كلمة تأبين و عزاء لمناسبة وفاة السيد كاظم المحفوظي رحمه الله
بصوت الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
كلمة تأبين وعزاء بمناسبة وفاة السيد كاظم المحفوظي
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه وإنا لله وإنا إليه راجعون وبعدُ فقد بلغني ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة الأخ العزيز والسيد الجليل بحادثٍ مؤلم وهو صاحب المواقف المشرفة ورجل الثبات والعزيمة الذي ما بدّل ولا غيّر سلوكاً وجدَه من مسالك الشرف والكرامة طوال اكثر من أربعين عاما حيثُ ما وجدناه إلا الوفاء والإخاء والصدق في كافة ميادين الكرامة كما وجدناه أيضا عملا طيبا يسبق القول في مواطن الإخلاص والثبات والرجولة وحقاً أقول لقد كان رحمه الله للوالد قدس سره ولداً باراً فقدّم الكثير مما تشهدُ به مواقف الرجال كما كان أيضا لي أخاً وفيا صادقا وما كان من القوم الذين ساروا طريق الكرامة حتى إذا ما بعُدَت عليهم الشقة حينما توالت الليالي والأيام تراجعوا بعد عزيمة وثبات حينما كانت العزائم تابعة للمصالح والغايات أو قائمة على هشاشة هي الضعف والجبن.
أجل إن الأخ العزيز المغفور له بإذن الله تعالى وأعني به (السيد كاظم السيد محسن الموسوي المحفوظي) لقد كان من الرجال المخلصين الأوفياء وقد كنتُ طيلة هذه العقود بعد الهجرة أتمنى دائماً أن تجمعني وإياه الأيام بمشيئة الملك العلّام لكنها هي الأقدار ومصائب الأزمان وبلايا الدهر ليوم الحساب والجزاء.
نعم لقد كان السيد رحمه الله من نوادر الرجال ومَن تبكي عليهم العيون ويحزن لفقدهم القلب وما لنا إلاّ أن ندعوا الله تعالى له بالمغفرة والرحمة وأن يجعله تعالى بفضله ورحمته الواسعة في منازل أهل الخلوص والوفاء والعزيمة الذين ما شابت أعمالهم شوائب الرياء ولا النفاق ولا الجبن ولا المداهنات ولا مطامع الدنيا ولذا نسأل الله تعالى من أعماق القلوب أن يحشره مع محمدٍ و آله الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام وأن يثيبنا على فقده ثواب الصابرين، ومن ديار الغربة أتقدمُ لجميع الأهل والإخوة الكرام بأحر التعازي متمنياً لهم جميعا الصبرَ وجزيل الثواب وبالأخص لإخوة السيد الكرام وعلى رأسهم السيد جاسم والسيد صادق حفظهم الله تعالى وفي الختام أقرأ على مسامعكم أيها الإخوة الكرام هذه الأبيات التي نظمتُها بمناسبة هذه الحادثة الأليمة في حق رجل الوفاء الذي اختبرته في صعاب الأيام فوجدته عزيمة وإخلاصا ومحبة فأقول:
القلبُ قد باتَ من فرط الأسى ضَرَما —- والدمعُ قد صارَ من فيض العيونِ دما
لفقدِ من كان في الأهوالِ معتَمدَاً —- وباتَ للصدقِ في سُوحِ الوفا عَلما
من كانَ حقّاً أخاً في كلّ مُعتركٍ —- من الحياة وكان الحُسنَ والكرَما
من قد وجدتُ به الإخلاصَ في زمنٍ —- أضحى النفاقُ به للشرعِ ملتزِما
أبا جوادَ رجوتُ الدهرَ يجمعُنا—- لكنه الغدرَ والحرمانَ والسّقما
وسوفَ يجمعُنا يومٌ نُسرُ به —- إن شاء ربُّكَ يمسي الحقَ والنِعما
به نعيشُ سلاماً غيرَ متّصِفٍ —- بذل دنياً تسيرُ المكرَ واللَّمما
والسلام عليكم أيها الإخوة الكرام جميعا ورحمة الله وبركاته أخوكم في الله والداعي لكم بالخير ولنفسه بالصبر على عظيم المصاب محمد كاظم محمد طاهر الخاقاني.
0 تعليق