السلام علیکم ایها الشیخ الکریم
ما مقصود الامام الصادق (ع)من هذا الحدیث :خیار خصال النساء شرار خصال الرجال
شکرا جزیلا ونسأل الله ان یوفقکم فی جمیع المراحل
الجواب:
قد يلحظ هذا الحديث الشريف وما شابهه من احاديث وردت عن بقية الائمة عليهم السلام من جوانب شتى حينما ننظر الى المرأة بما لها من الخصوصية بما هي أنثى تمثل مظاهرالجمال و اللين والعطوفة في مقابل الرجل بما له من الخصوصية المميزة له وهذا اللحاظ هو المراد في مثل هذه الاحاديث والله تعالى هو العالم بحقائق الامور.
فنقول إذن هناك لحاظان مختلفان احدهما لحاظ الانسانية بما يعم تحت عنوانه الرجل والمرأة وبهذا اللحاظ تكون صفات المدح او الذم في الطرفين على نسق واحد فما به يمتدح الانسان بما هو انسان رجلا كان او امرأة يكون على شكل واحد حيث يقال من الصفات الحميدة الصدق والامانة و الوفاء والايمان والعقل وحسن الخلق والعلم والعمل الصالح وهكذا فبهذا اللحاظ يكون المدح على حد سواء بالنسبة الى كل من الرجل والمرأة بلا اي اختلاف في ذلك وان اختلفت هذه الصفات من حيث طبيعة الانسانية في بعض الاحيان من حيث المورد لا من حيث اصل الصفة فمثلا الشجاعة من الصفات الحسنة لكل من الرجل والمرأة لكنها للرجل في مواطن الثبات مثلا في ميادين الوغى والجلد على تحمل الصعاب في حرها وبردها وهي حسنة ايضا للمرأة حيث تكون شامخة بعفافها امام من في قلوبهم مرض كما و ان لها شجاعتها في صبرها على صعاب الحياة أمّا وبنتا وزوجة تواكب الابناء والآباء والزوج في مسيرة الحياة الكريمة لكن مثل هذه الروايات ليست ناظرة الى ما هو من الصفات المشتركة العائدة الى الطبيعة الانسانية بل اللحاظ فيها ما يناسب كلا من الرجل والمرأة وبهذا اللحاظ يكون ما يزين المرأة بما لها من الانوثة يشين الرجل وبالعكس فمثلا مما يزين المرأة رقة الطباع والدل والغنج ونعاس الطرف ورنين الصوت وهكذا ما هو من شأن الانوثة في حين ان مثل هذه الصفات تشين الرجل كما وان وصف المرأة بأنها صلبة كالاسد ليس مما يكون زينا للمرأة فلذا ما يناسب الجمال والرقة يعتبر من خير خصال النساء ولم نسمع يوما من الايام ان احدا امتدح امرأة بأنها كالاسد فبهذا اللحاظ ما يناسب الانوثة يكون شرا بلحاظ خصال الرجال كما وان ما يناسب الرجال يكون من شر خصال النساء وهناك ايضا ما يناسب كلا من المرأة والرجل من الوظائف فالمرأة مثلا من حيث كونها ربة بيت يناسبها التدبير والامساك بقدر ما لتدبير شؤون البيت وتمتدح بما يناسب حفظ البيت وتدبير امره ولا تمتدح بالكرم باطلاق من الكلمة والرجل بما يناسبه يمتدح بالكرم كما و أنه تمتدح المرأة بشدة حنانها وسهر الليالي وتحمل مشاق تربية الاطفال وتحمل معاناة امراضهم والرجل يمتدح بصبره على تحمل الحر والبرد في صعاب الاعمال فاذن هناك من الاعمال ما يناسب كلا من الرجل والمرأة وما ذاك الا لان ما يناسب المرأة من عظيم الاعمال قد يختلف عما يناسب الرجل وكل واحد منهما يمتدح بما هو من شأنه من وظائف الحياة لبناء اسرة كريمة بل ولكل منهما ما يناسبه من عمل في بناء المجتمع فاذا قام بما يخالف مثل هذه الامور ربما يكون من دواعي الاضرار بالمجتمع فمثلا المرأة الممرضة او المعلمة للاطفال في المدارس اكثر انتاجا منها لو كانت قائدة للجيوش وكذا الرجل في كل عمل يحتاج الى ثبات لا تهزه الهزاهز كالنزول الى ميادين الوغى وبالجملة فكل ما يكون من موارد التقابل والخصوصيات الخاصة بكل من الرجل او المرأة يكون من خير خصال النساء وشر خصال الرجال وكذا العكس.
فالظاهر اذن ان الحديث لا يريد ان يتكلم عما هو من شأن الانسانية التي تعم بواسع مفهومها على حد سواء كلا من الرجل والمرأة حيث ان الفضائل التي تستوجب المدح من العلم والعمل الصالح وسلامة العقل والفطرة وحسن الخلق وما هو من شأن الصفات الحسنة كالايمان والكرم وغيرهما وما يقابلها من مساويء الاخلاق ومذام الصفات ليس هذا الحديث ناظرا اليها و المراد من هذا الحديث ونظائره كما تقدم هو فيما يكون من خصائص للنساء صفة كان او عملا اولباسا فإنه يكون من شرار الخصال للرجال وكذا كل ما يكون من خصائص الرجال يكون من شرار خصال النساء فالغنج والميوعة والدل ونعاس الطرف مثلا من خير خصال النساء في حين ان هذه الصفات لو اتصف بها شاب او رجل تكون من اشد معايب صفات الرجال أعاننا الله تعالى وإياكم بالعلم والعمل الصالح وزكاة النفس لفهم كلام عظماء الخلق وأبعدنا عن الخطأ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليق