السؤال :
سلام عليكم شيخنا العزيز والمحترم
أنا شاب عمري واحد وعشرين سنة وفي الجامعة الكثير من البنات والشباب يدرسون معا فهل التعرف والصداقة الشباب مع البنات خلاف الشرع الإسلامي ام لا ؟
هل الصداقة مع البنات في الجامعة خلاف الشرع ؟
الجواب :
إن الله تعالى خلق الكون وجعل قوامه العدل واعتبر ذلك في كل شيء سببا للكمال ونهى عن الإفراط والتفريط في كل شيء وإن الإسلام دين الخُلق والإعتدال والترابط الإجتماعي السليم فلا المكر للعلب بكرامة و أحاسيس الآخرين وشرفهم للشهوات من قيم رسالات السماء ولا ايضا ما عليه بعض البلاد الغربية من التحلل من كل القيم سلوك حسن او سليم كما وأنه ليس من رفيع قيم الإنسانية ما يقوم به بعض المتشددين من رجال الدين الذين بنوا الحياة في كل شيء على كلمة (لا) وجعلوا الشريعة مجموعة من النواهي حتى أصبحت شريعة الحياة شريعة الممنوعات كما وأنه ليس من الشرع ما عليه بعض الرجال في حق النساء الذين يعيشون وكأنهم في زمن الجاهلية لشدة تعصباتهم حتى وكأن المرأة او البنت ما خُلقت إلا للشهوات وأنها محض عورة وأن الله تعالى او شرف الرجال يدعوهم لجعلها في صندوق من حديد مقفل بعيدة عن الحضارات والمعارف ناسبين كل ذلك الى الله تعالى .
فإذن نقول تدور الأمور مدار حسن النية ورفيع الخلق وعدمهما فإن قصد الشاب من التعارف مع الشابة الزميلة له في العمل او الدراسة تبادل الآراء و المعارف واستفادة كلٍّ من الآخر بما لديه من المهارات والإمكانيات والقابليات فلا دليل على المنع او الحرمة وإن كانت النوايا تدور مدار الشهوات لخداع البنت والشابة بكلمات رقيقة لطيفة تمنيها الزواج منه محاولا الشاب إظهار نفسه بأحسن الخلق لإيقاع البنت في شباكه لغايات الهوى ثم تركها بعد نيل الغايات تعيش مأساة أحزانها فهذا مما لا شك في حرمته لكونه مخالفا للقيم الإنسانية فضلا عن مناهج الشرع المبين المبني على الكرامة والخُلق الرفيع.
فإذن مجرد التعارف بحدود الخُلق والكرامة الإنسانية لا مانع منه وإن على الإنسان بصيرة وإنه حَكَم على نفسه قبل كل احد بما له من نوايا حسنة او سيئة كما وانه لو صدرت من شاب آخر في حق أخته او بنته في الجامعة او العمل ما يمس بالشرف والخلق الكريم لأعتبر ذلك بفطرته قبل معارفه الدينية مخالفا للشرع.
فأيها الولد العزيز ما تحكم به على غيرك أحكم به على نفسك في تعاملك مع كرائم الناس وأعراضهم وقرّة اعينهم من بناتهم وأخواتهم , و أما إن قصدت التعرف على البنات والشابات لتختار منهن لنفسك الزوجة الصالحة بلا إيهام للأخريات أنك تريد الزواج منهن بل كان سلوكك واضحا بأنه لمجرد الترابط الإجتماعي بما أشرنا إليه من الإستفادة من الحضارة والمعارف فلا مانع منه أيضا إن حصل التعارف في مجال الدرس او العمل وفقك الله تعالى لحسن الخلق والإلتزام بالقيم الإسلامية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد كاظم الخاقاني
0 تعليق