تعبنا فمتى سيكون الفرج؟
بقلم هيام محمد كاظم آل شبير الخاقاني
بسم الله و له الحمد وبعد,
سجدت لربي ليلة من الليال و الفؤاد حزين مناجية إياه من بعد ما قرأت تاريخ الأمة حزنا و ألما, سجدت ومني القلب لهيب أحزان و آلام و العين باكية دما, سجدت له تعالى لأنه هو من بيده مقاليد الامور, فناجيته قائلة يا إلهي قد حرّفوا الدين بعد الإستهانة بالفطرة و العقول و قادوا بغدرهم عليا (ع) فحل الفحول و طعنوا بجفاف قسوتهم قلب الطاهرة البتول و خانوا الحسن الزكي سبط الرسول ثم ذبحوا حسين الكرامة بسيف عذول و دسوا سموم احقادهم لأكباد الأئمة الهداة مغتصبين حقوقهم و مضيعين الأمة و الدين بهذا العدوان تحت مسميات دينية.
فنقرأ التاريخ و الألم يسامر جراحنا حينما نشاهد كل مؤمن دمه مهدورا, حتى وصل بنا الحال الى هذا الزمان لنرى الناس تتلاعب بالدين فذا هي بلاد المسلمين على إختلاف المذاهب سنة و شيعة تأنّ من شدة الفقر, نساؤها مشردة و اطفالها ميتمة و رجالها مهجّرة و اموالها منهوبة لتكدس بأيدي الطامعين و الظالمين, فكيف ينام المتخوم و الارملة تأن جوعا و الايتام تصرخ ألما و هذه هي الدول التي تنسب أنفسها للإسلام مكرا و زورا و الاسلام منها براء يأكل القادة و الرؤساء منهم اموال الفقراء و البائسين ليشيّدوا قصورا و يعيشوا النعيم ظالمين للناس جاعلين انفسهم مصداقا لقوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) النساء آية ٥٩, يطبقون آيات الله تعالى على انفسهم بتبع الهوى مستغلين جهل الامة.
فكل هذا يا إلهي و كانت الغصة في حناجرنا حتى جاء من سموا انفسهم برجال دين من كل المذاهب و الاديان و ظلموا الناس بإسمك و بإسم رسالاتك يمشون مشية الزهاد و كأنهم ملائكة ترترف بأجنحتها حنانا على العباد يتبرك الناس بلمس اطراف ملابسهم غير عالمين بان الكثير من هؤلاء هم من شياطين الانس على وجه الارض يحملون غلا و خبثا في قلوبهم تتعلم منهم شياطين الجن الحيلة و المكر, و يا إلهي علماؤك الحقيقيون مهجّرون من بلد الى بلد قد بذلوا ارواحهم رخيصة في سبيل دينك ليخرجوا كل خنجر مغروس بقلب رسالات السماء و لكن يا مولاي جراحنا كثرت و قلوبنا تألمت فوصلنا الى زمن يكفّر بعضنا بعضا و يسبّ بعضنا بعضا و يتبرأ بعضنا من بعض فهذا عالم دين يرى نفسه ملاكا منزلا لا يخطأ في قول او فعل و كأنه نبي مبعوث من قبل رب العزة تعالى لا يقبل رأيا لأحد و لا يعطي احدا فرصة الحوار او النقاش و ذاك شاب ترك الدين بإسم التطور و الثقافة و ثالث قد أصبح ينظر نظرة الاستحقار الى عبادك المخلَصين المتمسكين بدينك بإسم التمدن و الحضارة .
ثم ظهرت ظواهر اخرى فاصبح اليوم كل يدعي ما هو من شأن مولانا صاحب الأمر و الزمان فهذا يدّعي ولاية و ذاك يدّعي أنه المهدي و ثالث يدّعي أنه اليماني و آخر يزعم بانه شعيب بن صالح و خامس و سادس و سابع وهكذا حتى اصبحنا لا ندري على اي بدعة نحزن و من اي امر نخاف من بعد ما استغل هؤلاء جهل الامة و ضياعها فاصطادوا الناس في الماء العكر واضعين ايديهم على محل آلام و جراح الشعوب حينما رفعوا شعارات مزيفة باسم العدالة و الامامة و الانسانية و غيرها من الشعارات الخلابة حتى راحوا ليخدعوا كل شاب متحمس ضاق صدره من سكوت بعض العلماء عن كل ظلم مرتكب جاعلين إياه أداة لتنفيذ مآربهم كما و أنهم راحوا ليخدعوا كل ارملة و يتيم مظلوم رأى سراب العدالة عندهم فظنه ماءا و راح كل متطفل على الدين حينما وجدهم نعم الوسيلة لمبتغاه دنيا لينتمي لهؤلاء المدعومين بالسطة و الاموال و الإعلام من قِبَل أيادٍ خفية غايتها النيل من دين الله حتى مزقوا دينك و رسالة نبي الامة محمد (ص) بكل ما أوتوا من قوة و سلطان و مكر و العلماء الحقيقيون يملأ قلوبهم الحزن و الألم قابضين على دينهم كقبضة اليد على الجمر خوفا من أن يسيطر هؤلاء الدجالون على الشعوب و الامة نائمة تعيش تقديس الرجال تارة و البعض منها راح لينعق وراء كل ناعق تارة اخرى و ذلك واقع امر قد اشار إليه الامام الحسين (ع) في كلمته الخالدة : (الناس عبيد الدنيا و الدين لعق على السنتهم يدورونه كيف ما دارت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديّانون) .
إلهي كيف لنا ان نطلب تعجيل فرج مولانا صاحب العصر و الزمان (عج) لنرى تلك الطلعة البهية و نحن عين القصور و التقصير و الذنوب, افواهنا ترتل القرآن و قلوبنا تحمل الاحقاد و عقولنا تعيش الجهل و ايدينا مكبلة بسلاسل الشياطين و اعمالنا تُبعِد عنا الملائكة الكرام, ينادي الملايين منا لبيك يا حسين و نحن لا نعرف الحسين سيرة و لا دينا و منهاجا, نبكي لتعجيل الفرج بالدموع و تخط ايدينا الكلمات النيرات و اعمالنا تغضب صاحب العصر و الزمان, فكيف بنا نحن الملايين من المسلمين وها نحن ندعوا الله تعالى ولا يستجاب لنا, فاين اصحاب الامام الحقيقين اولئك القلة الذين لا يتجاوز عددهم ٣١٣ نفرا من كل هذه الملايين الكثيرة المنتشرة على وجه الأرض؟!
آه و الف آه يا سيدي و مولاي اليك المشتكى عجل بظهور حفيد رسول الله مهدي هذه الامة فإن الدين قد انهدم و الامة نائمة بجهلها و بعض العلماء خانوا دينك واستغلوا العلم من اجل مصالحهم فلا سبيل ولا مأوى لنا إلا اليك يا رب العالمين فارحمنا برحمتك و سدد خطانا بتوفيقك و وفقنا حتى نستشهد تحت لواء وليك انك انت الجواد الكريم سلطان السماوات و الارضين آمين رب العالمين.
هيام محمد كاظم آل شبير الخاقاني
١- بكلوريوس في اللغة العربية من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن
٢- بكلوريوس في التجارة الإلكترونية من ولاية فلوريدا الأمريكية
٣- و قد حضرت على يد الوالد الشيخ محمد كاظم الخاقاني بعض الدروس الدينية
0 تعليق