بيانية استنكار لما يجري من ظلم وعدوان واضطهاد بإسم الدين في إقليم الأهواز لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
الأحد الموافق ١٠ تير ١٣٩٧ شمسي
٣٠\٠٦\٢٠١٨ ميلادي
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب الحق والسلام الذي بعث محمدا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين فكان ظهوراً للعدل الإلهي تجلت به مكارمُ الأخلاق وقد أمرنا تعالى كمسلمين أن نتأسى بسيرته العطرة وخُلقه العظيم ومن المعلوم أن الإسلام هو دينُ الإنسانية الذي أرسل به الله تعالى جميع أنبياءه الكرام وأمر العلماء الربانيين أن يكونوا لسان صدق بواقع السلام والعدل مجسّدينَ مسالك الأنبياء عليهم السلام حقاً بعيدين عن المداهنات والنفاق والتقرب إلى الظالمين وقد قال نبي الأمة ورسول الإنسانية (إنّ من أعظم الجهاد كلمة عدل أو حق عند سلطان جائر) وقد أشار إلى ذلك الإمام علي عليه السلام عند البيعة مبيّناً ما هي وظيفة العلماء قائلاً:(أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو لا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم إلى آخر خطبته الشريفة التي رسم فيها معالم الشرع وما أوجب الله تعالى على العلماء الربانيين لا المداهنين والدجالين والمتزلفين إلى الحكام والظالمين فهذا هو شرعُ الله تعالى الذي لا ريب فيه فهو ثورة الصالحين على الطالحين لبيان الحق وإقامة العدل وأخطرُ الظلم والجور هو أن يلبسَ الظَلامُ لباسَ النّور والجورُ لباسَ العدل والجهلُ لباسَ العلم والنفاقُ لباسَ الإيمان وقد قلتُ ضمن أربعين عاماً من حياة المأساة والوقوف ضد الظلمِ والظالمين وكررتُ بأنّ أساس الدين هو العدل لا التظاهر بالنسك تسبيحاً وإطالة ركعاتِ السجود أمام الناس فالعدلُ هو الذي جعله تعالى غاية لبعثة الأنبياء حيث يقول (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) وقد أكدتِ الروايات على يوم ظهور العدل على يد مهدي آل محمد عليه السلام أيضاً كل ذلك لأهمية العدل الذي اعتبر من أصول الدين حيث أن بواقع العدل يفسّر الكتاب المجيد تفسيراً سليماً لا تحت مظلة الظالمين وكذلك تحت مظلة العدل تقوم الحكومة الإسلامية الحقة لا تحت مظلة الدجالين المنافقين ولذا أقول اليومَ وبعد هذه السنين مؤكداً ما قاله الوالد ومنذ زمن بعيد ألا وهو المرحوم آية الله الشيخ محمد طاهر الخاقاني الذي كان ثورة ضد الظلم والظالمين مخاطباً قوماً اعتادوا الظلمَ والعدوانَ على الشعوب بإسم الدين: (أما كفى أربعون عاماً من الأكاذيب والظلم حتى أصبح الهواء دخاناً والماء طيناً ليباع صفوُ الماءِ بتبع الهوى إلى دول الجوار وتُنهب الخيرات من غاز ونفط وغيرهما ليفترش الناسُ الترابَ ويلتحفوا السماءَ وتنشر الأمراض ثم إذا اشتكى أحد من المظلومين والمضطهدين حياة المأساة إتُّهمَ بالخيانة والإفساد في الأرض بدلاً من أن يقومَ الخاطئون بالإصلاح والإعتذار إلى الناس والعودة إلى رب العالمين ولذا أستنكرُ وبكل شدة ما يجري على البلاد من ظلم واضطهاد وعدوان ونهب للخيرات سواء في ذلك ما يجري على المحمرة وعبادان وسائر المدن في إقليم الأهواز أو ما يجري بإسم الدين من ظلم على سائر البلاد في إيران وأقول في الختام وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين. اللهم إنّا نشكوا إليك ما نعيشُه من ظلم بإسم دينكَ دين السلامِ والعدل وأنت أرحم الراحمين.
محمد كاظم محمد طاهر الخاقاني
0 تعليق