نطقت بما لا تفقه العرفاء
نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني في تأملات عرفانية
…………………………………………………………………….
سهرت عيونٌ هالها الإزراءُ .. لمّا رمتها بالهوى العذراءُ
خطرت كطيفٍ في السماء وريّها .. من عرش آفاق الجنان صباء
فرنتْ بطرفٍ من سناء شموخها .. فهوتْ لتلثم كفها الجوزاء
وتمايلتْ كالغصن حين يهزهُ .. لغرام فجرٍ في الربيع هواء
وتبسّمت زهواً لعزّ جمالها .. فبدتْ شموس صانهُنّ حياء
ومشتْ رويدا فوق عرش سماءنا .. فهوتْ لنور بهاءها العنقاء
فعلِقتُ خالا فوق أبراجٍ لها .. ونواظراً أقواسهُنّ إباء
وبكيتُ شوقا والفؤاد كأنه .. جمْرٌ تصاغ بأرضه الرمضاء
فطلبْتُ وصلا فاعتلتْ شمس الورى .. فوق السحاب ووجهها وضّاء
فظننتها جاءتْ لتطرق أرضنا .. لتذلّ من قدْ قاده الخيْلاء
فتريّثتْ في مشيها ثم انبرتْ .. تسعى لكعبةٍ من له الإنشاء
حتى إذا ما أصبحتْ في سفحها .. نطقتْ بما لا تفقه العُرَفاء
بالميم محمودا وبالعين التي .. من حسنها عرش الإله سناء
والحاء ممدودا وبالفاء التي .. شرفت بما لا تبلغ العُظماء
والآيُ في باءٍ لها حيث استوتْ .. في وحدةٍ فيها الجموع قضاء
في الفتق من رتق الحضيرة مَعلمٌ .. كلّ السمات لإسْمه أصداء
والفعل في كلّ المراحل تنجلي .. فيه السمات فإنهُنّ سماء
كم كثرة رجَعتْ لوحدة مصدر .. والكل في سفر الحقيقة باء
باءٌ لأقلام البيان ولوحها .. صُحُفٌ تجف لحرفها الأنواء
فاسْلكْ إذا ما شئتَ في ليل الدجى .. نحو المعارج فالصباح رواء
كانتْ منازل للسلام لمن سرى .. ليلا ومن أبراجه العصماء
آهٍ على دنيا المتاهة كم لها .. من سهم طيشٍ قوسه البأساء
……………………………………………………………..
0 تعليق