إن ولادة المسيح عليه السلام معجزة اذ ولد من دون اتصال جنسي بين ذكر و انثى و هذا يعتبره النصارى دليلا على أنه أفضل الأنبياء بما فيهم نبينا محمد (ص) فما هي أدلتنا لردهم و لكم جزيل الشكر و التقدير ؟

الجواب: بعد السلام أقول لو كان الخلق على خلاف المجاري الطبيعية دليلا على أفضلية عيسى عليه السلام على جميع الأنبياء عليهم السلام لكونه إعجازا لوجب أن يكون ادم عليه السلام أفضل الأنبياء جميعا لأن الإعجاز فيه أعظم من عيسى عليه السلام حيث أنه خلق من غير أب و أم و لكانت حواء عليها السلام أيضا في المرتبة الثانية في الفضيلة لا عيسى عليه السلام لأنها ايضا خلقت من غير أب و أم و لكان كل مكلف خلقه الله تعالى أولا قبل التكاثر بواسطة جنس الذكر و الأنثى من النسناس (و هو مخلوق كما ورد في بعض الروايات كان قد خلقه الله تعالى قبل الإنسان و كان مكلفا) و الجن و غيرهما مما لا نعلم من الخلائق أفضل من جميع من يأتي من بعده من المكلفين و هذا لا قائل به أبدا.

و ثانيا: إن جميع النصارى يعلمون أن الأنجيل مستند إلى الكتاب القديم و هو التوراة إلا في بعض الإضافات و بعض الخصائص الأخلاقية فكاد أن يكون الأصل في النصرانية هو التوراة و أن يكون عيسى عليه السلام موضحا و داعيا اليهود إلى حسن الخلق و التسامح و العفو و الإبتعاد عن الكبر و الخيلاء و سوء الخلق و من ناحية ثانية نرى أن عيسى عليه السلام قد بشر بمجيء نبي من بعده اسمه أحمد و لو كانت الخاتمية للرسالات الى عيسى عليه السلام التي بها كمال الشرايع لما بشر بنبي من بعده حتى و لو لم نقل إن المبشر به هو محمد (ص).

       و ثالثا فإنه بناء على أن زوجات ولد آدم عليه السلام و كذا أزواج بنات آدم عليه السلام من الحور العين أو من خلق آخر لم يرجع إلى صلب آدم عليه السلام فيجب أن يكونوا أفضل من جميع الأنبياء لعدم وجود أب و أم.

       و بالجملة الإستدلال لأفضلية عيسى عليه السلام على سائر الأنبياء جميعا بالإعجاز لعدم وجود أب لا أظنه يرقى إلى مستوى الإستدلال العلمي حتى عند علماء النصارى أنفسهم لأنه ليس بدليل أولا على الأفضلية و ثانيا ينقض بما ذكرنا من النقوض و غيرها هدانا الله و إياكم و جميع الموحدين و من كان أهلا للهداية إلى سواء السبيل و الصراط المستقيم إنه ولي التوفيق.