يا طفلة
نظمها سماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
في محاكاة لآلام طفلة في وطن
……………………………………………………………………….
إنْ شئتَ حقا حديث الوجد والألمِ .. فقفْ على سَفح الأكواخ لا الأطمِ
وسلْ ثراها عن الأيام قاطبة .. تخبرك ما شهدتْ من طعنة الحمم
فيا رفاة لأكواخ مبعثرة .. لا تُسلمي للبلى كنزا من العظم
فيكِ انطوى سرّ أجيال معذبةٍ .. سفر الوجود بها قد خط للأمم
بالأمس كانت تناغي البؤس شاحبة .. منها الوجوه وتسقى شربة الضرم
حديثها الكرْبُ لو أصغتْ له أذنٌ .. وأمعنتْ في صداها ليلة الغسم
كأنها من تخوم الأرض مسفرة .. عن وجهها لذوي الأفهام والحكم
راحتْ لترسم من جرح الأسى قدرا .. آفاقه سُحُبٌ من نغمةِ الهمم
فقلتُ للأُذن لمّا أمعنتْ وصغتْ .. لا تكتمي القلب هولاً من لظى الدهم
كم صرخة بسهام الحقد قد خمدتْ .. لطفلة تذكر الأهلين كالحلم
يا طفلة بظلام الليل أرقها .. ريبُ الزمان فلم تهلكْ ولم تنم
لا تمسحي الدمع خوفا عند مغتربٍ .. ذاق المرارة أطباقا من الألم
وحدّثي القلب قبل الأذن في نغم .. يروي الصبابة طراً من لهيبِ ظمي
إني أراك بكوخٍ ساده قتمٌ .. من الكأبة في جيش من العدم
قد مدّ طرفاً لأثوابٍ مرقعة .. منك البغاة باسْم السِلم والسَّلم
فكمْ لهمْ لو تقوم الأرض شاهدة .. يوم الحساب من العاهات والوصم
وكمْ لهمْ في خريف الدهر من أمم .. تنازع الفقر والحرمان للظلم
يا طفلة مَنعَ المكر البغيض لها .. باسْم العدالة حتى صرخة السقم
أنينها الكفر إنْ بثتْ به سُحُبٌ .. في محفل طاف فيه الكأس بالنغم
لأنه في ربوع الغيد إن طربتْ .. يكدّر العيش للأعلام ذي الحشم
لأنهم في حديث كله كرمٌ .. تهدى القلائد فيه للظبى العصم
وترسم الخطة الغراء إنْ ثملتْ .. أرباب شعب بكأس الطيش والصمم
فإنهُمْ من دعاة الحقّ إنْ نطقتْ .. وعّاظهم ليلة التتويج للصنم
خاضو لباباً من الألفاظ فارغة .. حيّتْ لها زمُر الأوهام بالدّهم
فليتهُمْ لمْ يكنْ يوما لهمْ كرمٌ .. والشعب يكدح في دوّامة النقم
وفي جوار لهُمْ من كلّ مشيخةٍ .. صِنفٌ يغرّد بالتبجيل والعِظم
كأنهم ينعتون الحقّ في كلم .. أو الهداة ذوي الألباب والحكم
كفي أيا زمر الأوغاد عن دنسٍ .. ضحى الحقيقة للهنديّة الخذم
إني وجدتُ أحاديث الكرى سُفنا .. تموج من نقمات الظالم الغلم
لله ماذا أرى من كفّ طاغيةٍ .. تبيد ركب السرى في كلّ مصطدم
إنْ ذكّرَتْ بعهود الله في كلم .. هبّت إلى باعة الأوطان والنظم
فبادرتْ في أحاديثٍ ملفقةٍ .. إنّ الرشاد بجنب الحاكم العلم
توجّه المكر والإلحاد قاطبة .. لقادة الكفر والإجرام والظلم
يا للحقيقة والإسلام كمْ لعبَتْ .. في ناصع المجد منها عصبة الأثم
راحتْ تتاجر بالألفاظ رافعة .. شعائر الحقّ للإيقاع بالنظم
فباتْ كنز الهدى في كفّ طاغيةٍ .. يصاغ للمكر والتضليل واللمم
يصاغ كالتبر جودا في مظاهرهِ .. وفي البواطن منه الموت للنسم
يا عصبة المكر في جنب الطغاة أما .. آن الأوان لنصح الشيب والهرم
كفي أيا عصبة الأوغاد من شرر .. لوقيس بالكفر كان الكفر كالسلم
كم قد مدحتي من الأوغاد أنظمة .. هي المظاهر للإجرام لا النظم
وكم رويتي أحاديث السما شططا .. في حقّ طاغيةٍ في الأعصر الدهم
وقلتِ أنّ العلا قد بات مفتخرا .. بصولة القائد المقدام ذي الهمم
0 تعليق