بسم الله الرحمن الرحیم
حضره الشیخ محمد کاظم الخاقانی المحترم
بعد التحیه و السلام الرجاء الاجابه علی السوال التالی و شکرا
اخوکم مرتضی جزایری
قال الإمام الحجة (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) في دعاء أيام رجب: «وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها إلاّ أنهم عبادك وخلقك». ما هذه العلامات؟ ما معنى لا فرق بينك وبينها؟
الجواب:كل شيء كان علامة على شيء آخر يسمى آية عليه أي دليلاً يرشد إليه ككون الضوء الأحمر في إشارات المرور علامة على لزوم التوقف وكون الكلمات آيات وعلامات على المعاني وإن كلما في الكون من الذرة حتى المجرة هي علامات وآيات على أسماء الله تعالى فالمخلوق علامة على الخالق والمرزوق على الرازق والممكن على الواجب والحادث على القديم والمصنوع على الصانع وآيات الحق تعالى على قدر أنفاس الخلائق لكن كل مخلوق يحكي الأسماء والصفات الإلهية على قدر ما يحمل من سعة الوجود وضيقه فالذرة الصغيرة الحقيرة إذا كانت مخلوقاً يدل على خالق وحادثاً يدل على قديم ومصنوعاً يدل على صانع وهلم جرا مثلاً فما يكون أعظم خلقاً منها يكون أعظم حكاية عن تلك الأسماء والصفات الإلهية والآيات التامات هي تلك الوجودات الكاملة التي تحكي جميع الأسماء والصفات بما يمكن لممكن أن يكون آية وعلامة على الواجب تعالى .
فإذا كانت الكلمة الصادرة من الإنسان تحكي ضمير الإنسان فالكلمات الإلهية وهي الوجودات التامة من المخلوقات تحكي تلك الأسماء والصفات الإلهية بنحو حكاية أوسع فعيسى عليه السلام كلمة الله تعالى أي أنه تلك الحقيقة الوجودية التي تحكي الأسماء والصفات الإلهية وقول الأئمة عليهم السلام (نحن الكلمات التامات) أي الوجودات التي تحكي الأسماء والصفات الإلهية بنحو التمام والكمال وكذا حينما يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله (أوتيت جوامع الكلم) أي جوامع الآيات والعلامات الدالة على الحق تعالى بحسب وجوده ومراتب علمه في مواطن التشريع والتكوين.
فالكلمة والآية والعلامة أي ما يكون بيانا وحكاية للأسماء والصفات فإذا قيل مثلاً محمد (ص) الكلمة التامة أو أنهم عليهم السلام الكلمات التامات أي أن بهم ظهور الأسماء الإلهية جميعاً مشهودة لمن كان بصيراً من الخلق.
فمحمد (ص) آية علم الله وآية الخُلُق الإلهي بل آية جميع الأسماء والصفات فهو مظهر عدل الله وعلمه وإحسانه وعظيم خلقه وصنعه وتدبيره وهكذا هو مظهر جميع الأسماء لأنه المجلى الأتم لجميعها ولولا كون الدنيا دار اختبار لا يمكن أن تظهر فيه جميع الأسماء والصفات لأن بظهورها تماماً لا تبقى الأرض دار اختبار وإمتحان وإلاً لوجدنا محمدا (ص) مظهر قدرته وسلطانه ومظهر إسمه الأعظم والولاية المطلقة أيضاً التي بإذن الله تعالى لو قال للشيء كن لكان.
فإذن الآيات والكلمات التامات والآيات الكبرى هي تلك الوجودات التي بها ظهور جميع الأسماء والصفات وهي محمدٌ وآله الأطهار وبقية الأنبياء والمرسلين والأولياء كلٌ على قدر وجوده وعظيم خلقه والآيات هي أيضاً تلك الأنوار الربوبية في مراتب عالم النور التي تشرق على قلوب الأولياء من الحق تعالى والتي كانت بمقامها الرفيع إشراقاً على قلب محمدٍ (ص) ليلة المعراج أوليالي المعارج حيث يقول تعالى(لنريه من آياتنا الكبرى) وحيث قال الإمام الصادق عليه السلام قد كشف الله تعالى لنبيه ليلة المعراج سبعين ألف حجاب من النور فهذه هي آيات الحق والأنوار التي ليس لها محلٌ قابل إلا قلوب أولياءه تعالى .
وبالجملة العلامات والآيات هي التي بها شهود الحق وأسماءه وصفاته ومراتب أنواره وهي تلك الأنوار التي تسطع على كل قلبٍ سليم على اختلاف مراتب قلوب الأولياء والمؤمنين وأما سؤالكم الثاني وهو ما معنى (لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك) فسيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
0 تعليق