سماحة العلامة الجليل الشيخ محمد كاظم الخاقاني دام ظله الوارف
السلام عليكم
ارجو ان يتسع صدركم لاسئلتي من حين لاخر فاني محتاج لمن يجيب على بعض استفساراتي في بعض الامور الفلسفية والمنطقية. ونظرا لكونكم من اهل الفن في هذا المجال وغيره فالرجاء ان تفيضوا علينا مما افاضه الله تعالى عليكم ولكم مني الشكر الجزيل ودمتم ذخرا للاسلام والمسلمين شيخنا الجليل المبارك.
1- يقولون ان الكلي الطبيعي موجود بوجود افراده في الخارج.فكيف يصح ذلك مع كون الكلي من المفاهيم المنطقية التي لا وجود لها الا في الذهن؟
2- الجزئي الحقيقي هل هو موجود في الذهن فقط نظرا لكونه من المفاهيم المنطقية، كما هو المعروف بينهم.ام انه موجود في الخارج؟ 

الجواب:

إن البحوث المنطقية وان كانت بحسب عمومها تبحث عن المفاهيم لكنها ربما راحت في بعض الاحيان لتبحث عن المفاهيم بما لها من المرآتية المحضة الى نفس الامر والواقع فيصبح المراد بالإصالة هو الأمر الخارجي كما وانه لربما اطلقت الكلية في كثير من المواطن عند العرفاء او الفلاسفة و أريد منها سعة الوجود لا المفهوم وجعل اللفظ كالوجود الحرفي الفاني الذات في الوجود الاسمي فكذلك هاهنا فإن الكلي كما هو واضح من البحث هاهنا قد لوحظ بثلاث لحاظات مختلفة فكان بلحاظين مفهوميا عقليا وبمفهوم كان مرآة ومعنا حرفيا للخارج فكان الخارج هو المراد الحقيقي اي الطبيعة بما لها من الافراد وبهذا اللحاظ يكون كليا بمعنى واسع الوجود بلحاظ كثرة الافراد اي منطبقا على الافراد الخارجية الكثيرة فهو كلي خارجي لا مفهومي والكلية بلحاظ تعدد الافراد الكثيرة المتحققة في الخارج فهي كلية من حيث سعة وجودها الخارجي فالمراد في الحقيقة الطبيعة بلحاظ افرادها من زيد وعمر وهند وفاطمة وهلم جرا من سائر افراد الطبيعة.

فالكلي الطبيعي اذن اريد منه الكلية بلحاظ سعة الوجود الخارجي فهي كلية مصداقية وجودية بلحاظ ما لهذا المفهوم من المصداقية في الخارج المتحقق بتحقق افراده الطبيعية فالكلية بمعنى السعة الافرادية وكأن اللفظ من المعاني الحرفية الفانية بلحاظ الخارج بما له من الافراد المتعددة  و كأن تعدد الافراد الكثيرة اعطته سعة وجودية واحدة في مقابل بقية الطبايع الاخرى بما لها من سعتها الافرادية كالطبيعة الكلية لأفراد الخيل او الجمال مثلا.

وأما الجزئي الحقيقي فهو مما لا شك ولا ريب بكون المراد منه المصداق الخارجي للمفهوم الذي يمتنع صدقه على اكثر من واحد كمحمد هذا او هذا القلم المعين فالمراد بهذا هي الاعيان الخارجية لوجود محمد او القلم كما قلنا لا مفهومه ولا لفظه.