السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبذا لو حصلنا على نبذة مختصرة عن كل من الاصوليين ، الاخباريين ، الشيخيين ، كيف ومتى نشأت ومن مؤسسها
هذا مالزم ولكم جزيل الشكر
إشارة إجمالية للمسالك الثلاث الإخبارية والأصولية والشيخية :
أما المسلك الشيخي فأقول حفاظا على الأمانة العلمية لابد وأن يُعرف عن طريق كتب الشيخ أحمد الأحسائي نفسه وهو المسمى بالشيخ الأوحد حيث كانت له مسلكية عرفانية وفلسفية خاصة به في كثير من مواطن هذه العلوم لكن على ما سمعت من البعض فإنه يقال إن الشيخ إستفاد الكثير مما ذهب إليه عن طريق الرؤيا التي كانت تحصل له فيشاهد فيها الرسول (ص) وأهل بيته الكرام(ع) في مناماته فكان يراهم واحدا واحدا والمعروف عنه ان له في مسائل التوحيد الكثير من آرائه الخاصة به وأنه كان يقول بأن أهل البيت هم مظاهر الصفات الإلهية مؤيدا ذلك ببعض ما ورد من المأثور عنهم عليهم السلام مثل (السلام عليك يا عين الله الناظرة ويده الباسطة وأذنه الواعية وحكمته البالغة ونعمته السابغة ونقمته الدامغة السلام على اسم الله الرضي ووجهه المضيء وجنبه العلي )وإنه كان يقول بأنهم عليهم السلام الفيوضات الربانية من حيث الخلق والرزق والحياة والإماتة.
وقالوا أيضا في حقه أنه كان يختلف عن الإخباريين حيث أنه يأخذعلومه عن المعصومين مباشرة خلافا للإخباريين حيث يرون لزوم الأخذ و الرجوع الى الأخبار المعتبرة.
وقد اعتمد الشيخ في صحة المنامات على الحديث الشريف وتفسيره بما يؤيد ما يراه والحديث هو (فمن رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي)حتى أن السيد كاظم الرشتي اعتبر ما قال به الشيخ في باب الرؤى المنامية إشارة الى مجموعة المشاهدات النورانية العرفانية التي كانت تحصل للشيخ الاحساوي.
ويقال إن من عقائد الشيخية أن الرسول (ص) و الأئمة عليهم السلام هم علة تكوين العالم وسبب وجوده وهم الذين يخلقون ويرزقون و أن الله تعالى جعلهم أسبابا و وسائط لأفعاله.
ومما ينسب الى الشيخ أنه قال إن الرسول (ص) عرج بجسمه وروحه ولكن ألقى ما هو من شأن ثقل عالم الناسوت في الناسوت أي في عالم الطبيعة وكذلك ألقى كل ما يناسب عالما من العوالم برزخا او عقلا في عالمه ولكن لم تثبت لدي هذه النسبة من مصدر معتبر لأنظر بنفسي الى العبارة وما يمكن ان يستفاد منها.
وقد تجاوز البعض فقال إن الشيخ يقول بالمعاد الروحاني كما تقول بذلك بعض الفلاسفة وأنه لا علاقة للجسم الدنيوي به لكن هذه النسبة لم تثبت لدي بدليل مستند ولا يمكن لأي متتبع منصف ان يأخذ الناس بأقوال الرجال و بالأخص ما ورد منها بدوافع النقد والاعتراض لأن الكثير من هذه النسب تكتب بدواع غير سليمة.
هذا ما يرجع الى الأمر العقائدي وأما ما يرجع الى الأحكام واستنباط الحكم الشرعي وهي القواعد الأصولية التي وقع فيها الخلاف بين الاصوليين والاخباريين فلم يبلغني من ذلك شيء ابدا ليكون منهجا خاصا للمسلك الشيخي .
و أما الخلاف بين الاصوليين والاخباريين فلا ربط له بالمسائل العقائدية و إنما هو أمر يرجع الى سبل استنباط الاحكام الشرعية وهي عدة أمور كان من أهمها أمران هما حجية العقل والإجماع وعدم حجيتهما في استنباط الحكم الشرعي حيث ذهب الإخباريون الى القول بعدم الحجية ومن أحب فاليراجع بحث الإخبارية والأصولية الموجود على الموقع وليس البحث في أصل العقل فإنه لا قائل بعدم اعتبار العقل في المسائل العقلية ولا فيما يعود الى التكليف حيث لا تكليف إلا على العقل لكن الكلام عن العقل في مسئلة استنباط الاحكام الشرعية .
الخلاف الثاني في مسئلة ظواهر الكتاب المجيد لا في ما يعود الى النصوص الصريحة في الكتاب من ظواهر الكتاب المجيد هل هي حجة بنفسها قبل الرجوع الى أخبار أهل البيت عليهم السلام أو لابد أولا من الرجوع لأخبار أهل البيت عليهم السلام فإن لم نجد لها شارحا ومبينا أخذنا بظواهر الكتاب كما يقول الإخباريون و إن قال الإخباريون بحجية الظواهر في بقية المواطن جميعا وذلك لأن الظهور حجة لكن في الكتاب المجيد يرون أنه لابد قبل الأخذ بالظواهر من الرجوع الى الاخبار المبينة او المقيدة لظهورات الكتاب المجيد.
الثالث قول الإخباريين بأن الأحاديث الموجودة في الكتب الأربعة هي منتقاة من أربع مائة كتاب فهي صحاح الاحاديث ولا يقسمونها الى صحيح و حسن و موثق وضعيف ويقولون لو تعارضت هذه الاخبار لوجب عرضها على كتاب الله او العمل بالتعادل والتراجيح.
الرابع قول الاخباريين بوجوب الاحتياط في الشبه التحريمية وقول الاصوليين فيها بالبراءة.
الخامس قول الاخباريين بحرمة نبش الجنائز إلا عند الضرورة وقول الاصوليين بجواز النبش والنقل ولو اصبح الجسد رميما او عظاما و بالأخص اذا كان النقل الى النجف الاشرف .
السادس قول الاخباريين بوجوب صلاة الجمعة و أنها عامة لكل زمان وقول الاصوليين أنها من خصائص زمن المعصوميين عليهم السلام لكن قد حدث في الآونة الأخيرة من الاصوليين ما يخالف ذلك .
السابع القول بجواز تقليد الميت وبالاخص اذا كان من اكابر العلماء و القول بان العلم لا يموت بموت صاحبه وقول الاصوليين بعدم جواز تقليد الميت وإن حصلت في الآونة الأخيرة بعض الامور مما تبيح تقليد الميت بإذن من الحي من قبل الأصوليين.
الثامن قول بعض الاخباريين لا جميعهم بأن حق الإمام ساقط في زمن الغيبة .
التاسع إتهم بعض الاصوليين الاخباريين بأنهم يقولون بعدم الحاجة الى قواعد علم الاصول والاكتفاء بالرجوع للاحاديث لكن هذه التهمة إن ثبتت فهي شاذة لا تثبت إلا بالنسبة لبعض الاخباريين وإن أمكن أن يقال أن التهمة من أصلها لا أساس لها .
العاشر ذهب بعض الاصوليين الى القول بالانسداد اي انسداد باب العلم والعلمي وان الأخذ ببعض الاحاديث لإستنباط الاحكام الشرعية في بعض المواطن من باب الأخذ بمطلق الظن كالمضطر الى أكل الميتة و إن كان هذا المسلك للأصوليين أو لبعضهم قد اندرس في الآونة الأخيرة ومن أحب فهم المراد من القول بالانسداد فاليراجع الشريط الثاني من بحث خارج الأصول الموجود على الموقع .
وإن المستفاد من كلام الإخباريين أن أغلب الطرق العقلية للوصول الى الأحكام الشرعية ظنية والظن لا يغني عن الحق شيئا لا أنها قطعية ولا اعتبار لها أو أن القطع غير معتبر إلا أن يرد من طريق الشارع المقدس.
وبالجملة السند في إثبات هذه النسب إليهم غير ثابت من أنهم يقولون ان القطع غير حجة الا إذا كان عن طريق أهل البيت عليهم السلام و ذلك لأن القطع حجيته ذاتية من أي طريق حصل وثبت.
وفي الختام أقول إن هذه المسائل سواءا كانت في ميادين العقيدة او في ميادين إستنباط الاحكام الشرعية يجب ان تطرح على بساط البحث والنقاش العلمي و ينبغي ألا يلجأ الشخص الى التشنيع او السباب او الاتهام او الاستعانة بعامة الناس إلا من حمل في بواطنه روح الاستبداد والكبر و الارهاب العلمي وإن من ضاق صدره عن تحمل نظر المخالف له في المذهب الواحد لهو اضيق صدرا من تحمل الفكر والعلم بالنسبة الى بقية البشر متمنيا ان يكون ما صدر من البعض قد كان بدوافع ايمانية خوفا على المذهب لا بدوافع أخرى والله تعالى هو العالم بسرائر القلوب ولا يجوز لأحد أن ينال من أحد إلا فيما كان خروجا عن مسلمات الشرع في من يرى نفسه من أبناء الشرع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
0 تعليق