آخر الأخبار

Generic selectors
Exact matches only
....بحث
Search in content
Post Type Selectors

محاضرات مختارة

تهنئة لحلول شهر رمضان المبارك

الصفحة الرئيسية » الأسئلة و إجاباتها » المعارف الإسلامية » هل ان حديث النور..: اول ماخلق الله نور نبيك…. صحيح السند وواضح الدلالة؟

لسلام عليكم شيخنا المبجل ورحمة الله وبركاته: شيخنا هل ان حديث النور..: اول ماخلق الله نور نبيك…. صحيح السند وواضح الدلالة؟؟؟
ودمتم..

وقفة مع أحاديث النور

لقد جاء في المأثور بالنسبة لأهل البيت عليهم السلام : (خلقكم الله نورا فجعلكم بعرشه محدقين حتى منّ علينا بكم) و إني لست في هذا المختصر بصدد الشرح والبيان والتحقيق من الأسانيد وإنما المراد التعرض فقط لأصول في المقام وأمثلة كذلك وللتفصيل سندا ودليلا مجال آخر ونقول أيضا إن مما يشير إلى تحقق لبني آدم في عالم سابق غير هذا العالم ولو كنا لا نتوصل إلى عمق المراد منه ودقائق أبعاده هو ما ورد في الكتاب المجيد (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى….) وإن كان للتفسير وجريان المحتملات مجاله كما و أن الأخبار تحدثنا أيضا عن أن أول ما خلق الله تعالى هو العقل مما يلفت النظر أن هناك سبقا ولحوقا للمكنات من حيث تعلق المشيئة الإلهية بها لكن الذي يكون مستفادا هاهنا أن صادرا أول كان له السبق على غيره سواء كان هو الرحمة المطلقة التي بها طرد العدم عن صفحة عالم الإمكان او كان أي شيء آخر او هو الحقيقة المحمدية بواقع نورها التي لا أقرب منها مقاما لدى الحق تعالى ولعل مما يؤيد هذا السبق في التحقق ما تشير إليه الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام من أن الله تعالى إختار محمدا (ص) والعوالم بعد في كتم العدم ومن المعلوم أن الإختيار فعل وراء أصل العلم أزلا حيث تقول :(وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله أختاره وانتجبه قبل أن إجتبله وإصطفاه قبل أن ابتعثه إذ الخلائق بالغيب مكنونة وبستر الأهاويل مصونة وبنهاية العدم مقرونة…) كما وأن من مجموع ما ورد في هذا المقام في الزيارات و الأدعية والأخبار وبعض ما يستفاد من ظواهر الكتاب المجيد يفيد أن هناك عالما سبق العوالم جميعا من حيث التحقق وهو عالم النور كان فيه أول ظهور للحق بكلماته التامات او بكلمته التامة الأولى التي هي ظهور الأحدية قبل تجليه بمظاهر الكثرة الأسمائية ومن باب أن الأدلة يعضد بعضها بعضا قد يستدل أيضا بحديث أول ما خلق الله نوري او نور نبيك يا جابر وهو الحديث المروي عن النبي (ص), فمن ضم بعض هذه الى بعض يحصل لديه الإطمئنان بأن الجميع ترجع الى أصل و تشير إلى واقع نوري سابق ولو كنا لا نفهم المراد منه ولا نتمكن من الغور في تفاصيله وأنه هل كان هو الكون للرسول (ص) او هو وأهل بيته الكرام في واقع عالم النور وأنهم كيف كانوا في تلك العوالم قبل عالمنا هذا بعد كونهم بلا شك من بني آدم يمتحنون في عالم الشهادة ويولدون فيها بواقع وجودهم الجسماني وبالأخص يكون الإطمئنان أكثر فأكثر إذا ضممنا المنقول الى المعقول مما يمكن ان نستدل به وما يدعى في المقام من الشهود العرفاني حتى ولو لم يبلغ حدود الجزم من حيث الأدلة الحكمية والعرفانية لكن نجد أن للمعقول أصولا عقلية يمكن أن تكون برهانية قائمة على أسسها المعرفية التي منها قاعدة إمكان الأشرف وسبقه من حيث التحقق بحكم العقل على سائر العوالم لا لقصور في الفاعل تعالى بل لقصور في القابل وهي الممكنات من أن تتحمل الإشراقة الأولى او التجلي الأول بلا واسطة وتكون محلا له وقد خرّ موسى (ع) من بعضه صعقا حيث يقول تعالى :(ولما جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربه قال ربي أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن إنظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكّا وخر موسى صعقا) حيث يستفاد من كل ذلك أن الممكنات كما تحتاج الى واسطة في التشريع ومدارج العلم حتى الملائكة الكرام أيضا حيث كان آدم (ع) معلما لها فهي كذلك تحتاج الى واسطة في التكوين ولعل هناك الكثير من الأمور قد تستفاد أيضا من مسألة المعراج النبوي وأنه كيف تشرف به سكان السموات من أجل مزيد علم ونقلة أخرى بعدما كانت حصلت عليه بواسطة آدم عليه السلام ومرتبة التشريع والمعارف إحدى التجليات المحتاجة الى الواسطة المسبوقة بالوساطة التكوينية لقصور الممكنات في عالم الإمكان.

وقد ننظر الى الامور من نافذة أخرى فنقول إن كلما هو في الكون إنما هو آية تروي ظهور الذات والصفات الإلهية حيث أن الكلمات الإلهية والآيات الكونية الربانية كلها مظاهر ذاته وأسمائه والمراد من الذات مقام تجلي الأحدية لا البطون المطلق وعليه فنقول كما وأن للأسماء مظاهر فكذلك لأحدية الذات مظهر هو ظل الله تعالى في مقام وحدته حيث ترجع اليه جميع الكثرات الأسمائية حيث أنه لابد وأن يكون وحدة تناسب الأحدية قبل الكثرة الواحدية الأسمائية وذلك الظهور هو أول صادر او اول تشخّص يمكن ان يعبر عنه بالنفس الرحماني او الفيض المقدس وكل ذلك كما تقدم يعود الى قصور القابل لا الفاعل , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وإن هذا المقال ليس من الغلو في شيء حيث أن كلما في الكون هو آية تروي ظهورا وأن جميع المظاهر ترجع الى أول ظهور جامع ويمكن ان يقال إن هذا الظهور الأولي الجامع ببساطته على الرغم من كونه جامعا لأبعدا كل شيء هو الإنسان الكامل في مرتبة كونه الأولي بوحدة نورية تحمل في طياتها جميع أبعاد عالم الإمكان وما تلك الرحمة النورية الواحدة إلا واحدة بحكم العقل وهذا هو ما يدعى من شهود وحدة الذات تجليا قبل الصفات على قلوب الأولياء.

فإذن أيها الأخ الكريم نقول يجب ألا نخلط بين أصل ما يمكن أن يستفاد من تعاضد المنقول مع المعقول من إدراك لأمر يشير إلى صدور عالم نور وصدور يناسب الاحدية ظلا وبين تصور او دعوى درك التفاصيل بعد هذا الأمر الذي هو فوق مستوى أمثالنا من القاصرين والمقصرين دركا.

نعم تطمئن النفس لوجود هذا الكم الهائل من المنقول المؤيد بالمعقول إلى واقع نور سابق يناسب الحق من حيث التجلي الاول وإن كنا قاصرين عن الغور في تفاصيل هذا الأمر وما هو مجرى الفيض الإلهي وإن كانت بعض الأحاديث سندا او دلالة قابلة للنقاش لكن أعود وأقول من الجميع يحصل الإطمئنان بأصل الواقع البعيد الغور الذي ساق التوغل فيه بعض العرفاء الى التخبط او الوقوع في الخرافات وساق آخرين منهم حب الظهور إلى إدعائات ما ادعي البعض منها حتى في حق من هم العرفاء الحقيقيون بعد الأنبياء و أوصيائهم الكرام وأقصد بذلك من هم كأمثال أبي ذر وعمار والمقداد ومالك الأشتر وسلمان و أضرابهم من عظماء الخلق.

كما وأن المتتبع يجد أن الأحاديث تارة وردت بلسان النور وتارة أخرى بلسان الأشباح لكن ذلك ليس معناه أنهم غير بشر خلقة بل إنما يستفاد منها أن هذا الكائن العظيم له من المكانة والجامعية ما يجعله في أعلى عليين منزلة وسبقا من حيث التحقق وأن يصبح أيضا في أسفل سافلين حيث أن من هذا الكائن من هو في السقوط دون إبليس تسافلا لخبث سريرة وشيطنة ومكر ونفاق لكن كل ذلك لا يخرجه عن كونه بشرا اودع الله تعالى فيه شتات عالم الإمكان فكان الكون الجامع لكل مراتب عالم الإمكان القابل لأعلاها مقاما وأدناها سقوطا فلا كون ككون الإنسان :(أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر).

ومن جملة هذه الروايات إضافة على رواية (اول ما خلق الله العقل )روايات أخرى منها ما عن أبي جعفر عليه السلام : (يا جابر كان الله ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول فأول ما ابتدأ من خلق خلقه كان محمدا (ص) وخلق أهل البيت معه من نور عظمته _ثم تشير الرواية_ فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته…) لكن أعود وأقول إن عدم فهمنا لمعنى التسبيح والحمد وكيف كان ذلك الأمر هو الحَكَم في المقام حتى ولو حصل من مجموع الأحاديث على إختلافها الإطمئنان بهذا الواقع المشير الى ظهور العوالم بتبع التجليات الاسمائية الإلهية على حسب مراتبها فإنا نقر بأنا لا نفهم المراد منها إلا بقدر وإن الإقرار بالعجز خير من تفسير كل شيء كما وأن التسارع في رد الروايات لعدم كون بعضها يجتمع مع المذاق قد يدفع بالإنسان الى الوقوع في الأخطاء وأن يعطي نفسه مكانة فوق مستواه ولربما راح ليجعل نفسه ميزانا لصحة الروايات وعدم صحتها فإذن الصمت قد يكون خيرا من التسارع في الرد بتبع المذاق والإستحسان.

ومما يدفع الى الإطمئنان أيضا بواقع نور سواء في هذا العالم او عوالم أخرى ما ورد :(أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجنسك الجاهلية بأنجاسها)حيث لا يمكن أن يكون هذا الكم الهائل نتاج خرافة او وهم او جعل للأحاديث وهو له من العقل ما يسنده وهناك عدة روايات أخرى تتحدث عن أول ما خلق الله وهي تدل على أن هناك أوّلية في الخلق وليس الخلق كله مخلوقا دفعة واحدة وفي عرض واحد وقد حاول البعض أن يرجع جميع هذه الاحاديث كحديث النور والأشباح وروح محمد والعرش والرحمة والعقل الى معنى واحد وهو الفيض والرحمة الإلهية بما هي أهل لتكون اول صادر له مقام القرب والقابل لأول إشراقة نورية ولذا قد لا يكون هناك مانع من كون العقل او الحقيقة المحمدية أوالقلم بلحاظ أنه هو الصادر الأول وهو الذي به طرد العدم عن صفحة الإمكان فيكون الصادر الأول بلحاظ هو عقل وبلحاظ هو قلم او عرش وبلحاظ هو رحمة مطلقة وبلحاظ هو نور او حقيقة محمدية, هدانا الله وإياكم الى فهم سليم وأخذ بأيدينا الى الصواب وأبعدنا عن الخرافات والغلو و أعاننا لشهود الأشياء بقدر كما هي والحمدلله رب العالمين.

 ش

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

محاضرات في الفطرة

محاضرات في الفطرة لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني  المحاضرة الأولى: هل الحمض النووي او ما يسمى بالـ DNA هو الفطرة؟

أسئلة عقائدية

تابعنا على صفحاتنا