لهيب الوجد
تأملات وجدانية نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
……………………………………………………..
لهيب الوجد تظهره العيونُ .. وإن أخفاه ذو شجن يبينُ
يظنّ المرء أنّ الحبّ يخفى .. وقد يبديه دمعٌ أو حنين
وأهل الوجد قد يروي جواهم .. شحوب الوجه أو سَغبٌ مكين
فأسرار القلوب لها حدودٌ .. ولا عتَبٌ إذا حكم الجنون
جنون الشوق يوقع ذا المعالي .. طريحا ما له أحدٌ يعين
فيا لهفي على من بات يهوى .. حبيبا والهوى قدرٌ مهين
فكم قد عاش في جوف البراري .. نقيّ الثوب ترميه الظنون
أسيرا للهوى ما بين رملٍ .. وأحجار يؤانسه القرين
قرينٌ قد روى شبَهاً لليلى .. بما ترويه للصبّ العيون
غزيلٌ قيل أو ظبيٌ بوادٍ .. له في لحظه حذرٌ مبين
رآه ابْن الملوّح شبْه ليلى .. بطهر للهوى ذاكَ الضنين
وكم قد هاجه طيفٌ بليل .. وشمسٌ في نهار أو فتون
وكم أبكاه نوْحٌ من حمام .. لسَجْع فيه شجوٌ أو رنين
يقبّل للصبابة كلّ دار .. لها بالوصل عهدٌ أو يكون
يعانق للهوى ربعاً ودارا .. ومنه القلب للبلوى حزين
وعاش العمر في أمل التلاقي .. وصبر العاشقين هو المنون
فأنساه الهيام لذيذ عيشٍ .. فصار الصّعْبُ سهلا أو يهون
كذا يا صاح يفعل كلّ حبّ .. لأنّ الحبّ إخلاصٌ ودين
فأين المسلمون ومدّعاهمْ .. وركن الدين أبلاه الخؤون
على مرّ الدهور يعيش غدراً .. بأهل الحقّ والصمتُ المعينُ
سكوت الناس عن مكرٍ وظلم .. وتحريفٌ هو العوْن المبينُ
ولو لا جهلُ جهالٍ وضعفٌ .. لأهل الدين ما لعِبَ اللعين
أضاعوا للدنيّة كلّ حقّ .. وماذا القول إنْ خان الأمين
وكم قد راح يرجو عطف وغدٍ .. فطاحلُ علمُهُمْ درّ ثمين
وكلب الدار للإخلاص رمزٌ .. وأصحاب المعارف قد تخون
يرون الحقّ كالشمس اتضاحا .. ولكنْ غرّهم رجسٌ قرينُ
0 تعليق