بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد فإن من الذكريات التي يجب أن تبقى محفورة في أعماق صفحات التأريخ لشعبنا الذي عاش الحياة عقودا من الزمن حياة البؤس والعناء على الرغم من عظيم الخيرات المنهوبة بتبع الرغبات و الظلم الإجتماعي الذي أغمض الطرف عنه حتى من يدعي القيم الإنسانية و العدالة و الإسلام هي تلك الذكريات التي لا تفارق الأذهان لمن عاشها صرخة شعبية من الطفولة حتى الصبا و بالأخص حينما تكررت مشاهدها المؤلمة الحزينة من شهود حشود كبيرة من الناس و هي تستغيث برجل دين و هو المرحوم الوالد آية الله الشيخ محمد طاهر الخاقاني تريد منه إيصال صوتها إلى مركز القرار في طهران حينما اجتاحتها الفيضانات تارة و تارة أخرى إعتلت أراضيها المياه المالحة حينما سدت السلطات المياه العذبة عن البلاد تحت ذرائع و حجج متعددة آنذاك، فأماتت الأراضي بالماء المالح تارة و بالجفاف تارة أخرى بل و دفعت بالكثير من المدن أحيانا ليعيش أهلها فترة من الزمن العطش و الحاجة إلى مياه الشرب بواقع ظلم متعمد تارة أو لإهمال من جانب السلطات البهلوية آنذاك كما مر ذلك على مدينة الفلاحية و على كثير من القرى و الأرياف في مدينة عبادان أو المحمرة و غيرها من المدن في إقليم الأهواز ( الأحواز) و تارة قد تضررت هذه المدن إضافة على العمل المتعمد أو الإهمال لجعل مسؤولين على البلاد فاقدين للأهلية و الصلاحية و قد كنا نأمل أن ذلك العهد بما حمل من الظلم و العدوان بعد سقوط نظام الشاه لن يتكرر لكن و مع ألف أسف تكرر و بصورة أكثر بشاعة و قسوة سواء بواقعه المتعمد و الإهمال إلى جعل رجال ليسوا بأصحاب كفاءات على الكراسي و الأماكن ذات الحساسية من المحافظة حتى الدوائر الأخرى في بقية المدن إلى أن وصل الأمر أن تؤخذ المياه من البلاد إلى بقية المدن الإيرانية أو إلى الخارج أو جعل السدود لكي لا تصل المياه العذبة إلى البلاد إلى غير ذلك من الأعمال التي تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية فضلا عن الإسلامية منها و كم و كم وجدت الوالد في ذلك العهد قد إصطدم مع كبار المسؤولين آنذاك دفاعا عن الشعب فيما كان يعود إلى مسألة المياه حتى أصبحنا اليوم أيضا نسمع بتكرار هذه المأساة في ضمن هذه العقود في عهد من يدعون تطبيق الشريعة عدلا و سلاما و لذا أقول أولا: إن مثل هذا العمل و الظلم ليس بجديد على البلاد و أهلها من قبل الحكام من فتح السدود تارة لتأخذ السيول البلاد و من منع المياه العذبة تارة أخرى لتعلوا على البلاد المياه المالحة و في يوم ثالث تعريض البلاد إلى الهلاك عطشا و ذلك حينما يكون المسؤولون يتعمدون الإضرار تارة أو ،لا يهتمون بحياة الشعوب تارة أخرى أو يكون الواحد منهم غير أهل لمثل هذه المناصب و المسؤوليات و لا نريد هاهنا أن نشير إلى الإفقار المتعمد و عدم الإعتناء بالشعب و الدفع به حتى لبيع أراضيه أو الهجرة من البلاد فلذلك حديث آخر لكن نريد القول بأن هذا العمل قد سار عليه الخلف طبقا لمنهج السلف في عهد الحكم البهلوي و إن كان الإدعاء للقيم الإسلامية راح ليرتفع إلى عنان السماء و ثانيا أقول : إني لأستنكر مثل هذه الأعمال كما استنكرت كثيرا من الأمور الأخرى طيلة هذه العقود الأربعة داعيا الله تعالى أن يفرج عن هذه الأمة و شعبنا برحمته الواسعة بعدل حقيقي بعيد عن الإدعاء و النفاق و الأكاذيب .
محمدكاظم محمدطاهر الخاقاني
جرى و حرّر في تأريخ: 2-2-2019 ميلادي 27
, 1440جمادي الأول
0 تعليق