إنما القصور واعتراف العقل بالعجز إنما القصور أنه لمَ صار الوجود الكذائي ملكا ولم أكن ملكا ، لم اختار الله وجودا خاصا فكان من المقربين كجبرائيل واسرافيل وعزرائيل عليهم السلام ولم تكون بعض الوجودات في مراتب دانية من عالم الطبيعة كالكثير من الأمور المتساقطة في عالم الطبيعة والمادة والإنسانية أيضا تختلف مراتبها فمنها من هو أسفل سافلين ومنها من هو في أعلى عليين يتجاوز الملائكة المقربين أي أمور اقتضت أن أكون أنا بعقل قاصر وعلم قاصر ويكون نبي من أنبياء الله في كونه الرفيع وفي منزلته العظمى ، وهذه المراتب ما كانت تبعا للعمل وإنما كانت تبعا لوجودهم ، آدم (ع) قبل أي عمل من الأعمال وقبل أن يصلي أو يصوم أو يفعل فعلا يستوجب القرب علم الملائكة الأسماء كلها وكذلك باقي الأنبياء نشاهد أن مكانتهم تابعة لاصل وجودهم ، العمل مقرب لكن لا ننكر الواقعيات أن هناك وجودات في واقع وجودها تختلف عن بقية الوجودات خلق جبرائيل (ع) سفيرا للرحمن لا أنه كان جنديا فترقى درجة بعد درجة حتى وصل إلى هذه المرتبة ، كان جبرائيل عليه السلام في كونه هكذا ليست المسألة كما حاكها المتصوفة أو الفلاسفة بأن التكامل يكون بالأسفار الأربعة من الخلق إلى الحق تعالى ثم من الحق إلى الحق أي السير في الأسماء والصفات الإلهية ثم من الحق تعالى سفيرا إلى الخلق ثم من الخلق إلى الخلق أهكذا أصبح رسول الله (ص) بهذا السير الصوفي الفلسفي سيدا للكائنات؟ كلا ثم كلا .
فإذن هناك قضية لا تنكر وقضية واقعية على أن إنسانا يخلق بخمس درجات من السعة الوجودية يحاسب على خمس درجات من السعة الوجودية ولا يحاسب على ست درجات لو تنازل في جهده عن البلوغ إلى خمس درجات لعوقب أو عوتب وهناك من يخلق بعشر درجات من واقعه التكويني لا عن أقل ولا عن اكثر وهناك انسان خلق بإحاطة كونية كان هو الكون الجامع لكل حقائق الوجود والبروز الحقيقي لجميع الأسماء والصفات الإلهية فكان الإسم الأعظم الإلهي في دائرة الكون مسجودا لكل الخلائق وهو الرسول الأعظم (ص) أمثل هذه الأمور أكانت بتجوال أو سير عبادي وبحركة صوفية وأمثال هذه الأمور ؟ كلا .
فنقول وبصراحة من القول والاعتراف بالعجز شجاعة قاصرة مداركنا وقوانا الحسية عن فهم مثل هذه الحقائق كما وأن المدارك والقوى الباطية أي البصيرة الباطية لفهم عالم المثال والشامة الباطنية أي القوى الخمسة الباطنية التي هي الواسطة والرابط بيننا وبين عالم المثال أيضا قاصرة عن درك كون الحقائق في محالها بمشيئة إلهية وبقضاء وقدر إلهي جعلها في هذه المحال بل نقول إن العقل الذي هو فوق مرتبة عالم الحس والمثال أيضا عاجز عن درك هذه الحقائق ، العقل مداه الرفيع أن يصل إلى مرتبة عالم العقول وعالم العقول كالملائكة قد اعترفت بعجزها أنها لا تعرف حقائق الأمور تابعة للبشر في إدراكها .
فلما شاهد الفلاسفة أن الفقهاء والعلماء وجميع البشرية على اختلاف طبقاتهم ليسوا قادرين أن يتوصلوا إلى معرفة القضاء والقدر بمعنى المشيئة الإلهية وتعلقها بالكائنات راحوا ليتوصلوا إلى معرفة هذه الحقيقة من طريق التصوف فقالوا إن العقل عصى لمن كان أعمى فلا يمكن بعصى العمى وهو العقل أن نتوصل إلى مثل هذه الحقائق لأن العقل ثبت أنه يعترف بالعجز في كثير من الموارد فلابد وأن نتدرع ونتسلح وندخل إلى ميدان الصراع بوسيلة وأداة وسلاح جديد ، ما هو السلاح الجديد ؟ قالوا مقدمته الصفاء النفسي ، فلابد من طهارة نفسانية برياضية صوفية مستمرة فترة من الزمن حتى يتمكن الإنسان أن يرجع إلى فطرته وإصالته وجوهره الإنساني فإذا وصل الإنسان إلى جوهره الإنساني فأصبح فطريا لا حجاب شهوي يحجبه بل ولا حجاب حسي ظاهري أو باطني أو عقلي يحجبه عن مشاهدة حقائق الأمور لأن من اشتغل بحسه لمشاهدة الأمور حجب عن الأمور الأعلى وكذلك العقل أيضا من جملة الحجب التي تحجبنا عن مشاهدة الحقائق فظنوا أن بطهارة النفس وبتزكية النفس يرجعون إلى الصفا ومن أصبح في ميادين الصفاء سائرا تمكن أن يتدرع وأن ينزل إلى ميدان الصراع يشاهد حقائق الأمور ، كلما يصعد الإنسان مرحلة بعد مرحلة يكون الصراط دقيقا ، خطأ جزئي قد يخرج الإنسان خروجا عظيما من المجرى الصحيح ، كلما تكون الأمور دقيقة يكون الصعود والعروج عظيم لكن السقوط والإنحطاط أيضا يكون عظيما فجاءت الفلاسفة المتصوفة ليدخلوا من ميدان الوفاء والشهود إلى ميادين العلم فغدوا يهاجمون العقل بكل شدة ظنا منهم أن العقل قاصر أن ينال مدارج الرقي وهناك فطرة سليمة يجب التوصل إليها من طريقة التصفية النفسانية برياضات وسلوك معين عرفاني نتمكن أن نتوصل لمعرفة الله ، نتمكن أن نتوصل إلى العدل الإلهي وإلى معرفة القضاء والقدر وإلى ما شاكل هذه الأمور لكن لما أصبحوا لا يتمكنون بدليل لأن العقل هو المتدرع بسلاح الدليل ، وأصبحوا عند تصفية نفوسهم حين مشاهدتهم لأمر لا يصدقونه ويؤيدونه بسؤال من معصوم فكم من متصوف دخل في وديان الأوهام ونظمات الشعر بدلا من مشاهدة حقائق الأمور ، أنا وأنت لطهارة لو كنا أهلا لنشاهد حقيقة من الحقائق لكن علينا إما أن نجزم جزما يقينا علميا في موضوع من الموضوعات أو نذهب لأهل الصفاء الحقيقيين ليميزوا لنا الصفاء الوهمي الشعري الخيالي عن الصفاء الفطري لجوهرة إنسانية هي كون الله الجامع على وجه الأرض بل عالم الإمكان .
فذهب الكثير من الفلاسفة المتصوفين يرون في شهودهم وسلوكهم الكثير من الذين نعرفهم بالإنحراف عن ولاية الله الكبرى عن الإمامة العظمى رؤهم في منازل عظيمة في يوم الآخرة وسألوهم عن الكثير من الحقائق في معتقداتهم فمن كان في سيره وسلوكه وصفاءه يرى معاوية في الجنان فيسأله عن حقائق الأمور لست أدري أن مثل هذا التصوف وأن مثل هذه المكاشفات ، أي مكاشفات في واقعها مكاشفات توصلنا أن نشاهد بصفاء بواطننا أمثال معاوية من المتقدمين والمتأخرين فنسألهم عن حقائق الأمور ، لست أدري أي تصوف هذا وأي علوا في مكانته فإذن لا أريد أن أنكر على أن الصفاء هو الباب الأصيل للوصول إلى الحقائق لكن أقول إن بالحركة الصوفية أي بالسير والسلوك الصحيح بمتابعة الكتاب والسنة و في الإبتعاد عن القبائح وبالعمل المتواصل على طبق الشريعة تماما أي بتطبيق الأوامر والنواهي تطبيقا حقيقا والسير على طبق كتاب الله وسنة نبيه تحصل النفس على صفاء وبالصفاء يكون العقل سليما لا حجاب بينه وبين الواقع وبصفاء النفس يكون الحس مشاهدا بحواسه الظاهرة والباطنة فالإنسان حقيقة واحدة جعله الله في كل مرتبة من مراتب علمه يتوصل إلى الحقائق مرتبة بعد مرتبة فلا يجوز لإنسان أن يهاجم الناس في مرتبة حواسهم الظاهرة ، الحواس الظاهرة من نعم الله لدرك الحقائق ، الحواس الباطنة من نعم الله تعالى لدرك الحقائق ، العقل أكد عليه الكتاب المجيد كرارا فهو وسيلة للإستدلال على الحقائق، الفطرة السليمة هي حقيقة التكوين وبها نتمكن أن نتوصل إلى الحقائق لكن ليست هذه الأمور متضادة متناقضة لأن الإنسان حقيقة واحدة وليس بحقائق متعددة متباينة مختلفة لتكون هذه الأمور متضادة فيه فبالطريقة الفلسفية ننقض العرفان أو بالعرفان أو بطريقة الصفاء ننقض الفلسفة أو بطريقة القائلين بالوصول إلى الحقائق من طريق اللمس والشهود ننقض بقية الأمور هذه الأمور أمور واحدة في جمعها يكون الإنسان إنسانا وبسلامتها يتوصل الإنسان إلى حقائق الأمور.
فإذن نقول لا العقل ولا الفطرة ولا الحواس ولا جميع الأمور على ما نرى قادرة أن تتوصل إلى مشيئة الله ،هذه الأمور توصلنا إلى المصالح والمفاسد ، توصلنا إلى العلل والمعلولات، توصلنا إلى تشخيص الحسن والقبح، توصلنا إلى ما هو من شأن عالم الإمكان لكن التوصل إلى معرفة تعلق المشيئة الإلهية طبقا للعلم الأزلي الإلهي لتحقيق الأمور طبقا لقابلياتها ومجاريها وكونها رتقا فسارت بعللها وأسبابها تبعا للمشيئة الإلهية هذه أمور لسنا قادرين أن نتوصل إليها.
فإذن أقول لا أدري هل هناك مرحلة من المراحل يتمكن الإنسان أن يعرف بها القضاء والقدر أم لا ؟ أهي لعظماء الخلق في عالم الدنيا أو ستكون لهم في عالم المثال والبرزخ أو ستكون للخلائق في عالم القيامة حينما يكون البصر حديدا أو ستكون في مدارج السير والسلوك إلى الله بعد الحشر والدخول إلى الجنان والسير إلى الله بما لا نهاية له أو هي أمور لا يمكن التوصل إليها ، القول بلا أدري خير كلام .
والعبارات التي قلنا سابقا بأنه سر الله ، الطريق المظلم ، بحر عظيم وأمثال هذه الأمور لعلها من مؤيدات قصور القابلية والقدر الإنساني بكل أبعاده فطرة وعقلا وحسا من التمكن للوصول إلى هذه الأمور ، هل هناك بشر بإذن الله يتمكنون من معرفة بعضها الله هو الأعلم .
وقال الأعلام يطلق القضاء على الخلق والإتمام ، قال تعالى (فقضاهن سبع سماوات في يومين) أي خلقهن وأتمهن فإذن القضاء تارة يكون بمعنى الخلق والإتمام ويطلق أيضا على الحكم والإلزام قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) أي ألزمكم بالمسيرة على طبق أوامره ونواهيه ويطلق القضاء أيضا على الإخبار أي قوله تعالى (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب) أي أعلمناهم وأخبرناهم .
وكذلك القدر يطلق على معانٍ منها : الخلق (و قدر فيها أقواتها) أي خلق أقواتها وأوجدها ويطلق بمعنى الإخبار والكتابة كالقضاء وبمعنى البيان قال تعالى (إلا امرأته قدرناها أنها من الغابرين) أي أخبرنا عنها لا أنه جعلناها هكذا.
قد ورد في حديث الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (ع) أنه لما رجع من صفين قدم إليه شيخ فقال له أخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا هذا إلى الشام أكان بقضاء الله وقدره، أي سيرنا هذا وما وقع في صفين من الحرب والقتل والقتال وما جرى هل كان بقضاء الله وقدره أو لم يكن كذلك فقال أمير المؤمنين (ع) : والذي وهو شروع للقسم ( والذي فلق الحبة وبرء النسمة أي الروح ما وطأنا موطنا ولا طفنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء الله وقدره) فقال الشيخ عند الله أحتسب عنائي لما أرى لي شيئا من الأجر ، إن كان كل حركة وكل ما صنعناه وكل من قتل منا كان بقضاء ومشيئة إلهية كذلك أيضا ما كان من أهل الشام هو بقضاء وقدر ومشيئة إلهية فإذن نحن مجبورون وهم مجبورون فالكل ما فعل وما عمل إلا بإرادة إلهية فأين الثواب وأين العقاب وأين الحرية وأين الإختيار، فهم هذا الشيخ من كلام الإمام (ع) أنه يحكم شبهة المجبرة فقال له أمير المؤمنين (ع) ( مه يعني توقف ولا تتسارع في فهمك وحكمك للأمور ، مه أيها الشيخ بل عظم الله أجركم في مسيركم و أنتم سائرون) ليس فقط جهادكم وحربكم في صفين ضد هولاء القاسطين الفاسقين كان أجرا وثوبا بل عظم الله أجركم في مسيركم وأنتم سائرون ( وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرين) الفرق بين الإكراه والإضطرار: الإكراه ولو بخوف من جهة من الجهات قد يقدم الإنسان إلى شيء، الإضطرار مرتبة أشد وأعلى قد تكون سببا في الجري إلى شيء فيقول له الإمام (ع) : فلم تكونوا في شييء من حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرين، فإذن رد الإمام (ع) الجبر فقال الشيخ كيف ترد الجبر والان قد اعترفت بأن كل شيء كان بقضاء وقدر ( كيف والحال القضاء والقدر ساقنا) فإذن ما وصل الشيخ إلى فهم مسألة القضاء والقدر فهم منها الجبر فقال (ع) :(ويحك لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا حتما) فإذن الإمام عطف القدر على القضاء ، أي أمرا أخرج الحقائق من كتم العدم وقدرها في مقاديرها فقد كونا لنا في صفين وقدر وأنشأ لونا لمعاوية وأصحابه في صفين وجبرنا أن نتقاتل فيما بيننا، فجاءه ليعالجه من طريقة عقلية (لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والوعد والوعيد والأمر والنهي) كيف يا شيخ جمعت بين الجبر وشرائع السماء، (ولم يأت لائمة من الله لمذنب) فإذا كان مجبورا فكيف يلوم الله المذنبين على ذنبهم (ولا محمدة لمحسن) ولم يكن المحسن أولى بالمدح من المسيء) ثم أجابه الإمام تلك أي كلمات المجبرة (تلك مقابلة عبدة الأوثان وجنود الشيطان وشهود الزور وأهل العمى عن صواب وهم قدرية هذه الأمة ومجوسها إن الله تعالى أمر تخييرا) يعني أمر في حالة كوننا نعيش الإختيار يعني من بعد ما شاءت المشيئة الإلهية أن نكون بشرا نحمل صفة العلم والقدرة والإرادة فنكون مختارين بعد هذه الصفات الثلاث أي العلم والقدرة والإرادة، أمرنا أمرا تخييريا يعني أمرنا لكي نكون من قبل أنفسنا وباختيار أنفسنا من بعد ما تعلقت مشيئته وقضاءه وقدره بأن نكون مختارين فإذن ما كنا مختارين لو لا القضاء والقدر الإلهي فبقضاء وقدر إلهي تبعا لمشيئة إلهية وقدرة وعلم أزلي إلهي أراد الله أن نكون مختارين.
أرجو التوجه: هناك كلمات نتكلم بها في كل يوم بدون أن ندقق فيها نقول نحن في كل يوم في صلاة أو في غير صلاة بحول الله وقوته أقوم وأقعد، أنا أقوم وأنا أقعد لكن بحول الله وقوته فأي كلمة صدرت من عالم أو فقيه أو فيلسوف تؤدي هذا المعنى الجامع للإختيار ودخول المشيئة الإلهية في كل شيء فإذن نحن إن قمنا قمنا باختيارنا لكن بمشيئة إلهية أرادت أن نكون مختارين من بعد ما صيرتنا بصفة العلم والقدرة والإرادة فكنا مختارين قهرا على أنفسنا ، نحن ما اخترنا لأنفسنا الاختيار خلقنا مختارين أي شاءت الإرادة الأزلية الإلهية أن نكون مختارين فبحول الله وبقوة الله نقوم ونقعد فإذن قضاء الله هو الذي يخرج الشيء من كتم العدم ، هو خلقنا وخلق أفعالنا وليس هناك من تصور أنا خلقنا أفعالنا كما يتوهم القائل بالتفويض ، وتتميم هذه الكلمات نجعلها لغد إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
0 تعليق