شيخنا الكريم ما هي الأشياء التي يجوز ان نسجد عليها ان لم تكن هناك تربة وهل السجود على غير التربة او المناديل الورقية تبطل الصلاة فمثلا السنة لا يسجود على هذه الأشياء فهل صلاتهم باطلة ؟وشكرا لسماحة العلامة الشيخ الخاقاني ووفقه الله الى كل خير
الجواب:
يجوز السجود على الأرض وما أنبتت كالورق والأغصان وخشب الأشجار والحجر والحصى كما تجوز الصلاة على المناديل الورقية والأحوط الإبتعاد عن الملون منها نعم لا تجوز الصلاة على المأكولات كالفواكه مثلا وقد قال الرسول (ص) جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وإن السجود على الفرش والذهب أو غيرهما مما يعطي مزية لأحد ربما لا يتحقق بواسطته الذل لطهارة النفس من الكبر كما وأنه يشك في مصداقية كونه أرضا وقد جعل الله تعالى الصلاة كما أشارت الصديقة فاطمة عليها السلام تنزيها لنا من الكبر الذي ساق ابليس بعد اكثر من ستة آلاف سنة من العبادة إلى أن يصبح للكبر رجيما مطرودا من رحمة الله تعالى ومن أصبح بعد المعرفة بأداة الذل وهي الصلاة عبدا لله تعالى عاش الألطاف الربوبية التي تأخذ به إلى القرب الإلهي والجبهة لو جعلت على غير التراب من مغريات الأرض قد لا تدفع بصاحبها إلى مسالك الذل بأزاء سلطان السماوات والأرض الموجب لذهاب روح (أنا خير منه) الشيطانية وذهاب الحجب والغشاوات الظلمانية.
والخلاصة أن الصلاة أداة ذلٍ لرفع الغشاوات لمشاهدة الأنوار الربوبية والجبهة كالأنف من مواطن الشموخ والكبر التي لابد أن نذوق بجعلها على التراب حلاوة العبودية بعد ذهاب خيلاء الكبر ليصبح بذلك الفقير والغني والحاكم والمحكوم والرجل والمرأة والأبيض والأسود بمستوى واحد في مسالك القرب
وأما السجود على غير ذلك فلا يجوز إلا عند الضرورة كالمرض وعدم التمكن من السجود أو للتقية
وأما بالنسبة إلى عمل أبناء العامة والجماعة (السنة) فبعد كون أدلة متابعة الأوصياء بعد الأنبياء من الواضحات لمن لم يكن أسيرا لمتابعة الأكثرية والمشهور والحكّام و(وجدنا آباءنا على ذلك) فيكون العالم منهم معاندا ويكون عمله باطلا لأن من البديهي أن الأنبياء لا يخلفهم لبيان شرع الله وتطبيق رسالات السماء الحكام الذين هم في الغالب إلا ما ندر منهم من مظاهر الشياطين ومن راجع كتب العامة سيجد أن كتبهم مملوءة أن لكل نبي وصيا ولا ينكرون ذلك إلا بالنسبة إلى خاتم الرسل (ص) الذي يزعمون في حقه أنه ترك شرع الله تعالى والأمة لتتنازع في ذلك الشأن العظيم في السقيفة ليقول القائل منهم من ينازعنا سلطان محمد لتصبح الشريعة بأبعادها علما وعملا مطمعا وموروثا لقريش إن جعلنا النبوة شأنا قبليا أو مطمعا للأنصار إن جعلت رسالة السماء وعدل الله تعالى في خلقه حقا لمن نصر
وأما السواد الأعظم من أبناء العامة فالله أرحم الراحمين وسيطمع يوم الحشر في رحمته تعالى حتى ابليس ونحن ندعوا الله تعالى دائما : اللهم عاملنا بلطفك ورحمتك ولا تعاملنا بعدلك يا كريم، فلا طاقة لأحد بعدل الله فهو الرحمن واللطيف بعباده وقد قال علي عليه السلام في دعاء كميل: فباليقين أقطع لو لا ما حكمت به من تعذيب جاحديك وقضيت به من إخلاد معانديك لجعلت النار كلها بردا وسلاما ولاشك أن السواد الأعظم من أبناء العامة ليسوا من المعاندين ورحمته الواسعة أوسع من ضيق أذهاننا ولو حاسبنا بعدله لما خرج إلا النوادر من الخلق والعلم عند الله تعالى
وأما بالنسبة لتربة الحسين عليه السلام فهي أرض وتراب وليس السجود عليها واجبا وإنما هو لخصوصية ليعيش المؤمن في رحاب التضحية والإباء والشرف والكمال في مقابل الطواغيت فهي مزيد فضلٍ أضف إلى ذلك ما ورد فيها من الأحاديث
هذا من حيث قبول العمل واما من حيث الحكم فكل من تشهد الشهادتين فهو مسلم وإن قال رسول الله (ص) ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وأن الفرقة الناجية واحدة ولا أظن أن عاقلا تمكن من التخلص من قيود ذل متابعة الماضين يرى من اتبع الحكّام وسماهم بأمراء المؤمنين من الفرقة الناجية
0 تعليق