تعليقات على صحيح البخاري 7
كتبت من محاضرة صوتية ألقاها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني في سوريا
عرفنا وسمعنا كثيرا على أن الوحي إذا تأخر ظنه رسول الله (ص) نازلا في آل بني الخطاب وعرفنا على أنه كثيرا ما كان يتنبأ الخليفة الثاني بأمرٍ فينزل على طبقه الوحي فالكثير من الآيات والسنن الإلهية قال بها الخليفة الثاني متنبأ بسلامة فطرته بها ثم وجدنا الوحي ينزل على رسول الله (ص) طبقا لما تنبأ به بسلامة فطرته الخليفة الثاني وعلمنا التأريخ أيضا أن من جملة المحدثين، كمريم عليها السلام ما كانت نبيا لكنها كانت من جملة المحدثين يعني الذين لسلامة فطرتهم يسمعون ويعرفون بعض الحقائق ونحن على ما نعتقد أن ذلك في فاطمة عليها السلام أيضا فإذن عرفنا بمنهج عشناه حياتا طويلة ورثناه من الآباء والأجداد فكاد أن يكون مسلماً من المسلمات أن من المحدثين الخليفة الثاني، أن ممن تنبأ بكثير من الأمور وقال بها ثم نزل الوحي على طبقها هو الخليفة الثاني هذه نشأنا عليها ولما كانت القضايا الموروثة لا تجادل ولا نتكلم عنها أخذنا بها كإرسال مسلمات فصارت من البديهيات في سنن القوم أنه من المحدثين أنه ممن يتنبأ فينزل الوحي على طبق ذلك على أن رسول الله (ص) كان إذا تأخر عليه الوحي ظنه نازلا في آل الخطاب هكذاسمعنا كثيرا لا ندري حينما سمعنا قبلناها قبولا وراثيا أو عملنا العقل وموازين الشرع في المقام حتى أصبحت هذه من الأمور التي نقبلها ونسير على طبقها ولا نتردد فيها.
إخواني أرجو التوجه إلى أمر: أنا وأنت إذا سمعنا يوما من الأيام أن شارب خمرٍ أن ظالماً أو أن منحرفا إنحرافا عقائديا كان يعبد الأصنام وكانت له الكثير من الإنحرافات العقائدية أو العملية كشرب الخمر والظلم من بعد فترة من الزمن سمعنا أنه صار نبيا أظن أن كل عاقل يتأمل في مثل هذه الأمور الفاسق الفلاني شارب الخمور وقاتل النفوس معذب العاجزين كالنساء عابد الأصنام إذا ادعي في حقه أنه صار نبيا أظن أن كل فطري يتردد في نبوته لكن لو قيل أن شارب خمر صار تائبا مؤمنا بعد ما اعترف بذنوبه نقبل ذلك أن الإنسان ربما عبد الأصنام ثم صار تائبا ومؤمناً هذا معقول، فإذا سمعنا يوما بكلمة لابد وأن نضع تلك الكلمة في موازين العقل وفي موازين الشرع لنراها قابلة للقبول أو لأن السلف قال بها ولو ربط بين السماء والأرض بلا رابطة قبلناها تقديسا للسلف والأكثرية وعبادة للآباء وما شاكل هذه الأمور أو أن هناك أمرا لا يمكن أن يعقل في بعض الأحيان إذا نأتي مثلا إلى ساحة قدس وكرامة رسول الله (ص) كان يعرف بالصادق الأمين كان منعزلا عن متاهات القول يعبد الله في غار بعيدا عن الجهل وعن كل الضلالات والمتاهات الجاهلية ما كان منسجما مع الروح الجاهلية والإنحطاط فنراه فطريا عاقلا متوازنا مظهرا للصدق بإقرار أعداءه فمثل هذا المحل إذا سمعنا يوما أنه أوحي إليه العقل يجيز لنا أن نتأمل وأن نرى وأن نفحص وأن نقبل وأن نتأمل في مثل هذه الأمور وأن نصدق بمثل هذه الأمور إن قامت عليها براهينها أما إنسان قضى فترة من الزمن يعبد الأصنام ولا أظن أن إنسانا سليما بفطرته، لأن الإنسان يولد على الفطرة كما قال رسول الله (ص)(الإنسان يولد على الفطرة فأبواه يهوادنه أو ينصرانه أو يمجسانه) فالإنسان يولد على الفطرة في المجتمع الذي ولد فيه رسول الله (ص) هو المجتمع الذي ولد فيه الخليفة الثاني فطرة وفطرة أين سلامةالفطرة في إبراهيم عليه السلام الذي نشأ في بلد الأوثان وفي رسول الله (ص) نلمس سلامة فطرة لم تتأثر بظلمات الجاهلية أو في مثل الخليفة الثاني .
الخليفة الثاني تأريخه لا يتردد فيه متردد على أنه عاش عبادة الأصنام وجاءت الدعوة ولم تؤثر عليه فأخذ يعذب النساء العاجزات وما نزل إلى ساحة المعركة مع علي عليه السلام وأبطال المسلمين لكنه كان بطلا عند الرقيق، عند النساء اللواتي لا دافع لهن من المسلمين فكان من المعذبين بشهادة التأريخ للنساء المسلمات وللعاجزين من المسلمين كان رجلا شجاعا بطلا مغوارا إلى نزل إلى تعذيب النساء اللواتي لا دافع لهن وما وجدناه بطلا مغوارا شجاعا في ساحات القتال حينما كان كافرا فإن جئنا لنلمس فضائل الأخلاق فهو معروف بالغلظة وبتعذيب النساء وما سمعنا يوما أنه لا أقل كعمربن ود نزل ولو لحمية الجاهلية إلى ساحات القتال متبجحا لغرور وشجاعة، وكان يعبد الأصنام مصرا عليها أين عقله وأين فطرته السليمة عن مثل هذه الظلمات كعبادة الأصنام فلا أدري كيف تمكن أن يقبل القوم أن رسول الله (ص) سيد الكائنات الذي طالما وقف في وجهه الخليفة الثاني محرضا مشددا بكل عناد سنين طويلة من البعثة مصرا على كل جاهلية من الأشداء في مقابل المسلمين في غلظته وتعذيبه للمسلمات لا أدري كيف يصبح رسول الله (ص) مترددا إذا تـأخر عنه الوحي هل نزل في بيت آل أبي الخطاب أو ما نزل، ما هذه المتاهات التي نسمعها ونصر عليها بعد 1400 سنة كأن العقول لم تتنور وكأن العقول لم تدرك فطرة بعد هذه القرون لا أقل فليقل القوم أن الرجل تاب فصار من المؤمنين، من يكون بهذه الكيفية الأصل فيه أن يكون فطريا والفطرة هي التوحيد والعقل بسلامته وبرهانه هو التوحيد والإنسان الفطري يكون حرا في عقائده فلا يجبر الآخرين على ما يعتقد كانت هناك نصرانية موجودة ويهودية وكانت وكانت، الرجل الذي ظن العبادة للأوثان أهم من اليهودية والنصرانية وكان مصرا عليها ولما جاء الإسلام رجح عبادة الأصنام على عبادة الله سنين طويلة كيف يكون فطريا وكيف يكون سليما ولم لا يكون متحجرا فإن نظرنا إلى سوابقه تكفيه أن لا يتكلم مسلم ويقول إذا تأخر الوحي ظنه رسول الله (ص) نازلا في آل أبي الخطاب وإذا نظرنا إلى تأريخه ما وجدنا تأريخه يحمل فضائل حتى يقول القائل بمثل هذه الكلمات نأتي ونتمشى مع أحاديث في القرآن الثاني و هو البخاري.
البخاري ج5 ص271 السطر4 عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدَّثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر ) كأن عمر كان في أول دعوة رسول الله (ص) كان معه ووقف معه فكان مظهرا للسلامة والفطرة و البرهان والعقل حتى يقول رسول الله (ص) .
أرجو التوجه: قبل الإسلام كان الناس مكلفون بالنصرانية فنسأل هذا الإنسان الذي هو مظهر من مظاهر الفطرة أكان على دين عيسى عليه السلام هل دعوة رسول الله (ص) مع قربه منه إلى سنين من الدعوة كانت مؤثرة على الرجل؟ كلا فلا قبل الإسلام إلى سنين ولا كان على فطرة دين عيسى عليه السلام قبل ذلك حتى نقول حقا أنه كان من الفطريين الذين بفطرتهم حنفاء ميالون إلى صراط الله المستقيم وإلى شرعه القويم فكان من المشركين وكان من المصرين على الشرك، والتأريخ أثبت عليه على أنه كان غليظا معاندا على خلاف الفطرة إلى سنين، والمرحلة الثالثة هي العقل فنسأل هل كان الرجل متزنا بموازين الدليل والبرهان ؟ لو كان متزنا بمجرد أن يسمع نبيا وداعيا يدعوا إلى الحق لجاء وجلس معه للمناظرة، ليتحدث مع رسول الله (ص) بالدليل والبرهان فهل سمعت يوما أنه جاء الرجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلب من أسس العقل والدليل والبرهان ما سمعنا يوما من الأيام وحينما جاء وآمن ما سمعناه ناظر رسول الله (ص) يومين أو ثلاثة حتى يهتدي ويسترشد وإنما جاءت به الأيام كما جاءت بكثير من الناس.
رابعا: دعي إلى الإسلام ولما دخل بعد فترة طويلة من المخالفة للإسلام ننظر إليه مرة ثانية وهو مسلم، يؤتى بالإنسان أسيرا أول متدرع ومنتدب للأسرى هو الخليفة الثاني وعندما كان يؤتى بالنساء الضعاف أول متدرع لقتلهن هو الخليفة الثاني، العفو من سنن الكرام ولذا عرف الأنبياء بالعفو عند المقدرة وإذا استعمل يوما رسول الله (ص) السيف إنما استعمله يدافع به عن وجه الإسلام والمسلمين وما كان سيفا معتديا كما كانت سيوف المسلمين كخالد بن الوليد وغيره، فنسأل هذا الرجل المسلم هل وجدنا له سابقة بعد الإسلام في ميادين الحروب وبطولاتها، أو وجدنا له سابقة وتسرع في كل موطن جيء بأسير أو أسيرة أول المتقدمين الطالبين من رسول الله (ص) قتل أسير أو مخطئ، هذه سلامته وهذا النبل وجدناه بعدما أصبح الرجل مسلما من بعد ما جاء ودخل إلى الإسلام نسأل مرة ثانية كم من إجتهاد له في مقابل النص؟ يقينا النصوص والشرع هي الفطرة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميزانها وكل إنسان إذا قال رسول الله (ص) بمقالة ووجد في نفسه أمرا يخالف ما عليه رسول الله (ص)، من هو المنحرف عن المنهج؟ طبعا المخالف لرسول الله هو المنحرف، وفي كثير من الأحيان أثبت عليه التأريخ أنه اجتهد في مقابل النص، (متعتان كانتا حلالا على عهد رسول الله (ص) أنا محرم لهما ومعاقب عليهما) لا ندري من بعد ما أصبح مسلما أصبح اكثر فطرية من رسول الله (ص) حتى نرجح بين فطرة وفطرة أو تبقى الفطرة بإطلاقها وكمالها وسلامتها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن خالفه كان منحرفا عن فطرة الشرع ومناهج الحق سبحانه وتعالى .
إن قال القوم على أنه في مقابل رسول الله (ص) يشخص الراجح اكثر من رسول الله (ص) ويشخص السنن اكثر من رسول الله (ص) إن كانت سننا ومن حقه أن يجتهد في مقابل رسول الله (ص) فلا كلام لنا مع مثل هذه العقول وإن كانوا يقرون فنسألهم أين المحدث مظهر الفطرة من اجتهاد في مقابل نص وأين الفطري العارف بمقام سيد الكائنات من قوله يهجر، كلمة يهجر أنا وأنت لا نقولها بالنسبة إلى إنسان عادي، فهل نبينا في آخر لحظات حياته وصلت به الحالة حتى يتكلم في حقه الخليفة الثاني قائلا أنه يهجر ومن بعد ما قالها قال قوموا فطردهم من المجلس هل المطرودون من مجلس رسول الله (ص) في آخر لحظات حياته وما تراجع عنها حتى نقول عفى عنهم وتجاوز وتابوا إلى الله تعالى بعد الطرد، طردهم وتوفي بعد ذلك هل المطرودون في آخر لحظات حياة رسول الله (ص) أيمكن أن يكونوا مثالا للفطرة والمتخلفون عن جيش أسامة يمكن أن يكونوا مثالا للفطرة وما شاكل هذه الأمور إن كان تالي تلو النبوة إذا تأخر الوحي ظنه رسول الله (ص) نازلا في بيت آل الخطاب لمَ قدم هو بنفسه الأول خليفة وكيف جاز للأول أن يتقبل خلافة فيها نسخة بدل عن رسول الله (ص) إذا تأخر الوحي ظن نزوله في بيت ذلك الرجل، إلى متى نحن نعيش مثل هذه المهازل ونمر عليها يومنا وليلنا وحياتنا نقدس سلفا ونقدس ما لا يقدس ونعتقد بما لا يمكن أن يعتقد به عاقل ونجمع بين المتناقضات خوفا على سلامة السلف ولو بسحق الإسلام والمسلمين والكتاب و بكل القيم الرسالية حتى نحفظ كرامة صحابي أو ندعي فيه حتى نكون مهّدنا الطريق له في يوم من الأيام إن قال يهجر.
من جملة أهم السنن الإلهية هي الحرية والديمقراطية والعدل الإجتماعي المتمثل بالشورى ننظر إلى الرجل هل كان مثالا لهذا العظم من الشريعة وهو حرية الشريعة وديمقراطية الشريعة وعدل الشريعة ومراعاة كرامة عقول الآخرين وتكريم حق نظر الآخرين أم ضربهم في السقيفة واغتصبها بنصٍ من الثاني وشكل شورى هي مهزلة أولى من أن تسمى بشورى، لو سميناها مهزلة التأريخ لكان أولى من أن تسمى بالشورى، هذه مهازل عبدناها كما نعبد الأصنام أي شورى هذه وأي معنى لمثل هذه الشورى التي جاء بها وخصصها في ستة وقيدها بقيود لايمكن أن يخرج منها إلا من عينه في أول الأمر ، وعبدالرحمن قطب رحاها من كان معهم عبد الرحمن بن عوف تضرب أعناق الباقين.
نسأله مرة ثانية هذا الرجل الذي ضرب إبنه كما يقال لشرب الخمر فضربه حد الخمر فتعجب المسلمون، خليفة لا تأخذه في الله لومة لائم لا راعى شخصية نفسه ولا كرامة نفسه ولا وده ولا حنان الأبوة جاء بإبنه فمده فضربه إنه عمل حسن ثم قال إضربوه فوق ذلك لم؟ قال لأنه غره أنه إبن الخليفة فليضرب مرتين تأديبا له حتى لا يعتدي، بجله المسلمون وقدسه وإزدادوا في حبه وعدله وفي تقييمه لحدود الله وإقامتها، نسأل هذا الضرب أنشأ من عدل لإقامة الحدود أو من غلظة وقسوة لا تفرق بين ولدٍ وغير ولد وأين كنت عن خالد بن الوليد الزاني الغادر الفاجر يوم أصبحت خليفة للمسلمين؟ لم ما أقمت عليه حدود الله وأنت المقر المعترض على الخليفة الأول والطالب منه أن يقيم الحد عليه لأنه زنى، لمَ تركت خالد فأمرت بأن يعزل من قيادة الجيش ويبقى قائدا بلا رسميات، نسألك هل في كتاب الله أو في سنن رسول الله (ص) أن الزاني إذا كان قائدا للجيش وأنت اعترضت عليه في زمان خلافة أبي بكر نسألك هل وجدت في كتاب الله أن حكم الزنى أن تؤخذ منهم ألقاب القيادة ويتركون بلا إقامة حدود إن وجدت آية في كتاب الله فنورنا بها يا خليفة رسول الله ، نحن نحب تنويرا من أمثالك لنهتدي بذلك وإذ به بدون مبالات بما تقدم منه من الكلمات التي كان يصر عليها على صاحبه من أنه كيف ترك الغدرة الزناة ولم يقم عليهم حدود الله و إذ به مرة ثانية حينما أصبح خليفة عفى وكأنه حق شخصي له، كأن الحدود الشرعية من مواريث أبيه حتى يكون من حقه أن يعفوا أو لا يعفوا، ولا أدري هل هناك من مجوز أن يجتهد الإنسان ويرى رأيه فيهم بأن يتنزل من إقامة الحدود على الزناة إلى أخذ لقب القيادة وجعله قائدا عمليا في الجيش، بقى خالد قائد لكن عنوان القيادة بيد غيره، لا أدري كيف تمر هذه الأمور على المسلمين الذين يدعون ويقولون بأنهم يحبون رسول الله (ص) وأنهم يستنون بسنن رسول الله (ص) وأنهم ملتزمون بالقرآن وأن من ترك حدا من حدود الله سبحانه وتعالى لم يكن عادلاً، متزنا وسويا في عمله أين هم عن ترك إقامة الحدود لما تركها الخليفة الثاني في حق الزناة، إن كان هناك لبعض الصحابة في زمن رسول الله (ص) مصالح دعتهم إلى السكوت لكن هؤلاء أي مصالح تدعوهم سوى عبادة السلف وسوى عبادة الرجال بدلا من تقديس شريعة رسول الله (ص).
وكذلك لست أدري هذا المحدَّث الذي هو تالي تلو النبوة لأنها إذا تأخرت ظنها رسول الله (ص) نزلت في بيت آل الخطاب كيف يكون مظهرا للفلتات، هو القائل بيعة أبي بكر كانت فلتة من عاد إلى مثلها فاقتلوه، أبو بكر أنت بايعته وبايعه أبو عبيدة بن الجراح ثم تمت المؤامرة المخططة المدبرة ليلا فأتممتوها فشققتم عصى المسلمين والأنصار شقين وألقيتم البغضاء فيما بينهم، فمؤامرة حصلت على من أيدها مبطناً ليلا ثم أعلنتموها بعد وفاة رسول الله (ص) لكن أنت جئت حتى بدون مؤامرة، حتى بدون أن يبايعك حتى رجل واحد، فإن كان أبوبكر جاء بفلتة أنت بأي فلتة جئت؟ فإذن صاحبك صاحب الفلتات فهو يستحق القتل بعد رسول الله (ص) فرافع سنن الفلتات صاحبك و مؤيده على الفلتات أنت والمقر على أنه يستحق ما يستحق ومن ارتكبها كان مستحقا للقتل أنت، فأيكما أولى بالقتل ءأنت أو صاحبك ؟ وأين المسلمون المجادلون عن مثل هذه الفلتات ؟ لا أدري….
تركنا الإنحراف العقلي قلنا هناك فطرة، كان الرجل مشركا وما كان نصرانيا لا أقل وهناك عقل وما شاهدنا الرجل متدرعا بالموازين العقلية دليلا وبرهانا، يسئل جعفر رضوان الله تعالى عليه لمَ ما شربت الخمر في الجاهلية؟ قال وأي عاقل يشرب الخمر، الكثير من الطيبين والنبلاء كانوا لا يشربون الخمر ولا يقتربون من الزنا لأن الزنا ليس من شيم الطيبين، والتاريخ يتحدث عن شرب الرجل للخمور ، أين الفطرة التي إذا تأخر الوحي ظنها رسول الله (ص) نازلة على آل أبي خطاب.
الإنسان السليم ولو بدون نبوة لا يكذب ولا يظلم ولا يعتدي ولا يكون قسيا غليظا وما شاكل هذه الأمور والرجل كان يشرب الخمر فإن أردنا أن نلمس فطرة عملية فوجدنا منقوضة بشرب الخمور وإن أردنا أن نجد فطرة عقلية وسلامة عقلية فوجدناها منقوضة بعبادة الأصنام فأين المحدَّثون من مثل هذا الخلل ولمَ نتكلم بمتاهات نظن أن البشر لا يفهم ما نقول ونصر على مجادلاتٍ وأباطيل إلى يومنا هذا ونجادل عن قوم أثبتت كتبهم لا كتبنا نحن بمعزل عن البخاري ومسلم و….. لنا كتبنا ولنا مالنا من أحاديث آل بيت رسول الله (ص) التي لا تحوجنا إلى قياس ولا إستحسان ولا إلى رواة كأبي هريرة وعبدالله بن عمر وأضراب هؤلاء نحن بمعزل وبغناء عن مثل هذه الأمور لكنا نجادل القوم في كتبهم.
نقول الحمد لله الذي جاء في صحيح البخاري : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، نحن لا نحتاج بعد ذلك لا إلى آية ولا إلى رواية ليس لدينا لا آية تدل ولا رواية نسأل القوم أيصدقون بالبخاري أم كان مفتريا يقينا يصدقون به نسألهم لا نريد باب مدينة علم ولا نريد غدير ولا …….، إنصفونا في هذا أنت مني بمنزلة هارون من موسى : يعنى هارون أخو موسى فهو في منزلته يعني إذا خرج موسى من حق هارون أن يجلس على سريره مثلا هل هذا هو المعنى؟ ومن حق هارون إذا نزل موسى دشداشته من حقه للأخوة ما بينهما أن يلبسها؟ هل هذه هي المنزلة التي يتكلم عنها الرسول الكريم؟ أنت مني بمنزلة هارون من موسى يجب علينا إن كنا بعيدين عن اللجاج والعناد ومتاهات الجاهلية أن ننظر ما هي المنزلة التي كانت لهارون وما جرى بالنسبة إلى هارون من موسى وما ارتكبه القوم حينما ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربه وارتكب ما ارتكب القوم من الإنحراف هذه كلها حقائق وواقعيات نتكلم بها لمن أنصف من نفسه وعقله أما الذين يريدون اللجاج لو جاءهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يخرج معهم إلا على ما هم عليه كأبي جهل وأبي لهب، نحن لا نتكلم إلا مع أصحاب العقول النيرة والله سبحانه وتعالى يطهر الأرض بواسطة الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف حتى تقام الحجة البالغة على البشر بأن الإنحراف كان من قبلهم وأنه إذا أراد أن يصلح الأرض أصلحها لكنها كانت فتنة يختبر بها العقول أواقعا هي فطرية سليمة أم هي تعيش العناد واللجاج والجاهلية بأسماء مختلفة.
والحمد لله رب العالمين
0 تعليق