في رحاب الإمام الحسين عليه السلام 1
عنوان المحاضرة:
ما معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نظر الإمام الحسين عليه السلام؟ |
ونحن أيها الإخوة والأخوات في رحاب الإمام الحسين ع في هذه الأيام وهي أيام شهر محرم الحرام وفي بدايته من سنة 1435 هـ ونحن بمناسبة ذكرى الإباء والشرف والكرامة،بمناسبة ذكرى صراع الحق والباطل ،الباطل المتلبس بلباس الدين ونحن بصدد التكلم عن المراد من العدل في مقابل الظلم ونحن في ذكرى عظيم من العظماء قد بذل كل غال ونفيس بأزاء المبادي والقيم الإنسانية والرسالة المحمدية رسالة السلام التي بعث الله بها الأنبياء الكرام جميعا ونحن في ذكرى هذا الرجل العظيم الذي قام لإحياء الرسالات السماوية بعد الإنطماس من بعد ما تلاعب المتلاعبون وسكت العلماء العالمون وتجاوز المنافقون كل الخطوط فلم يجدوا امامهم لا رادعا ولا مانعا فراح عليه السلام سعيا لتحقيق العدل وإزالة الظلم والذل والهوان الذي كان مخيما على هذه الأمة لكن لعل قائلا يقول الظلم المخيم على هذه الأمة كان بواسطة من ؟ هل كان بواسطة الأكاسرة أو الفراعنه او القياصرة اوبواسطة الملحدين و المشركين، نقول كلا ثم كلا بل الظلم الذي كان مخيماً ، قائما على هذه الأمة مذلا لها كان بواسطة من هم أخطر وأعتى وأقسى وأضل من الذين ذكرناهم من الأكاسرة والقياصرة والفراعنة بل وحتى من الملحدين و المشركين ،لأن هذه رايات واضحة معلومة لدي كل إنسان هي من رايات الظلم والضلال والطغيان والعدوان فلا يمكن أن تكون قائمة بأزاء الحق الصريح وما دعت إليه رسالات السماء الذي كان خطرا يضرب أسس المبادي يحرّف الكتاب والسنة ويلبس كل ظلمة لباس الحق والعدل هو ما كان بواسطة من هم أخطر ممن ذكرنا والمراد بهؤلاء الذين نقصدهم هم المنافقون الذين تسلطوا على أمة محمد بإسم الدين حينما وجدوا الامة تعيش جهلا فالكلام عن المتقمصين قميص الدين لضرب المبادئ والقيم من بعد ما كلّت سواعدهم من النيل من رسالة الرسول محمد ص، حينما كلت سواعدهم في مكة المكرمة وكلت سواعدهم في الخندق وبدر وغيرهما من ساحات الشرف والكرامة حيث أن ضرب الحق بإسم الحق وضرب الدين بإسم الدين لأشد من كل بغي وعدوان على رسالات السماء وأقول وأؤكد القول وأدعوا المجتمع إلى التأمل أقول ما حرفت التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن ولا ما كان من قبل هذه الكتب من رسالات السماء التي جاء بها الرسل الكرام ، ما حرفها جميعا الا المنافقون فما حرف توراة او انجيلا ولا حرف قرآنا شيوعي او ملحد ولا مشرك بل حرفها المتظاهرون بالتقوى الذين تسلطوا على الأمم بعد الأنبياء وقد أعان هؤلاء المنحرفين المنافقين على طول التاريخ أعانهم على كل غاياتهم الجهال المتنسكون فنريد أيها الأخوة الأخوات أن نتكلم عن راية حق رفعت في ظلمات الدهور لا في ظلمات الجاهلية بل في ظلمات أسدلت بكل واقعها ضلالها على هذه الأمة التي جاء رسول الله ص ليخرجها من الظلمات إلى النور،نريد أن نتكلم عن راية حق رفعت في ظلمات الدهور، هذه الراية الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر التي راحت لتدعوا هذه الأمة حينما وجدتها تعيش ظلمة ومتابعة بذل للحكام راحت لتدعوها إلى العودة إلى قيم الرسالة الرسالة التي تلاعب بها هؤلاء المتلاعبون ففسروا محكمات آياتها بتبع الهوى فأصبحت معالم الحق المخرجة للبشرية من الظلمات إلى النور لو شاءت البشرية حقاً إلى ربها سبيلا راحت تفسر هذه الآيات المحكمات للناس بواسطة وعاظ السلاطين الذين قال قائلهم وإلى يومنا هذ غير مختشٍ ولامبالٍ بأن طاعة الحكام تجب ولو كانوا فسقة جائرين يسلبون الناس أموالهم ويضربون ظهورهم هكذا وقاحة لا أظنها أن تصدر من مشرك لا أظن أن شيوعياً ولا مشركاً ولا ملحدا ولا أي إنسان يأتي للبشرية مخاطباً إياهم يجب عليكم أن تطيعوا الحكام و لو كانوا مفسدين، لكن بعباءة الدين قيلت هذه العبارة بقرونها على هذه الأمة وأصبح عدل الله المطبق على أيدي هؤلاء الحكام الذين هيأ لهم الأجواء وعاظ السلاطين المنافقون أصبح عدل الله جوراً وظلما وعدوانا، فأميتت السنن الإلهية وانطمست الأنوار وجاءت الظلمات يتلو بعضها بعضا فأحيا الظالمون البدع وأعادوا جاهليتها مرة ثانية لكنهم ألبسوها لباس الدين حتى أصبح خليفة رسول الله ص الذي يسميه المسلمون بأمير المؤمنين وصل حال هذه الأمة أن يكون خليفة الرسول (ص) شاربا للخمر جهارى وقاتلا للنفس المحرمة، راح لينصبه بلا مشورة على هذه الأمة بعيدا عن صلحائها تحت ضلال السيوف، طاغية من الطواغيت ألا وهو معاوية بن أبي سفيان ،هكذا راحت الأمة لتستسلم إلى من قاتلتهم بالأمس تحت راية رسول الله (ص) و من المؤلفة قلوبهم إنحدرت هذه الأمة وإنحدرت وإنحدرت في الظلمات حتى صار معاوية أميراً للمؤمنين ينصب شابا شاربا للخمر جهارى هكذا هي هذه الأمة في مثل هذه الظروف، والظلمات ، في مثل هذه الجاهلية المتلبسة بلباس الدين ياليتها كانت جاهلية كما كانت قبل رسول الله (ص) كان الباطل باطلا وكان الجهل جهلا الآن صار الجهل نورا وصار الظلم عدلا وهلم جرا .
لكن قبل الدخول في البحث وفي المآسي التي نتكلم عنها مرت وتمر إلى يومنا هذا مهد لها فأصبحت حضارة إسلامية في أعماق النفوس كأعماق هذه الأمة قبل الدخول في البحث ألفت نظر الجميع على أني في هذه المحاضرات وفي هذه الليالي ونحن في رحاب سيد الشهداء أبي الأحرار الحسين بن علي عليهما السلام إني لا أريد التعرض لأي آية أو رواية تثبت إمامة أو مودة لأوصياء الرسل كما وأني لا أريد ان أستدل بدليل يثبت خلافة لا من عقل ولا نقل في مقابل من يدعون وإلى يومنا هذا على أن الحكام هم خلفاء الرسل لا أريد أدخل نقاشاً مرت عليه القرون من شاء الله أن يهديه يهديه ببصيرة الإيمان ومن أصر على اتباع وعاظ السلاطين والحكام وسماهم بأمراء المؤمنين فلا أظن أن محاضرة وكلاما تكون سببا لهديه فإذن نعرض عن هذا صفحا كما وأني لا أريد في ضمن هذه المحاضرات الحديث عن كرامة أو فضيلة للإمام الحسين عليه السلام ، الحسين بما له من مكانة وعظم لا يتردد متردد لم يعش الظلمة في فضائله ، في كراماته، في مقامه ، إن تردد البعض في إمامته كإمامة حق هو خليفة رسول الله (ص) لكن الأمة اليوم إن ضحك عليها الضاحكون سابقا فجعلوها تنحدر تعيش الشبهات بين حسين ويزيد، تعيش الشبهات في وديان انحدارها وظلماتها بين علي الحق والصدق وبين معاوية النفاق والدجل وما شاكل هذه الأمور، لا أظن أن الإنحدار اليوم لهذه الأمة بهذا المستوى، فإذن لست بصدد الحديث عن فضيلة أو كرامة للحسين ع ، الحسين من لا ينكر فضله ومكانته أحدٌ من المسلمين إلا من سفه نفسه من بعض النواصب الذين بلغ بهم الإنحطاط والإنحدار أن يجادل الواحد منهم حتى عن يزيد في مقابل الحسين عليه السلام مثل هذه الظلمة ، مثل هذا الإنحدار أستنكف أن أنزل إلى هذا المستوى لأجادل مثل هؤلاء، هؤلاء لعل نار الله الموقدة لا تصلحهم فلا يصلحهم كلام زيد أو عمرو فأقول وأؤكد وجدت الإعراض عن مثل هؤلاء وما هم عليه من الظلمات أجدر بالعقل والدين حيث الضياع جدلاً في وديان الجاهلين، كما وأني أيها الإخوة والأخوات في مثل هذه الليالي وفي هذه المحاضرات لست بصدد التكلم عن يوم ولادة للإمام الحسين ع أو وفاة ولا عن عدد أولاد أو بنات أو زوجات ولا عن شعرٍ قاله عليه السلام ولا أريد أن أتكلم عن نسب وهل يتكلم إنسان عن حسين العظمة وعن نسبه، حسين بن رسول الله بن فاطمة بن علي حسين سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (ص) فلسنا بحاجة أن نؤكد من هو الحسين وما هي فضائله، من لم يميز حسيناً عن يزيد ولا علياً عن معاوية أظن أن النزول إلى مستواه تحقير لمقام الإنسانية، بل ولست أيضا بصدد التعرض لعلم للإمام الحسين أو عبادة أو زهد وتقوى ولا عن كرم وجود لمن هو في غنى عن كل ذلك وجزى الله المخلصين على طول التاريخ لما قاموا به من فضل وكرامة وبيان ومكانة للحسين عليه السلام فهو الحسين ع وكفى بذلك فخراً ومقاما ومعرفة، سيد شباب أهل الجنة ريحانة رسول الله ص كما وأني لست بصدد التكلم عما يجب أن نقدم للحسين ع من دمعة ومحافل حزن وعزاء وشعائر نقيمها نراها واجبة في أعناقنا ولا نتردد في ذلك وإن اختلفنا هاهنا أو هاهناك فيه إجمالا وتفصيلاً وأداء وتطبيقا لمن أحيا ذكرهم ، وما المراد من إحياء ذكرهم قد نختلف لكننا مجمعون على أن من الواجب إحياء ذكرهم لأن بذكرهم وإحياء هذا الذكر العظيم إحياء كتاب الله، وسنة رسول الله وإحياء سيرة الصالحين على طول التأريخ فنحن كشيعة أتباع آل محمد (ص) لا نتردد في وجوب ذكرهم وأن بذكرهم تكون الصلاة صلاة ويكون العدل عدلا ويكون الحق حقا ويكون القرآن قرآنا وإن بنسيان ذكرهم يتسلط الجائرون يفسرون الكتاب والسنة بتبع الهوى فإذن هو الحسين عليه السلام الذي نريد أن نتكلم عنه نتكلم عما قدمه الحسين ع للبشرية فضلا عن المسلمين وأتباع آل محمد، ماذا قدم؟ قدم كل غال ونفيس راسماً للبشرية بتضحياته وبمواقفه المشرفة وخطبه وأهواله راسما لهم سبل الشرف إن كانوا أحبوا أن يعيشوا شرفاً وكرامة وعزة وإباء حيث راح بخطاه وبسيره وسلوكه وسبحه في بحور الكرامات واللانهايات متوجها إلى ربه عارجا إليه راح بهذه الخطى ، ليدعوا إلى الحق والعدل بما كان ويبين ما كان يرتكبه الظالمون فإن بكينا حسينا ع فإنما نبكي على أنفسنا وضياعها وعدم مواكبتها بواقع وصدق للحسين عليه السلام ومن قبله لأبيه رجل الحق في مقابل كل باطل، فنحن أيها الإخوة والأخوات في هذه الأيام بصدد بيان ما يمكن أن نستفيده من الحسين لا ما نقدمه إلى الحسين ع ، من نحن حتى نقدم إلى الحسين أمرا وهو عند ربه في جوار الأنبياء والمرسلين، نحن إن قدمنا قدمنا لأنفسنا فلنرى ما نقدم حقا ما يكون صدقا وواقعا يخدم شريعة رسول الله ص حتى لا نقدم أهواءا ونقدم مفاخر حسينية على أخرى وفعل رجل على آخر حتى نكون صادقين مع أنفسنا إن لم نكن صادقين مع غيرنا فإن سرنا لنستفيد من خطى الحسين ع الخطى التي أشار إليها رسول الله ص أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة وسنتكلم عن كل ما ورد بهذا المجال لنعرف عن أي إنسان نتكلم لنسعى من بعد ما نجد أنفسنا محتاجين لا مقدمين للحسين ع شيئا لنسعى لإصلاح النفس والعودة إلى منازل الحق لنعرف ما هو المراد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قام لأجله الحسين ع لإصلاح هذه الأمة لإصلاح أمة جده رسول الله ص حينما وقف وصدح وأوصل صوته للعالم وليومنا هذا وإلى يوم القيامة قائلا إنما أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، عن أي معروف يتكلم وعن أي منكر يتكلم؟ وعن أي حق مضاعٍ يتكلم؟ وعن أي عدل يتكلم ؟ علينا أن نتأمل حتى لا تضيع علينا الأمور بالتسارع وبالتقليد والمتابعات فأقول لكن بل وألف لكن عن أي أمر بمعروف وعن أي نهي عن منكر يتكلم حسين الشرف حسين الإباء حسين العلم حسين التقوى، حسين وارث الأنبياء والمرسلين، عن أي أمر بمعروف ونهي عن منكر يتكلم عظيم هذه الأمة الذي ضيعته الناس فعاشت ذلاً وهواناً تعدي من بعده حتى على أعراضهم، عن أي معروف وعن أي منكر يتكلم الحسين ع والمساجد عامرة، ما قام الحسين ع ليأمر بالمعروف في دولة شيوعية ولا في دولة علمانية، راح ليأمر بالمعروف وينهى عن منكر في دولة تدعي المعروف والنهي عن المنكر، عن أي معروف وعن أي منكر يتكلم؟ والمساجد عامرة تضج بأهلها صلاةً ودعاء ونسكاً واعتكافا وأسواق المسلمين لم يبع فيها الخمر أبدا وما حدث التأريخ أنها بيع فيها الخمر جهارى، وحرائر المسلمين لم تخرج إلى الأسواق والشوارع متبرجات، عن أي أمر يتكلم، إن نظرنا إلى نساء المسلمين وجدناهن محجبات وجدناهن متعففات وجدناهن يعشن الكرامة والحياء وإن نظرنا إلى مساجد المسلمين وجدنا غاصة بالمسلمين، هم بين راكع وساجد وبين داع ربه وباكٍ عن أي حق يتكلم وعن أي باطل يتكلم؟ عن أي معروف يتكلم والمساجد عامرة؟ والخمور متروكة، والقرآن المجيد يتلى في جميع الأقطار، لا يتلى في دولة صغيرة ولا في مكان في كهف والقرآن المجيد يتلى في جميع الأقطار وأنحاء هذه الإمبراطورية العظمى الإسلامية، إمبراطورية عظمى إسلامية يتلى فيها القرآن وتقام فيها الصلاة والناس بين قائم وجالس وصائم وحاجٍ قاصدا بيت الله الحرام، عن أي منكر ومعروف يتكلم؟ علينا أن نتأمل، لماذا يتكلم الحسين ع ويقول أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر أيتهم الأمة أنها خرجت عن المعروف، أيتهم الأمة على أنها تعيش منكراً، والأمة ما تركت صلاةً ولا شربت خمراً جهارى، أو أن الأمة جاهلة لا تعرف الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر؟
لا شك ولا ريب أنه صادق وأمة جاهلة والقرآن المجيد يتلى في جميع الأقطار وأنحاء هذه الإمبراطورية العظمى ويدعوا الخطباء الناس ليلاً ونهارا إلى حفظ كتاب الله تعالى، القرآن كانت الناس تحفظه حفظا وذا هو الحسين ع كيف يتهم الأمة بأنها تركت الأمر بالمعروف وتركت النهي عن المنكر وذا هو بنفسه عليه السلام وليس بعيدا بما يسبب نسيانا وهو أجل من النسيان لكن كلام كمفترض يقال ، وكيف ينسب للأمة عدم معروف وإرتكابا لمنكر وذا هو وليس ببعيد يستوجب نسيانا قد ترك الأمة الإسلامية وهي تنادي بأعلى أصواتها لبيك اللهم لبيك قاصدة بيت الله الحرام تريد أن تقيم مناسك حجها فأي أمة تتهم بترك معروف وإقدام على باطل وهي كالسيل المنحدر تركها قاصدة بيت الله الحرام وهلم جرا، الفرائض مقامة والمحرمات ممنوعة ومن شرب الخمر جهارى يحد فإذن علينا أن نتأمل مع كل هذا الواقع وكل هذه الأمور وهو يشهدها بنفسه بكمها الهائل صلاة وصوما وحجا وزكاة وجهادا كيف يتهم أمة محمد حسين عليه السلام على أنها تركت الحق ودخلت في الباطل فيا عجباً عن أي معروف ومنكر يتكلم حسين الرسالة والمعارف وإلى أي باطل يشير حينما قال أريد أن آمر بالمعروف، يجب علينا أن نعرف المعروف، حتى نعرف أنه حينما قال أريد أن آمر بالمعروف هل المعروف كان متروكا؟ أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر؟ هل الأمة كانت تشرب خمرا، وأسير بسيرة جدي محمد ص وسيرة أبي علي عليه السلام، لاشك ولا ريب أن سيرة علي ع هي سيرة رسول الله ص فلماذا يعطف عليه السلام ويقول وسيرة أبي علي بن أبيطالب عليه السلام؟ هما سيرة واحدة فلماذا هذا العطف، يجب علينا أن نتأمل في الكلمات ونستنطقها، علي ع بالأمس القريب خاطب عبدالرحمن بن عوف قائلاً بكتاب الله وسنة رسوله فعلى العين والرأس أما بسيرة الشيخين فلا، فإن كانت هي سيرة رسول الله فلا تحتاج إلى شرط وإن لم تكن فما هذه البدع، فكيف الحسين ع وهوبن علي ع يقول بسيرة جدي محمد ص وسيرة أبي علي بن أبيطالب وهما سيرة واحدة، إن استنطقنا الكلمات عرفنا الكثير من الأمور وتحرك العقل لاستفهام وبصيرة وإن قرأناها سطراً كما نقرأها دائما عشنا بعيدين عن أعماق الكلمات وحيث يقول في موطن آخر عليه السلام: تارة يقول آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وفي موطن آخر يقول ألا ترون ، يخاطب المسلمين ولم يخاطب البشرية في الصين، ألا ترون أن الحق لا يعمل به يعني كان شيئا مشهوداً وإلا لما قال لهم بهذه المقالة وإلا استغربوا منه وقال يا حسين عن أي حق تتكلم وعن أي باطل وعن أي معروف فإذن كانوا على بصيرة أنهم يعيشوا الباطل ويعيشون الإبتعاد عن شرع الله حيث يقول ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لايتناهى عنه فإذن ما كان يتكلم عن باطل كشرب خمر ولا كان يتكلم عن حق كإنكار آية أو رواية مسلّمة، عن أي حق وباطل يتكلم بكل هذا العزم والجزم يخاطب أمة قائلاً :ألا ترون أن الحق لا يعمل به لنعرف الحق حتى نعرف أي حق ماكانوا يعملون به وأن الباطل لا يتناهى عنه، لنعرف الباطل ونحن لا نتردد أنه ما خاطبهم ليقول وأن الباطل لايتناهى عنه يعني أن النساء ترتكب الفواحش، حاشاه أن يتكلم بمثل هذا اللسان، وحاشاه أن يخاطب الأمة قائلا والباطل لا يتناهى عنه أي وأنكم تشربون الخمر جهارى.
فأعود وأقول مرة ثانية وسأقولها ثالثة ورابعة للتأكيد لتكون حاضرة في الذهن عن أي حق وعن أي أمر بمعروف ونهي عن منكر يتكلم حسين المعارف والإباء والشرف والكرامة؟ الذي يعيش ويبين في كلماته أنه يعيش مأساة، يعيش حزناً في أعماق ضميره لما يراه من سقوط هذه الأمة في ظلماتها، فهل كانت الصلاة متروكة وهل كان الخمر مشروبا وهل كان القرآن مهجورا؟ وهل كان الحج معروضا عنه؟ وهل كانت المساجد خالية وهل كانت الفاحشة ترتكب علناً ؟ كلا، فإذن هذه كلها ما كانت محل خطاب من الحسين ع بهذه الأمة فإذن أين محل الخطاب وهاهنا لابد للتنبيه أن أشير أيها الإخوة والأخوات أيضا إلى واقع مرير نمر عليه مرور الكرام بلا تأمل ولا تثبت، ما هذا الواقع المرير؟ هو واقع يحكي واقع هذه الأمة على لسان نبيها إن كانت تصدق قولاً لرسول الله ص، أشير إليه هاهنا لارتباطه بمحل بحثنا حتى نخرج عن غفلة أو لعله يكون سببا للخروج عن غفلة لمن شاء إلى ربه سبيلا عن التقليد وعن المكابرات ومتابعة الهوى، ما هو هذا الأمر وهذا المطلب الذي سيكون سببا لخروج من غفلة إن شئنا ذلك بإرادة وعزم وتصميم، حيث يقول رسول الله ص : كيف بكم ، قلنا يجب أن نستنطق الكلمات هل الرسول ص يقول كيف بكم يعني يخاطب عشرة من الأمة الإسلامية أو يخاطب الهيكل الإسلامي، كيف بكم هل يخاطب أهل الصين والهند؟ كلا يخاطب هذه الأمة يقول ص : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، نحن ما سمعنا على طول التأريخ أن هذه الأمة أمرت بشرب الخمر كأمة إسلامية أمرت بشرب الخمر ما سمعنا ولا سمعنا يوما من الأيام أن هذه الأمة أمرت بترك الحج ما سمعنا يوما من الأيام، ماذا يقصد رسول الله ص أن هذه الأمة يصل أمرها في الإنحدار أن تأمر بالمنكر ونحن ما وجدنا ليومنا هذا وقد مرت القرون يتلوا بعضها بعضا ما سمعنا يوما أن أمة محمد على اختلاف مذاهبها وقفت يوما مجتمعة لتقول أيها الناس اشربوا الخمر واتركوا الصلاة ، ونهيتم عن المعروف: ما وجدنا أمر بمنكر بما نعرفه من المنكر كشرب خمر وارتكاب زنا ونهي عن معروف كترك صلاة وترك حج نحن ما سمعنا، فعن أي منكر ومعروف يتكلم رسول الله ص فقيل له يا رسول الله أيكون ذلك؟ يعني هل يصل حال هذه الأمة بانحدارها في ظلماتها وتسمي نفسها مسلمة وهي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف قال نعم وشر من ذلك، لا تستغربوا من كلامي هذا أني أقول هذه الأمة يصل أمرها في الإنحدار إلى هذا المستوى بل أقول اكثر من ذلك، نعم وشر من ذلك فقال ص وكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكرمعروفا : هذا في الحقيقة مسخ هوية أمة، الأمة التي يجب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تترك هذا وتأمر بالعكس ثم تجد العكس هو الصحيح، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفا، هذه هي الطامة الكبرى أن يصبح الإنسان يرى الحسن قبيحا والقبيح حسنا وهو يظن نفسه أنه يحسن صنعا، هذه هي الطامة الكبرى، هل يتكلم رسول الله ص وهما وخيالا عن مستقبل هذه الأمة أو يتكلم واقعا؟ يتكلم واقعا وحقيقة يتكلم منحدرا تصل فيه هذه الأمة في سقوطها إلى هذه المرحلة، ظلمة ترى فيها الباطل حقا والحق باطلا، ترى المنكر معروفا والمعروف منكرا وسنحاول إن شاء الله على قدر الإمكان أن نشير ما المراد من هذه الكلمات المستغربة لو تأملنا فيها وهاهنا لابد من الإشارة إلى أمور ترتبط ببحثنا هذا ننظر إليها بتأمل وإمعان لنرى ما المراد من هذه الكلمات وما هو المراد من قيام الحسين عليه السلام؟ وما هو من أمر عظيم أراد أن ينهض بهذه الأمة من أجله لندخل ببصيرة إلى ما قدمه الحسين ع لهذه الأمة وما هي الدروس التي ينبغى أن نستفيدها من خطى الحسين ع التي هي بلا شك ولا ريب خطى رسول الله ص جسدها تجسيدا لهذه الأمة فهي لا تعرف إلا بالتأمل وما قام به الحسين ع لابد أن نتأمل فيه قولا وفعلا وللدخول في البحث نذكر وصية أوصى بها أخاه محمد بن الحنفية فإذن هلم معا لنقرأ أول كلام تكلم به الإمام الحسين ع قاصدا ترك المدينة المنورة متوجها إلى مكة المكرمة أول كلام هي وصيته التي أوصى بها أخاه محمد بن الحنفية فنقرأ معا هذه الوصية وسنعود إليها فهما بما يمكن أن نكون أهلا لذلك، ما جاء من وصية عليه السلام أوصى بها أخاه محمد بن الحنفيه ثم ختمها بخاتمه الشريف وأودعها عند أخيه محمد حين عزم على الخروج من المدينة المنورة قاصدا بيت الله الحرام في مكة المكرمة فقد كتب هذه الوصية ودفعها لأخيه محمد بن الحنفيه ثم ودعه وسار في جوف الليل وسار ليلا خوفا من ملاحقة بني أمية ويقال أنها كانت ليلة الثالث من شعبان سنة ستين من الهجرة النبوية الشريفة فلنتأمل في هذه الوصية وسنعود إلى الكلمات المتقدمة ونتأمل فيها أيضا ما المراد من الحق؟ ما المراد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمساجد قائمة والصلاة قائمة والحج قائم وهلم جرا وهذا نص هذه الوصية:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبيطالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية:
ما هي هذه الوصية لنرى هل هي وصية أم هي بيان واقع أو هي شيء آخر عادة الإنسان يوصي بثلث الإنسان يجعل وصيا أو قيما على ذريته ويقول تقسم أموالي كذا أو كذا هكذا هي الوصايا أهذا منها؟ ماذا قال في وصيته:
إن الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق وأن الجنة والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور:
هذا كله لاربط له بوصية هذا بيان حال وإقرار بما يعتقد ثم كتب فيها:
إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وسيرة أبي علي بن أبيطالب عليه السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين ثم قال وهذه وصيتي إليك يا أخي وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب والسلام عليك وعلى من اتبع الهدى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم :
هناك كلمات كثيرة تستوقفنا يجب علينا أن نتأمل فيها معروفا ومنكرا، حقا وباطلا، ووصية هل هناك شك في الحسين ع هل يعبد ربه؟ وأنه يوحد الله وأنه من أتباع شريعة محمد ص وأنه وأنه، لماذا وصية يملأها بهذه المعاني ثم يقول ماخرجت مفسدا ولا ظالما، لمن ظالم، أي ظلم يتكلم عنه حتى يكون ظالما هذه كلها أمور سنتأمل فيها اكثر فأكثر حتى لا نمر على الكلمات مرور الكرام ونذهب إلى أمور أخرى قد لا تكون بهذه الأهمية نضخم أمرا ونتكلم عن شيء ونسير بأمور ونسمي أمورا شعائر حسينية أو ذكر لآل البيت عليهم السلام ونترك أصلاً وواقعا نريدها لأنفسنا بيانا يقضة وانتباهة نحو الواقع والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
0 تعليق