سؤال من إحدى المغتربات المؤمنات في ديار الغرب عن مسألة الحجاب هناك؟
الجواب:
إن الأحكام الشرعية على نحوين: أولية وثانوية:
أما الأحكام الأولية الثابتة شرعا بحسب القانون العام على كل مكلف او مكلفة ففي مسألة الحجاب مثلا هي أن تستر المرأة جميع بدنها بإستثناء الوجه و الكفين و سطح القدمين حيث لا إلزام في ستر هذه المواضع.
وهناك أحكام ثانوية تابعة لظروفها مكانا وزمانا وتشخيص المورد فيها يرجع الى من عليه الحكم وفي هذا المقام يرجع الى المرأة نفسها بحسب عقلها ودينها وطهارة نفسها وقد قال تعالى : (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) فليس هناك من أحد أعرف من المرأة نفسها لمواطن الوقوع في الفتن فمثلا لو علمت إمرأة أن صوتها لجمالية راح ليوقع شابا او زملاء لها في العمل في فتنة تخشى عواقبها لكان الإبتعاد عن المكان والزمان الداعي للوقوع في مثل هذه الفتن لازما عليها فضلا عما لو كانت هي في باطنها مسرورة بإعجاب الآخرين بها لجمال صوتها او لأي جمالية أخرى في حين أن صوت المرأة بما هو لا مانع أن يسمعه الرجال ولو كانت المرأة تلقي خطابا يسمعه العالم كله وكذا نقول بعد ستر ما يجب ستره على المرأة ليس في الشرع أي إلزام بلبس المرأة العباءة السوداء إن لم نقل إن اللباس الأسود من المكروهات و أنه من حضارة الأمم في بعض المناطق وليس من أمر يرجع الى الشرع القويم بأن تلبس المرأة عباءة سوداء او أي لباس أسود أو غير أسود لحجابها فهي حرة في لبس الحجاب بأي لون كان , نعم عليها أن تلبس لباسا لا يحكي مفاتنها لرقة او ضيق لتهييج النيران في قلوب الرجال ومثل هذا يرجع تشخيصه الى المرأة المؤمنة نفسها بما ترى من المجتمع الذي تعيش فيه فلباس قد يعتبر عند كل مؤمن عاقل في مجتمع غربي ليس مدعاة للفتنة فإنه يكون من الجائز لبسه و المرأة هي نفسها بما ترى من مجتمعها الذي تعيش فيه تكون الحاكم في تشخيص هذه الأمور من أن هذا اللباس هل هو مثير او طبيعي وإن كان مثل هذا النوع من اللباس قد يكون في مجتمع آخر مثيرا او موجبا للنقد لأنه قد يكون الحرمان والحضارة الخاصة او التطرف من قبل بعض الحكام المتظاهرين بالدين او الجمود من قبل بعض المتشددين من رجال الدين سببا للدفع بالشباب الى تطرف آخر فيكون على المرأة المؤمنة التي تخرج مثلا الى السوق او الشارع في مثل هذه المجتمعات المتشددة أن تلبس لباسا أكثر إتساعا وبما يناسب المكان لونا كالأسود مثلا حتى لا تعرض نفسها لسهام عيون الشباب المتعطش للتحرش بأي إمرأة تمر للحرمان وردة الفعل الطبيعية بأزاء التشدد الديني لأن كل تطرف يسوق الى تطرف آخر , وفقك الله تعالى في ديار الغرب لتكوني خير مثال للمرأة المسلمة المؤمنة الملتزمة بموازين الشرع بما أمر الله تعالى لا بما إفترضه المتشددون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليق