سؤال من فالح محمد عن الشيخية وهل يمكن الصلاة خلف علمائهم ام لا ؟
الجواب:
قبل التعرض للجواب أحب أن الفت نظركم الى مطلب هام وهو أن من اللازم على كل باحث طالب للحقيقة أن يطلبها من مصادرها لا من النقاد وأفواه الرجال فإني بحسب تتبعي وجدت الكثير ممن يكتب عن مسالك لا يرتئيها يجعل آرائه و تحامله على الآخرين وفهمه للمطالب جزءا من ذلك المسلك الذي يريد نقده خارجا عن محل الحياد و محمّلا العبائر مالا تتحمله بحسب نصوصها او ظواهرها و عليه فلابد من أن تؤخذ المطالب من كتب أصحاب المعتقد او المسلك أنفسهم و من أكثر من مصدر لعلماء تلك النظرية و ليس بحجّة لمن يريد ان يكون أمينا على أي معتقد ما يكتبه البعض على الآخرين بل و أقول و بصراحة من القول أن الكثير مما يكتب على الآخرين يحفّ بروح التحامل و قد يوصف بعدم الأمانة العلمية حتى و أني قرأت بنفسي بعض كتب النقاد على بعض أكابر علمائنا فوجدت الكاتب يهاجم و بكل شحناء وبغضاء ذلك العالم الكبير وكأنه يتكلم عن أطفال مبتدئين في حين أنه لا يستحق ان يكون طالبا عندهم فضلا من أن يكون قرينا في مدارج العلم يناقش آرائهم لكن الغفلة عن يوم الحساب دفعت به أن يقول بما تهواه نفسه و بما تملي عليه حضارته.
فلا تعتبر ما قيل وما يقال في حق أكابر علماء الشيعة حقّا مالم تشاهد ذلك في كتبهم بنص واضح لا يقبل التأويل والتفسير و ذلك شريطة ان يكون الباحث المتتبع لمطالب الأعلام من أهل الفن حتى يتمكن من الحكم و البتّ في ذلك الأمر.
وبعد هذه المقدمة أقول إن الخلاف بين الإخباريين والأصوليين والشيخيين ليس على ذلك الصعيد الذي يخرج أحدا من المذهب على ما أعلم و ليس الكلام عن الفرد و إنما هو عن أصل المسلكية بالنسبة الى المسالك الثلاث فهي خلافات على صعيد فرعي و إجتهادات ليست في مقابل ماهو نصّ من المذهب او الدين أعاننا الله تعالى على أنفسنا من شطحات الخاطئين لنشاهد الحق بعيدا عن روح المغالبات و الشحناء والبغضاء.
فأقول بحسب ما أعتقد أنه لا مانع من الصلاة خلف أي أحد من العدول المؤمنين من الأصوليين و الإخباريين والشيخيين وسأرشدك الى ما يمكن ان تستعين به لبحثك ان شاء الله تعالى .
وفي الختام أنقل لك قصة سمعتها بنفسي من المرحوم الوالد (قده) قال فيها : إجتمع بعض الفضلاء في حوزة النجف الأشرف و طلبوا مني الذهاب معهم إلى المرحوم آية الله الميرزا النائني (قده) فسأله السائل قائلا شيخنا ماذا تقول لو زرنا فلانا _وكان المسؤول عنه أحد علماء الشيخية _ وقال له هل يعامل أهل هذا المسلك كبقية علماء الطائفة ام لا فلما سمع الميرزا السؤال غضب غضبا شديدا ثم قال : أبهذه العقلية الممزقة للمجتمع والطائفة تريدون هداية الناس في المستقبل ولعل البعض منكم سيصبح من مراجع الطائفة, الى متى أنتم تعيشون هذا الضيق من التفكير إتركوا هذه المسائل واشتغلوا بالعلم و إصلاح النفوس.
وأنا أقول لكم إني شاهدت الوالد (قده) كرارا وهو يردع بكل شدة وغضب من كان يراه ممزقا للمجتمع إخباريا أصوليا شيخيا وكان يقول هذه مسائل علمية ترجع الى أهل الإختصاص وهي لا توجب خروج أحد من المذهب وكان يزور الجميع و يحترم الجميع وكان دائما يحذّر الناس من بعض العمائم التي لا تعرف من الدين إلا تمزيق المجتمع قائلا أيها الناس لا تنخدعوا بمن يريد ان يجعل من الدين وسيلة للعيش ويفتح دكاكين لمصالحه الشخصية بزرع البغضاء والشحناء فيما بين أهل الطائفة الواحدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليق