ما هو رأي سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني فيما يتعلق بمشاهدة بعض الافلام او السعي لإحداثها وفيها اظهار وجه الممثل الذي يقوم بتمثيل دور احد الانبياء او الأئمة عليهم السلام وشكرا
الجواب :
مقدمة أرجو التوجه الى أمر بالغ الأهمية في المقام حتى لا تختلط موارد الاختصاص مع غيرها من الأمور وثانيا حتى لا تساق الأمة الى التبعية مطلقا تحت عنوان الدين ولذا أقول إن تقليد الفقهاء إنما هو فيما لا سبيل لعامة الناس إليه و ذلك فيما يكون من اختصاص رجال الدين و هي الأحكام الشرعية الفرعية غير الضرورية التي يستنبطها الفقيه بتبع القواعد الأصولية لا ما كان من مسلمات الشرع حكما كوجوب الصلاة و حرمة الخمر ولا ما كان امرا عقليا او عقلائيا او ما كان من الأمور العقدية _العقائدية_ التي هي من وظيفة كل مكلف ان يتعرف عليها بنفسه كمسائل التوحيد و النبوة والإمامة والعدل و المعاد وغيرها من الأمور العقائدية التي لا تقليد فيها و لا ما يكون من الأمور الاجتماعية و ما يُتوصل إليه بواسطة التشاور والشورى فيما بين افراد المجتمع فكما و أن الفقيه أهل اختصاص في استنباط الحكم الشرعي الفرعي كذلك لكل امر اهل إختصاص و أما الموضوعات الخارجية فالفقيه فيها كأحد الناس له من النظر ما لسائر افراد المجتمع فلا يسأل الفقيه عما يباع في السوق هل أنه مسكر ام لا؟ بل يسأل أهل الخبرة عن ذلك , نعم قد يتتبع الفقيه موضوعا خارجيا و يتعرف عليه فيرجع إليه العامي من باب الإطمئنان لا من باب التقليد و الحكم الشرعي وما نحن فيه من هذا القبيل أي أنه من مواطن تشخيص الموضوعات الخارجية بعد كون الحكم الشرعي من مسلمات الشرع أو المذهب فالحكم هنا واضح حيث أنه من مسلمات الشرع التي لا تقليد فيها وهو أن من المحرمات التي لا شك فيها إهانة نبي او وصي نبي و يعرف كل مسلم بالنسبة الى الأنبياء ذلك و كذلك كل شيعي بالنسبة الى الانبياء و اوصيائهم الكرام لكن هل أن إظهار صور من يمثل نبيا او وصي نبي هو من الإهانة ام لا ؟ فهو أمر عقلائي يطرح على العقلاء وليس هناك من آية او رواية او دليل اصولي يستنبط منه حكم شرعي من هذا القبيل وعليه فنقول إن للفقيه كسائر العقلاء حق إبداء الرأي لا الحكم وفي كل موطن بعد المشورة والترجيح بواسطة العقلاء و أهل التقوى يتخذ الحكم المناسب فيما يرجع الى مثل هذه الأمور وبما يناسب الزمان والمكان و الحضارة لكل أمة من أنها هل ترى مثل ذلك إهانة ام لا و ربما اختلفت الأمور باختلاف الزمان والمكان فحضارة في يوم او بتبع رؤى معية قد ترى أمرا إهانة و حضارة اخرى قد لا ترى ذلك إهانة وبعد اتضاح الأمر فيما يعود الى تشخيص الموضوعات الخارجية كما بيّنا نقول : إن تشخيص الموضوعات يرجع فيه الى العُرف وما كان أمرا دينيا يُرجع فيه الى من هم من أهل الغيرة على الدين البعيدين عن روح الإنغلاق والعصبيات ليكون حكما عقلائيا, نعم من حيث الطرح والتمثيل للأفلام الدينية يجب ان يكون محتوى الأفلام متناسبا مع الإحترام و التتبع الصحيح التأريخي وبما لا يتنافى مع الشرع القويم و مبادئه تحت اشراف لجنة من أهل الخبرة في التاريخ والفهم الشرعي و ربما يقال بعد ذلك إن مسلسلا قد يؤدي من الخدمة ما لا يؤديه ألف كتاب لأن الاعلام له أثره البالغ وبالاخص ما يكون منه مسموعا ومرئيا و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليق