السلام عليكم
سوال الاول:هل جوازدخول الجنه للمسلمين يتوقف على الاعتراف باالامامه کونها اصلا من اصول الدين؟(اوالاعتراف بالامام علي عليه السلام کخليفه بعد النبي
سوال الثاني:يا ترى هل يد خل الجنه من لا يعترف بالنبي الاکرم هذا اذا کان على دين غير الاسلام؟
______ارجوا ان يکون الجواب مفصل______

الجواب:

الإمامة شرح رسالة الهية على صعيد المعارف التوحيدية والمناهج الربوبية و واقع الكون بما له من الغايات كما وانها شرح شريعة على صعيد الاحكام الشرعية لمن شاء معرفة سبل ربه حقا على ايدي اوصياء الانبياء من اولي العزم من الرسل وغيرهم من عظماء الانبياء لا الحكام ابناء الدنيا وما كان عشرات الآلاف من الرسل على طول التأريخ البشري إلا أوصياء لأصحاب الرسالات العامة وعظماء الانبياء ولذا لم يكن نبي من الانبياء إلا وقد أوصى بالأمر لمن يليه ومن راجع تأريخ الانبياء سيجد ذلك واضحا فقد أوصى آدم الى من يليه من الاوصياء وهكذا جميع الرسل اوصوا لمن يكون من بعدهم فهذه هي سنن الانبياء والمناهج الالهية على طول التأريخ ولم ينكر ذلك احد إلا ابناء العامة بالنسبة الى سيد الرسل محمد (ص) تقديسا للرجال بدلا من الحق فقد جاء اكثر من 124 الف نبي وما كان هؤلاء الأنبياء العظام إلا من اتباع اولي العزم من الرسل وعظماء الانبياء وقد جاء في الكتاب المجيد (و آمن له لوط )أي آمن لوط النبي بإبراهيم عليه السلام ولا اظن ان احدا لم يصب بعصبيات الطائفية يقبل لنفسه ان يترك محمد سيد الكائنات الأمة الاسلامية تتصارع على الرئاسات في السقيفة ثم يقع بعد ذلك بين اصحابه انفسهم القتل والقتال والاختلاف في كل صغيرة وكبيرة حتى في مثل مفهوم الشورى الذي فسره ابوبكر بالشورى بين قريش تاركا المسلمين قاطبة حتى الأنصار ثم وضع الشورى تحت قدميه حينما نصب عمر بن الخطاب ثم جاء عمر نفسه حينما طعن, بشورى الستة التي ما انزل الله بها من سلطان ثم اصبحت الشورى في زمن بني امية الى زمن العثمانيين نصبا من قبل الحكام بالوراثة ومن لم يبايع فالسيف هو الحل لمشاكل الأمة , هكذا اختلفت الامة حتى في مفهوم التوحيد فقال البعض بالتجسيم وآخرون بالجبر والتفويض ولا أظن ان عاقلا يعتقد بيوم الحساب يقبل لنفسه ان يقول تعالى في حق الحكام على طول التأريخ (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم) أن المراد من أولي الأمر طاعة الحكام و ان الله قرن طاعتهم بطاعته وطاعة الرسول ومن الحكام حكام بني أمية وبني العباس الى زمن العثمانيين ولست بصدد بيان أفعال هؤلاء الطواغيت وكيف يخلف الرسل الكرام على الأمم أمثال هؤلاء ومن هؤلاء حتى يكونوا شراحا لنواميس السماء وكذا من يدلوا بدلوهم من وعاظ السلاطين ومن هؤلاء ايضا حتى يطبقوا للأمة عدل الله تعالى بحكومة إسلامية.

فالبشرية أيها الأخ الكريم بحاجة الى أوصياء الرسل بعد الأنبياء لشرح رسالات السماء كما شاء رب العالمين لتحفظ الشرايع من التدليس والزيادة والنقصان وتلاعب الحكام والمنافقين ووعاظ السلاطين حتى لا تصاب الأمة بما أصيبت به من جرّاء طاعتها للحكام الظالمين فالأمة بحاجة ماسة الى من يطبق لها بعد الأنبياء رسالات السماء تطبيق عدل بحكومة اسلامية تكون منارا للهدى والعدل والعلم ومظهرا للرحمة الإلهية ولا شك ان دخول الجنة بحكم العقل وبتبع موازين العدل الإلهي يتوقف على متابعة الرسل بما جاؤوا به من شرايع السماء ولا يكون متبعا للرسل و المناهج الإلهية من اعتبر حكام الجور والضلال والجهل قدوة له واعتبر طاعتهم طاعة الله ورسوله وكيف يوصل الى النور امثال هؤلاء الجهال والى العدل امثال هؤلاء الضُلّال و اذنابهم من وعاظ السلاطين حتى قال قائلهم يجب متابعة الحكام ولو كانوا ظلمة فاسقين و الوقوف معهم ضد من يخالفهم و لو كان من المؤمنين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

هكذا أيها الأخ الكريم ذللت هذه الأمة بواسطة وعاظ السلاطين للحكام الظالمين على طول التأريخ حينما راحت الأمة للتبتعد عن اوصياء الرسل .

فأقول عودا على بدء معرفة الشرع في ميادين الحق ضد الباطل وتطبيقه تطبيق عدل بحكمومة اسلامية حقيقة يتوقف على متابعة اوصياء الرسل الكرام لا حكام الجور و وعاظ السلاطين فاتباع الاوصياء  للرسل بعد الانبياء مما يحكم به العقل والشرع المبين وهو من تمام لطف الله تعالى بالعباد بعد بعثة الأنبياء وهذا امر لا شك ولا ريب فيه إلا لمن غالط نفسه لتقديس الرجال بدلا من الحق.

وقد قال رسول الله (ص) : (ستفترق أمتي الى اثنين او ثلاثة وسبعين فرقة فرقة ناجية والباقون في النار ) وعلى المسلم ان يختار لنفسه بزكاة النفس ومدارج العلم السبيل الى ربه بمتابعة أوصياء الرسل او متابعة الحكام.

وللخلق الكريم الذي يدعو الى عدم السباب واحترام الآخرين حتى ولو لم يكونوا بمسلمين مجال واسع ولكن يجب ألا يختلط مُرّ الحق بالمداهنات و المجاملات.

فأقول إذن  إن منهج الحق و السراط المستقيم هو منهج و مذهب واحد من ثلاثة وسبعين منهج وطريق قد نص عليه الحديث المتفق عليه بين المسلمين عن رسول الله (ص) ومن الواضح أنه لا يكفي لدخول الجنة مجرد الإقرار بالشهادتين (لاإله الا الله * محمد رسول الله) وإلا لدخل تحت هذا الإطار ثلاثة وسبعون فرقة من المسلمين ولكان تكذيبا لقول رسول الله (ص) أنه لا يدخل الجنة من هذه الفرق والمذاهب إلا فرقة واحدة هي الناجية وبغض النظر عن الدليل والبرهان من هي الفرقة الناجية لا أظن ان عاقلا يقبل لنفسه أن تكون الفرقة الناجية من تدعو الى متابعة الحكام في ميادين العلم والعمل.

فاتباع الاوصياء الكرام للرسل على طول التأريخ من آدم عليه السلام الى الخاتم محمد (ص) شرط لدخول الجنة لا متابعة الحكام هذا كله إن عامل الله تعالى الخلائق بعدله بحسب الإستحقاق ولكن لا أظن ايها الاخ العزيز ان الله تعالى بواسع رحمته وكرمه وصفحه واحسانه يعامل هذا البشر الخاطيء الضعيف المذنب الضائع في ظلمات الليالي والدهور المنهمك في دنياه وان تلبس ذلك بلباس الدين بمُر الحق وميزان العدل حيث لا ينجو عنئذ الا النوادر من البشر وهم عباد الله المخلصون بعد الانبياء واوصيائهم الكرام.

فالله سبحانه وتعالى من بعد ما يكشف للناس بموازين عدله مايستحقونه لو عاملهم بعدله تأتي شفاعة الشافعين ومن لم تشمله شفاعة الشافعين تسعه رحمة الله الواسعة التي وسعت كل شيء حتى يطمع برحمته الواسعة ابليس لكنه قضاءا حتما ان يدخل الجاحدين النار وان يخلدهم فيها كما دلت على ذلك الآيات وكما قال علي (ع) : (لولا ما قضيت به من تخليد جاحديك لجعلت النار كلها بردا وسلاما).

فإذن يوم الحشر والفزع الأكبر يكون حساب الخلائق أولا بالعدل ولا ينجو عندها الا الخلص من عباد الله المخلصين رجالا ونساءا وهم الذين ما اخذتهم في الله لومة لائم حتى يعرف الناس ما يستحقونه بمدارج علمهم وموازين عملهم ثم يكرم الله اوليائه الكرام ليعرف الناس في المحشر رفيع مقامهم فيفتح لهم باب الشفاعة فيتقدمون ويشفعون بالخلائق وقد يشفع العبد المؤمن بطائفتين كاملتين فيخرج الله بذلك خلقا كثيرا ثم تأتي الرحمة الواسعة الإلهية بعد شفاعة الشافعين حتى تسع الخلائق طرا فإن رحمته وسعت كل شيء ولا يبقى مخلدا في النيران إلا من أبى لظلم نفسه بسوء عمله إلا سخط ربه وهم الجاحدون الذين حرّفوا شرائع السماء ظلما وعدوانا لشقاء نفوسهم بعد الأنبياء الكرام وكانوا سببا لإنقلاب الأمم على أعقابها ونظرائهم من شياطين الجن والإنس وهم المغضوب عليهم.

وخلاصة القول أيها الأخ الكريم : ان جواز دخول الجنة بعدل الله تعالى يتوقف على الاعتراف بالإمامة بعد جميع الأنبياء ومشايعتها علما وعملا ولا يكفي مجرد الحب والإنتساب والاعتراف بالإمامة لأن الإمامة عرفان حق وسبيل عدل وليس شعارا يقال في مقابل المخالفين فهي من أصول الدين ومن أنكرها جاحدا لا يدخل الجنة ولكن أكثر من أنكرها من أبناء العامة راح لينكرها بتبع غيره جهلا لا إنكار جحود وعناد ولذا يدخل الكثير من هؤلاء في ظل رحمة الله الواسعة وشفاعة الشافعين وان لم ينجوا منهم احد في مرحلة مُر الحق والعدل في المرحلة الاولى ليوم الحساب وهكذا هو الحكم بالنسبة الى بقية اتباع الانبياء السابقين الذين لم يقولوا بنبوة محمد (ص) وان كان قد تشملهم الشفاعة او الرحمة الواسعة الإلهية إن لم يكونوا من الجاحدين وكذلك قد يدخل الجنة بشفاعة الشافعين او بالرحمة الواسعة الكثير من الامم الذين عاشوا ويعيشون بعيدين عن مواقع الحضارات والمعارف الالهية داخلين تحت عنوان القاصرين لا المقصرين وعلينا أيها الاخ الكريم ألا نخدع النفس بمجرد الانتساب الى الائمة الكرام وان نقول دائما اللهم عاملنا بعطفك ولطفك يا كريم ولا تعملنا بعدلك والعلم عند الله تعالى وهو احكم الحاكمين , جعلنا الله وإياكم من عتقائه من النار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.