إنا لله و إنا إليه راجعون 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, محتسبين صابرين تأسيا برسول الله (ص) من أنّ العين لتدمع و أنّ القلب ليحزن و لكن لا نقول إلا ما يرضي الرب تعالى إستسلاما لقضاءه و قدره فإنه حكم فصل و قضاء حتم لخير أقرت به النفوس إيمانا و إيقانا بما يجري عليها في دار الفناء و الزوال حيث طوت الدنيا القرون و الأمم لميقات يوم معلوم, فيه يجمع الله تعالى الأولين و الآخرين آخذا بهم الى منازلهم التي قضوا الحياة كادحين لها خيرا كان او شرا و بتبع هذا الإيمان الراسخ هانت علينا في دار البلاء و المحن النوازل و المصائب و الشدائد حيث أنها من واقع حياة الدنيا و قد تكون في جنب الله تعالى مغفرة و رضوانا و بتبع هذا الواقع خيرا او شرا سرورا او حزنا أقول إنه قد بلغني خبر وفاة أخ عزيز كان أخ الشدة و الرخاء و الأفراح و الأحزان و المعتقد و السلوك صبرا طيلة عقود من الزمن ماغيّر ولا بدّل مناهج الحق بتبع الهوى و الجهل لزخارف دنيا الغُرور ألا و هو الأخ حقا ممن قلّ نظائرهم و هو إبن الخال المرحوم السيد عبداللطيف السيد خلف الموسوي و هو صهر المرحوم المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ محمد طاهر الخاقاني و هو أخ الطفولة و الشباب و إلى يوم رحيله متمنيا له من الله تعالى الغفران و جنة الرضوان و جوار من والاهم محبة و معتقدا و سلوكا محمدا و آله الطاهرين عليهم السلام و لست مُزكّيا على الله عزوجل أحدا لكنها شهادة عقود من الزمن قربا و في الشدة و الرخاء و لذا أقولها من أعماق الضمير لا بدوافع النسب او العاطفة و أتمنى أن يكون هو و من سبق ممن عرفت عنهم الحُسن و الصلاح من السابقين الى رضوان ربهم و أن يوفقنا الله أن نكون من اللاحقين بهم على صراط الله المستقيم و كم و كم ودّعت من الأحبة و الذي منهم من ودعته بعد سبع سنوات من الإضطهاد و السجون لكلمة حق قالها و دعوة الى العدل دعى إليها و هو الوالد رحمه الله ودعته يُحمل من سجنه الى مثواه الأخير و منهم من ودعته في ديار الغربة بعد سنين من المحن و الشدائد و الصبر و هي الوالدة رحمها الله تعالى و منهم من وصلتني أخبارهم على مضض بعد عدم رؤيتهم سنين لحكم الزمن الجائر الذي شتتنا حيث كنت في ديار الغربة و المحنة ككثير من أخواتي و أرحامي و أعزائي و من الأصدقاء و المحبين الذين ودعتهم و ما كنت قادرا من رؤيتهم و لا حتى إلقاء آخر نظرة عليهم يوم رحيلهم ليكون كل ذلك حسرة في القلب و ما هوّن كل ذلك الخطب الجلل إلا توطين النفس صبرا على قضاء الله تعالى و قدره بعد أن اخترت لنفسي سبيلا أعتقد أنه الطريق الى رضوانه تعالى داعيا الله التوفيق و السداد للأحياء من المؤمنين والغفران و الرحمة و جنات النعيم الى جميع موتى المؤمنين و المؤمنات.

الداعي للمغفور له بإذن الله تعالى و للمؤمنين و المؤمنات بالرحمة 

محمد كاظم الخاقاني و بقية الأسرة من ديار المنفى 

إنه تعالى هو الغفور الرحيم