ماهي الذنوب الكبيرة التي توعّد الله عليها النيران ؟
الجواب :
كل ما يعد مخالفا لأوامر الله تعالى ونواهيه يعتبر في الشرع ذنبا يستحق عليه الانسان العقاب الإلهي بمقتضى العدل وإن لم يكن حتميا بلحاظ الرحمة الواسعة الإلهية والذنب معناه التابع وحيث ان كل مخالفة للشرع يتبعها نوع من الأثر على النفس والبدن ونوع من العقاب الإلهي على اختلاف الذنوب كبيرها وصغيرها ولذا يقال له ذنب .
والذنوب من حيث اصولها على نحوين منها ما يرجع الى النفس ومنها ما يرجع الى العمل والفعل فالإلحاد والشرك والنفاق والكبر والحسد كصفات نفسانية مثلا هي من الذنوب النفسانية وشرب الخمر والقمار وقتل النفس المحترمة والزنا ذنوب ترجع الى الفعل ولا شك ان الفعل تابع للنفس ويأخذ بتبع النفس ابعادا كثيرة فشارب خمر وآكل لحم خنزير بغض الطرف عن أثر الجريمة من حيث الفعل له من العقاب عند الله تعالى بمقدار ما عليه صاحبه من الطغيان والتهاون وعدم المبالات بعظيم مقام جبار السموات والارض كما وان صدور الذنب عن قصور و ضلال لم يمزج بعناد كشارب الخمر او الزنا مثلا من بعض التائهين في الارض الذين لا يعرفون من الحياة الدنيا الا ظاهرا كالاكل والشرب والملاذ ولم يفكروا يوما من الايام الا بعمل من خلاله يبلغون مبتغاهم ويظهرون به عند العامة من الناس بمظاهر المثقفين والمشار إليهم بالبنان فهؤلاء من مصاديق قول الإمام علي عليه السلام : (همها علفها) ومن مصاديق قوله (ع) : (الناس ثلاث عالم رباني )وهم اوصياء الرسل (ومتعلم على سبيل نجاة) وهم اتباع اوصياء الرسل علما وعملا على اختلاف مراتبهم (وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح ) فقد لا يجعل الله تعالى افعال هؤلاء في عداد الكبائر رحمة منه تعالى بحالهم وان اقدموا على شرب الخمر لأنه يكفيهم كونهم يحشرون يوم القيامة محشر التائهين الضائعين الذين ما عرفوا حقيقة الوجود الا ظاهرا من الحياة الدنيا وبحسبها يجعلهم الله تعالى في الرتبة الثانية بعد البهائم ولا اريد ان أقول ان كل من ليس على شريعة الإسلام من اتباع بقية الاديان هو عند الله من هذا القبيل واذا كانت الذنوب الكبيرة نفسية وعملية في مقابل الذنوب الصغيرة او مايعبر عنها باللمم وان هذا ما تشير إليه الآيات والروايات كما سيأتي فكيف مع ذلك عبّر بعض الأعلام بأن الذنوب كلها كبيرة وليس هناك ما يوصف بالذنوب الصغيرة؟ نقول مراد هؤلاء الاعلام ان كل ذنب بلحاظ الاقدام على الله تعالى والتهاون بأوامره ونواهيه يعتبر كبيرة وكون بعض الذنوب تعد صغيرة بلحاظ ماللذنوب من الآثار حيث ان بعضها تترتب عليها من الآثار والأضرار ما هو أقل من غيرها فأثر شرب الخمر او الكذب على النفوس وما يترتب عليها من الآثار يختلف عن أثر شتم شخص بدون ان يتعنون بعنوان شتم مؤمن لإيمانه او اكل درهم منه ولذا ورد عن الرسول (ص) : (يا أباذر لا تنظر الى صغر الخطيئة ولكن انظر الى من عصيته).
فإذن نرجع ونقول ان الذنوب بلا شك ولا ريب تنقسم الى قسمين :
كبائر وصغائر وكيف لا وقد قال تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وقال ايضا (ان الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة ) وقال (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما).
ولذا قال بعض الاعلام الكبائر هي التي وعد الله عليها النار وكل ذنب عين له تعالى حدا كشرب الخمر والزناء والسرقة وقتل النفس ومن اعظم الكبائر من حيث الاعتقاد هو الشرك والنفاق والكبر والحسد واليأس من رحمة الله تعالى والأمن من مكره .
وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : في عدّه لكبائر الذنوب :
1_ اكبر الذنوب الكبيرة الشرك بالله سبحانه وتعالى قال (ومن يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة ) النساء 72 .
2_ اليأس من رحمته قال (لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) يوسف87.
3_ الأمان من مكر الله قال (فلا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون)الأعراف 99.
4_عقوق الوالدين.
5_ قتل النفس المحترمة قال (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا أليما) النساء 93.
6_ قذف المحصنات قال ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لوعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) النور23.
7_ أكل مال اليتيم قال (إنما يأكلون في بطونهم النار وسيصلون سعيرا) النساء 10.
8_ الفرار من الجهاد .
9_ الربا.
10_ التطفيف بالكيل والوزن.
11_ السحر والشعوذة والمراد استخدامهما لا مجرد تعلمهما.
12_ منع الزكاة .
13_ الغيبة والنميمة ولا شك ان البهتان اشد منهما.
14_ الكذب سواء كان قسما كاذبا او كذبا على الله ورسوله وأهل بيته او شهادة زور او كتمان شهادة او انكارها .
15_ كتمان الحق.
16_ شرب الخمر.
17_ القمار.
18_ معونة الظالمين.
19 _أكل الميتة والدم ولحم الخنزير.
20_السرقة .
21_ الإسراف والتبذير.
22_ ترك الصلاة او اي واجب آخر .
23_ قطع صلة الأرحام.
24_ اللواط.
25_ أكل السُحت (أكل مال الحرام).
26_ تضليل الناس بسنة وبدعة في الدين.
27_ الإستهزاء والسخرية بالناس .
28_ عدم الوفاء بالعهد.
وقد ورد أن من الكبائر ايضا كل ما يراه العقل كبيرة .
وقد ورد عن الإمام علي عليه السلام أنه قال إن الذنوب ثلاث : ذنب مغفور وذنب غير مغفور وذنب نرجوا لصاحبه و نخاف عليه قيل يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم من ان يعاقب عبده مرتين _لاشك ان هذا الكلام بغض النظر عن التوبة_ وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض إن الله تبارك وتعالى اذا برز لخلقه اقسم قسما على نفسه فقال وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد عند احد مظلمة ثم يبعثهم الله الى الحساب , وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة فاصبح خاشعا من ذنبه راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجوا له الرحمة ونخاف عليه العقاب .
ملاحظة :من أراد التفصيل فاليراجع الكافي ( باب الكبائر)
0 تعليق